قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد تكرار الأحداث المؤسفة

خلافات تيارات فتح تطغى على الجامعات الفلسطينية!

الرسالة نت – فايز الشيخ

تكرر وقوع صدامات مؤسفة بين أنصار رئيس السلطة محمود عباس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، وذلك على خلفية فعاليات ونشاطات تنظيمية لشبيبة فتح الطلابية في جامعات غزة، الأمر الذي يعكس مستوى التباين بين الطرفين ومدى انعكاس ذلك على المشهد الفلسطيني.

شجارات متتالية

وفي تفاصيل الأحداث الأخيرة، فقد اندلعت مشاجرة وعراك بالأيدي -الاثنين الماضي- بين أنصار عباس ودحلان في جامعة الأقصى بمدينة غزة، وذلك بعد يوم من شجار مماثل بمقر الجامعة في خان يونس.

وجاءت هذه الأحداث خلال فعالية نظمها- تيار عباس- داخل حرم الجامعة لتكريم الطلبة الأوائل، حيث سادت المكان حالة من الفوضى، كُسرت خلالها مقاعد الحضور ومنصة الحفل.

وعلى إثر ذلك، فقد قررت جامعة الأقصى في غزة إلغاء كل الفعاليات الطلابية حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني، مستنكرة "ما حدث من اعتداء على حرمة الجامعة وممتلكاتها وعلى مكان إقامة الفعالية"، معلنة أنها "ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من تسبب وساهم في هذا العمل الخارج عن تقاليدنا وأعرافنا الجامعية وثقافة شعبنا"، وفق البيان.

غير أن الشبيبة الفتحاوية الذراع الطلابي لفتح بالجامعة، اشتكت من استمرار سياسة التهميش والانتقائية التي تمارسها إدارة جامعة الأقصى، محملة الأخيرة مسؤولية الأحداث التي وقعت في الجامعة.

ودعت الشبيبة في بيان لها، إلى ضرورة إجراء انتخابات مجالس الطلبة بأسرع وقت لإعادة ترتيب وإحياء الحركة الطلابية، مطالبة المؤسسات الحقوقية في قطاع غزة للضغط على إدارة جامعة الأقصى للتراجع فوراً عن سياسة انتهاك حقوق الطلاب في العمل النقابي.

الكيل بمكيالين

بدوره، حمل عماد محسن الناطق باسم التيار الإصلاحي الفتحاوي التابع لدحلان، مسئولية تكرار الأحداث المؤسفة داخل بعض الجامعات في غزة، لإداراتها التي اتهمها بأنها "تكيل بمكيالين وتميز بين الطلبة في جهة تنفيذ الأنشطة اللامنهجية"، عاداً الأحداث التي شهدتها جامعة الأقصى ليومين متتالين خلال الأسبوع الأخير مؤشرا على حجم الأزمة التي تسببت بها هذه الإدارات.

وشدد محسن في حديثه لـ"الرسالة" على حق كل الكتل الطلابية في مختلف الجامعات الفلسطينية أن تمارس وتنفذ الأنشطة بكل حرية، منوهاً إلي أن هذا الحق كفلته كل الأنظمة في مختلف الجامعات سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

واسترسل محسن في التفاصيل التي أدت إلى نشوب مثل هذه الأحداث المؤسفة في الجامعات، وهي أن إدارات تلك الجامعات، ولاسيما في جامعتي الأزهر والأقصى، دائماً ما ترفض الطلبات التي يقدمها الطلبة المنتسبين للتيار الإصلاحي لتنفيذ الأنشطة اللامنهجية، لافتاً إلي أن الطلبة من تياره "ليسوا نكرات وهم معروفون ولهم حضورهم وشعبيتهم وجماهيرهم من الطلبة في مختلف الجامعات".

وتطرق إلى المناكفات الحاصلة في جامعتي الأزهر والأقصى بغزة، مشيراً إلى أن إدارتيها تتعرضان للابتزاز والضغط المباشر من طرف قيادة السلطة في رام الله، وذلك بالتهديد والوعيد لعدم التعاون مع اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي فيما يتعلق بتحرير الشهادات الجامعية.

وتابع محسن أن "حركة فتح السليبة والمغتصب قرارها من قبل جماعة أبعدت نفسها بالكلية عن الحاضنة الشعبية بالقرارات الجائرة والحصار والعقوبات التي لا تتوقف، تبتعد رويداً رويداً عن الكل الوطني وعن مبدأ الشراكة الوطنية، وهي ماضية في هذا الطريق نحو عقد مجلس وطني فلسطيني لن يكتسب أدنى شرعية في المرحلة القادمة".

استقطاب فتحاوي حاد

وفي قراءة تحليلية لما سبق، فقد عبر الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، عن اعتقاده بأن هناك أكثر من عامل يشير إلى أن الأحداث الجارية من حين لآخر بين تياري عباس ودحلان، لا تندرج في إطار الفردية والعشوائية، مركزاً على عاملين الأول هو أن هذه الصراعات شملت أكثر من جامعة وأكثر من مجال، ما يثبت أن الأمر يتعدى الفردية، لأن الأمور الفردية يمكن تلافيها وتلاشيها ومعالجتها، لكن استمرار هذه الأحداث في عدة جامعات ومجالات وعدة أماكن وبشكل متكرر يشير إلى أن الأمر يتجاوز العمل الفردي إلي العمل جماعي.

أما العامل الثاني، فقد أرجعه حبيب إلي انعكاس حالة الاستقطاب الحاد بين الجانبين داخل إطار حركة فتح، وبالتالي هذا شكل من أشكال الصراع بين الجانبين يأخذ جانباً يتجاوز البعد الفردي إلى البعد الجماعي الذي له علاقة أحياناً بالنوايا والقرارات، حيث أن هذا صراع على النفوذ أكثر من كونه عاملاً فردياً.

وحول مدى قدرة إدارات الجامعات علي ضبط أوضاعها وتجنيب الصراعات داخلها، أوضح أن الخلل في تعيين إدارات الجامعات نابع من الخلل في الوضع الفلسطيني برمته، "فهو وضع بالغ الصعوبة والاستقطاب"، عاداً أن تجاوز هذا الأمر بحاجة إلي سياسات فلسطينية، حيث لا يمكن إصلاح الجامعات دون أن يكون هناك إصلاح شامل للوضع الفلسطيني بشكل عام.

وذكر حبيب أن هذه الصراعات والانقسامات يذهب ضحيتها المواطن الفلسطيني، ولا سيما الطلبة الذين هم في أمس الحاجة إلى كل أشكال العون والإسناد والدعم في ظل الظروف القاهرة والقاسية.

البث المباشر