قائد الطوفان قائد الطوفان

الأنشطة الرياضية تضفي الحيوية على "ملعب العودة"

الرسالة نت-محمد شاهين

مع ابتعاد قرص الشمس عن عمود السماء قليلاً، يخرج عشرات المعتصمين بمخيمات العودة المقامة شرق مدينة غزة وعلى بعد 700 من الأراضي الفلسطينية عام 48، إلى الملعب العودة الرياضي الذي يتوسط الخيام، ليشاهدوا عروضاً رياضية تكسر جمود الاعتصام السلمي المستمر منذ ذكرى يوم الأرض في الـ 30 من آذار الماضي.

كرة القدم والطائرة وتنس الطاولة والكراتيه والشطرنج.. وغيرها من الأنشطة الرياضية التي ينفذها عشرات الرياضيين المحترفين في قطاع غزة تحت رفرفة الأعلام الفلسطينية تجبر أحياناً جيش الاحتلال الذي يشاهدها إلى إطلاق قنابل الغاز صوبهم بوحشية حتى يثنيهم عن إيصال رسالتهم العادلة لدول العالم.

أجواء المنافسة التي يشهدها ملعب العودة لا تشبه أي ملاعب أخرى، فالمشاركون لا يبذلون جهداً كبيراً من أجل الفوز فقط والخروج بنتيجة المنتصر، وإنما يسعون إلى إيصال رسائل إنسانية، مفادها أن قطاع غزة يمتلئ بالحياة ومن حق المحاصرين بداخله أن يعودوا لأراضيهم المحتلة وأن يكسر سيف الحصار "الإسرائيلي" المسلط عليهم.

ويحرص صاحب "الإرادة" حسن صلاح من ذوي الاحتياجات الخاصة على المشاركة بمباراة رمزية لكرة الطائرة جلوس أقيمت داخل ملعب العودة الرياضي، نظمتها مؤسسة "أمواج" الرياضية، إذ وصل إلى الحدود الشرقة لمدينة غزة، بعد أن بذل مجهوداً ضعف ما بذله أثناء المباراة التي تحمل رسائل إنسانية للعالم.

يحكي صلاح للرسالة نت، ان اصراره على المشاركة في المباراة الحدودية يأتي لينقل الصورة الإنسانية في غزة لأحرار العالم، بأن الفلسطينيين لا يستحقون أن يعيشوا تحت حصار ظالم لـ 11 عاما على التوالي، دون حلول تكسره وتخرجهم من أزماته التي أثقلت على مناحي الحياة فيها.

ويحكي وهي يجلس على كرسي متحرك، أن حق العودة لا يمكن لأي فلسطيني أو عربي التفريط به، إذ يتمسك به الصغير قبل الكبير، واليوم يثبت هو وزملاؤه أنه لا أحد يمتلك عذراً من أجل عدم المشاركة بالمسيرات السلمية المطالبة بتطبيق حق العودة وفق القرار الأممي 194.

ويحلم المهجر من قرية حليقات بالعودة لقريته المحتلة وإقامة ملعب لذوي الاحتياجات الخاصة على أرضها، التي لطالما أخبرته جدته المرحومة عن جمالها وخصوبة أرضها، وبقي يحتفظ بتفاصيلها التي يقصها على ابنه الذي سيحمل راية الدفاع عنها حتى تحريرها من بعدها-وفق قوله.

ويتوشح الشبل أحمد الكحلوت بعلم فلسطين ويستعرض مهاراته في فنون الكاراتيه أمام عشرات المعتصمين الذين تفاعلوا أمام عرضهم الذي حمل طابعاً وطنياً، واستمروا في التصفيق لهم بعد رفعهم لافتات تحمل أسماء مدن وقرى فلسطينية محتلة وكتبوا عليها أن حق "العودة" ليس للبيع أو التفريط.

ويحرص صاحب الرداء الأبيض أن يعرض تفاصيل قرية نعليا التي هجر منها أجداده للذين شاهدوا العرض ولوسائل الإعلام الدولية والمحلية التي غطت عرضهم، وينقل "للرسالة"، أهدافه من المشاركة بالفعالية الرياضية، إذ أراد التأكيد للعالم بأنه أتى الوقت الذي يجب فيه أن يعود اللاجئون إلى وطنهم المحتل وأن يفك الحصار الإسرائيلي عنهم.

وأشاد عبد السلام هنية، عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بتنظيم مثل هذه العروض والمباريات الرياضية بالقرب من خيام العودة، كاشفاً ان تنظيمها يأتي للإبقاء على ثورة المظاهرات السلمية الهادفة لتحقيق حق العودة، والتعبير عنها برقي.

ويثبت الناشط الرياضي وفق هنية للعالم، بأن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش حياة كريمة وأن يعود إلى وطنه المحتل، وأن من حق الرياضيين الفلسطينيين أن يمارسوا حقوقهم بعيداً عن الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يكسر جناح انطلاقتهم نحو العالمية والمشاركة ببطولات دولية وإقليمية ويبقي موهبتهم محاصرة في قطاع غزة.

ويرى هنية أنه رغم تعمد قناصة الاحتلال النيل من الرياضيين المشاركين بمسيرات العودة، إلا أن ذلك لا يعني أن ينتهي دورهم الفاعل بالمشاركة بمسيرات العودة الكبرى والتضامن مع باقي شرائح المجتمع التي تقدم نموذجاً مميزاً في المقاومة السلمية.

البث المباشر