قائد الطوفان قائد الطوفان

قمة الظهران تغيب ملفات جوهرية بالقضية الفلسطينية

قمة
قمة

الرسالة نت – محمود هنية

قلل مختصون واستراتيجيون سياسيون من أهمية وجدوى قرارات القمة العربية التي عقدت في مدينة الظهران السعودية، لا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي غابت الكثير من ملفاتها عن طاولة القمة وفي مقدمتها ملفات حصار غزة ومسيرات العودة وصفقة القرن.

وأكدّ المختصون في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت" أن المسائل الكبرى في القضية الفلسطينية لم تعرج عليها في القمة العربية، كما أنه برز موقف عربي يعزز الانقسام الفلسطيني من خلال تبني خيار عقد المجلس الوطني المختلف عليه فصائليا، وهناك تجاهل متعمد للجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق غزة والقدس.

أستاذ العلوم السياسية المصري حسن نافعة، أكدّ بدوره، أن القضية الفلسطينية غائبة كما بقية الملفات العربية الساخنة عن طاولة القمة، فلم تحضر لا غزة ولا اليمن ولا سوريا ولا ليبيا، وما ذكر في البيان الختامي لن يغير شيئا من مسار تغييب هذه القضايا.

وقال نافعة لـ"الرسالة نت" إن عدم التعريج على صفقة القرن التي تشكل تهديدا وجوديا للقضية الفلسطينية، يثير علامة استفهام، مشيرا إلى أن اكتفاء بعض الدول الإعلان عن منح مالية للقدس والأونروا يشكل في واقع الأمر محاولة لاخفاء الفشل عن تغييب القضايا الرئيسية، "فقد اعتبر بعضهم عقد القمة بمنزلة انجاز".

وذكر أن القمة كانت حريصة على عدم اغضاب إسرائيل، وحاولت الإيحاء بوجود موقف عربي جماعي، لكن الحقيقة لم تظهر أي من علامات هذا التضامن في ذكر أي قضية رئيسية، وفق قوله.

وأشار نافعة إلى أن الخلاصة الوحيدة لهذه القمة هي التأكيد بأن الشعب الفلسطيني وحده الذي سيدافع عن قضيته، وهو من سيجبر الدول العربية والشعوب من أجل الدفاع عن هذه القضية.

أمّا السلطة الفلسطينية التي كال رئيسها جملة من التهم لحماس وقطاع غزة في كلمته أمام القمة، فرأى نافعة أن الهم الرئيسي لدى محمود عباس رئيس السلطة هو الحفاظ على وجوده، في ظل المساعي الإقليمية لايجاد قيادة بديلة عنه.

وذكر أن السلطة ترمي بالاتهامات في حضن حماس لابقاء نفسها في حالة دفاع، "لكنها في كل الأحوال اضعف من القبول بصفقة قرن".

استبدال اولويات

وأيده الناقد السياسي التونسي نزار الماكني، الذي أكدّ أن هذه القمة سارت على غرار كافة القمم العربية التي غاب عنها التأثير والفعل تجاه القضية الفلسطينية، والاكتفاء فقط في بيانات ختامية لا معنى لها.

وذكر الماكني في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" أنّ حالة الاستقطاب الإقليمي كان واضحا في هذه القمة، فلم يؤتى على ذكر أيا من القضايا التي تختلف مع المشروع السياسي العربي لتلك الدول التي تستضيف هذه القمة.

ورأى أن تهميش القضية الفلسطينية في القمة امر مقصود ومدفوع له أمريكيا، "لأنها ترى أن هناك أولويات أخرى تتمثل في ملفات المنطقة واستبدل الإسرائيلي باعداء آخرين، ما جعلهم يهمشون القضية في سوريا على حساب بقية الدول الأخرى".

ورأى أن عدم الذكر لصفقة القرن وغيرها من المخططات التصفوية تشير إلى وجود رغبة لدى بعض الأطراف الإقليمية في دفع الفلسطينيين للجلوس على طاولة المفاوضات من أجل تمرير هذه الصفقة.

تمرير لصفقة القرن

من جهته، قال أنيس القاسم رئيس مؤتمر فلسطينيي الخارج، إن انعقاد القمة في ظل الإعلان عن ترتيبات لما تسمى بـ"صفقة القرن" هي مؤشر سلبي تجاه مستقبل القضية الفلسطينية، لاسيما في ظل مساعي عربية لرسم استراتيجيات جديدة في المنطقة تستبدل فيها العدو الإسرائيلي بعدو آخر وهو إيران.

وأضاف القاسم لـ"الرسالة نت" أنّ إسرائيل هي العدو وليست ايران كما أرادت القمة العربية التأكيد عليه والحديث عنه، وكانت إسرائيل أولى بالتهديد والوعيد من ايران في هذه القمة.

وذكر أن عملية التبرعات التي أعلنت عنها الدول العربية هي قديمة جديدة، لكن لا يجوز ان تكون مقابل أثمان تتعلق بمصير القدس، مشيرا إلى أن عدم ذكر صفقة القرن في هذه القمة هي في حد ذاتها غطاء لتمرير الصفقة.

ولفت إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات وافق العراق على غزو الكويت لقاء الدعم الذي كان يتلقاه من صدام حسين، "ونخشى أن يقبل عباس بهذه الصفقة لقاء الدعم الذي زادت نسبته لـعشرين مليون دولار من أحد الدول العربية الراعية للصفقة وللقمة".

ورفض القاسم التدخل العربي السلبي في القضية الفلسطينية وتبنيها لعقد المجلس الوطني، المختلف عليها فصائليا "وهو باطل وما سينتج عنه باطل".

وقد انعقدت قمة الظهران في السعودية، اليوم السبت، في ظل عدم التطرق لملفات عربية كبرى من بينها الازمة الخليجية وازمات اليمن والاستهداف الأمريكي لسوريا وليبيا وملفات أخرى.

البث المباشر