أقرت اللجنة الشعبية في سخنين، بالتعاون مع سكرتارية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في أراضي 48 وسكرتارية الأحزاب، مساء يوم الأربعاء الماضي برنامجا خاصا لدعم فعاليات مسيرة العودة الكبرى في غزة.
هذا وقد انطلقت ظهر يوم السبت في مدينة سخنين اولى هذه الفعاليات المتمثلة بمظاهرة شعبية تضامنا مع مسيرات العودة في غزة، وتقدم المظاهرة أعضاء القائمة المشتركة وقيادة لجنة المتابعة العليا، وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وشعارات داعمة لغزة والثوابت الفلسطينية، والتأكيد على حق العودة غير القابل للتقادم أو النسيان، وعروبة مدينة القدس.
وتأتي هذه المظاهرة ضمن سلسلة نشاطات اقرتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، تنظم اسبوعيا حتى ذكرى يوم النكبة في 15 ايار/مايو المقبل.
وفي هذا السياق يعتقد د. منصور عباس، رئيس الإدارة العامة بالحركة الإسلامية داخل أراضي 48 أن هذه المسيرات ستضيف كثيرا لمسيرات العودة في غزة وستطور المعادلة كثيرا ومجرد وجودها هو رمز لوحدة الشعب الفلسطيني، وبأن الأقوى والأجدر أن يخوض الشعب الفلسطيني معاركه موحدا، وبالتالي – على حد تعبيره- فإن مشاركة عرب الداخل تفاعل مهم وحتى يكون الحراك على مستوى شعبي شامل يجب أن يشارك فيه عرب الداخل.
ويلفت عباس إلى أن المطلوب من حراك الداخل أن يكون وسيلة ضغط على صناع القرار الإسرائيلي بهدف ردعهم عن ممارسة إرهابهم على حدود قطاع غزة ومن جهة أخرى لفتح أفق لبداية التفكير باتجاه آخر للتعاطي مع القضية الفلسطينية والحصار الواقع على قطاع غزة بشكل خاص.
ولا يستبعد عباس أن يتكرر السيناريو المرسوم في عام 2000 حيث سقط شهداء من عرب الداخل ومئات الإصابات معتقدا أن نتائج هذه المسيرات ستكون حسب تعاطي وتواجد قوات الشرطة في المكان، وقتها سيعرف إلى أين ستهب رياح (إسرائيل)، باتجاه البطش أم باتجاه إعطاء الفرصة للسلمية.
ويتوقع منصور أن يغير الحراك في الداخل من واقع قطاع غزة تدريجيا إذا كان تفاعله قويا ومستمرا، مؤكدا أن الحراك سيكون شعبيا واسعا وسيشمل كافة الأطر، مضيفا: هو حراك مهم جدا وخطوة نحو الالتحام الشعبي.
المحلل السياسي عوض عبد الفتاح من الداخل المحتل لم يستغرب المسيرات المتواضعة على حد تعبيره التي خرجت في سخنين يوم السبت، مؤكدا أن الانتفاضة الأولى بدأت في غزة وبعد أسبوعين أو ثلاثة انتقلت إلى الداخل المحتل قبل أن تتطور إلى مواجهات مباشرة، مضيفا: وهذا ما سيحدث الآن، فأنا أرى أن المشاركات ستكون تدريجية، مؤكدا أن الداخل المحتل طالما بقي متفاعلا على مدار عشرين عاما مع نضالات الشعب الفلسطيني.
ويبين أن السائد في الحركات السياسية أن تحدث أحيانا تراجعات وانحسارات ثم نهوض متجدد، مشيرا إلى أنه رغم تواضع المسيرة إلا أنه يتوقع حراكا قادما خاصة أنها كانت الفعالية الأولى في الحراك الشعبي المنظم هناك.
وتابع عبد الفتاح أن ما يجري في غزة مهم جدا لفلسطينيي الداخل بل يجب ان يشاركوا فيها فلا توجد عائلة داخل الخط الأخضر ليس لها قريب في مخيمات اللجوء، ناهيك عن المهجرين الداخليين في فلسطين بعد 48.
ويأمل أن تكون الرؤية شاملة لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج ليكون الزحف إلى الحدود موحدا ومنظما، لافتا إلى أن الجانب السلمي للمظاهرة الكبرى للعودة في غزة هو ما يميزها، فلا يجب ان تنحرف عن مسارها السلمي، والأيام القادمة كفيلة بأن ترينا مفاجآت.
وينوه عبد الفتاح إلى أن الإعلام الإسرائيلي يعكس تخوفه من انتقال المظاهرات إلى الداخل المحتل فعليا، وحاول فبركة الصورة أمام العالم، للخروج من المأزق الذي وضعت (إسرائيل) نفسها به في مواجهة وقتل وقنص المتظاهرين العزل على الحدود مع القطاع.