يرزح في سجون الاحتلال الإسرائيلي 6500 أسير فلسطيني وسط ظروف اعتقالية بالغة القسوة والبعد عن أدنى المعايير الإنسانية المكفولة في الأعراف والقوانين الدولية، حيث تتجدد آلامهم ومعاناتهم على وقع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني التي توافق اليوم الإثنين.
وكان المجلس الوطني الفلسطيني، قد أقر عام 1974 يوم السابع عشر من نيسان/أبريل، يومًا وطنيًا للوفاء للأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم، باعتباره يوماً لشحذ الهمم وتوحيد الجهود، لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، ولتكريمهم وللوقوف بجانبهم وذويهم.
وحسب مركز أسرى فلسطين للدراسات، فإن الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه (6500) أسير فلسطيني في ظروف صعبة وقاسية، مضيفاً أنهم "يحتاجون الى كل أشكال الدعم والتضامن محلياً وعربياً ودولياً للتخفيف من معاناتهم ووقف الهجمة المسعورة بحقهم".
وأفادت احصائيات للمركز حصلت عليها "الرسالة"، أن من بين الأسرى (350) طفلا قاصرا، وقد ارتفعت أعدادهم بشكل كبير جداً حيث يستهدفهم الاحتلال بالاعتقال بشكل مستمر، وبينهم عدد من الجرحى الذين أصيبوا بالرصاص خلال الاعتقال، كما يوجد بينهم أطفال دون الرابعة عشر من أعمارهم وفى مقدمتهم الطفل الجريح "علي علقم" 12 عاما، والطفل "أحمد مناصرة،" 14 عاما، والطفل "شادي فراح" (13 عاما) من مدينة القدس المحتلة.
ويصل عدد الأسيرات في سجون الاحتلال إلى (62) أسيرة موزعات على سجنيّ هشارون، والدامون، بينهن (8) جريحات، و(8) أسيرات قاصرات، و(3 ) أسيرات تحت الاعتقال الإداري، و(20) أسيرة أم لديهن عشرات الأبناء، و(7) أسيرات محررات أعاد الاحتلال اختطافهم مرة أخرى، و(38) أسيرة محكومات بأحكام مختلفة عدد منهن صدرت بحقهن أحكام قاسية ومرتفعة، و (10) أسيرات مريضات يعانين من أمراض مختلفة، ولا يتلقين علاج مناسب أبرزهن " اسراء الجعابيص" والتي تعاني من حرق بنسبة 60%، بينما تعتبر الأسيرة "ياسمين شعبان" عميدة الأسيرات الفلسطينيات وأقدمهن على الإطلاق ومحكومة بالسجن لمدة 5 سنوات، ومعتقلة منذ عام 2014.
ويفيد مركز أسرى فلسطين للدراسات، أن دولة الاحتلال تعتقل ما يقارب من 500 معتقل إداري، بدون تهمه أو محاكمة، بملف سري لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليه، ويمكن تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات قابلة للتجديد بالاستئناف، وهنالك مقاطعة من قبل الاداريون للمحاكم العسكرية الصورية منذ 60 يوماً متتالية بهدف كسر قرار اعادة الاعتقال وانهاء ملف الاداريين.
وأوضح أن ما يقارب من 26% من الأسرى يعانون من أمراض مختلفة تعود أسبابها لظروف الاحتجاز الصعبة والمعاملة السيئة وسوء التغذية، وهؤلاء جميعا لا يتلقون الرعاية اللازمة، منهم ما يقارب من10% بأمراض مزمنة، وتحتاج لعمليات جراحية ومتابعة طبية متخصصة كالسرطان والقلب والكلى والغضروف والضغط والربو والروماتزم والبواسير وزيادة الدهون والقرحة ودون أدنى اهتمام.
وطالب مركز الأسرى، أمس الأحد، بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، المؤسسات الحقوقية والدولية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بمواد وبنود اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بحقوق الأسرى والأسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية.
وأكد الدكتور رأفت حمدونة مدير المركز أن أوضاع الأسرى صعبة على كافة المستويات، وقد تنفجر السجون عند أي لحظة، لقسوة الظروف الحياتية والمعيشية، وفى ظل مضاعفة الحالة التنكيليّة اليومية بحقهم من قبل إدارة مصلحة السجون التي تنفذ قرارات وتوصيات أجهزة الأمن والحكومة الاسرائيلية.
وناشد وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية والانسانية "المحلية والعربية والدولية" بكشف انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى في السجون الاسرائيلية، والضغط عليه لوقفها، داعياً الجهات الرسمية والأهلية لبذل كافة الجهود على الأصعدة " الاعلامية والقانونية والجماهيرية " لمناهضة سياسات سلطات الاحتلال بحق الأسرى.
وتاعب "أننا بحاجة لجهد إعلامي يتجاوز التقليد ومحاكاة الذات، والعمل على مواجهة الماكنة الاسرائيلية بلغات متعددة وبشكل إبداعي لا يقتصر على الخبر، وباستخدام كل أشكال التكنولوجيا والسوشيال ميديا، في أعقاب الهجمة غير المسبوقة عليهم داخلياً وخارجياً لتشويه نضالاتهم".
من جهتها، نظمت جمعية وعد للأسرى والمحررين عدة فعاليات استعدادا لاستقبال يوم الأسير الفلسطيني منذ بداية شهر أبريل شملت حملات لإحياء يوم الأسير الفلسطيني في المدارس الثانوية، ووقفات تضامنية مع أبناء الأسرى، وتنظيم للاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى في مخيمات العودة شرق غزة، إضافة إلى عقد مارثون رياضي بمناسبة يوم الأسير.
وقال المدير التنفيذي للجمعية عبد الله قنديل في تصريح للرسالة، أن الجمعية تعمل على تنظيم عدة فعاليات لمناصرة قضية الأسير الفلسطيني وإظهارها، مشيراً إلى أن الجمعية ستنظم وقفة مركزية في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في مخيمات العودة شرق مدينة غزة.
ويعقد أهالي الأسرى آمالهم على فصائل المقاومة التي تحتفظ بعدد من الجنود الإسرائيليين الأسرى منذ العدوان الأخير على غزة، والتي تشترط لبداية المفاوضات حول الجنود إخراج محرري صفقة وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم.
ويتزامن إحياء ذكرى يوم الأسير هذا العام مع استمرار الفلسطينيين بكافة أطيافهم بالخروج في مسيرات العودة الكبرى، إصراراً منهم على التمسك بالأرض وتثبيتاً لفكرة النضال الشعبي وتأكيداً منهم أنهم ما زالوا على العهد الذي كان عليه أسرانا.