13 عاما على تشييده

جدار الفصل.. أفعى (إسرائيلية) تلتف حول رقبة الضفة

جدار الفصل.. أفعى إسرائيلية تلتف حول رقبة الضفة
جدار الفصل.. أفعى إسرائيلية تلتف حول رقبة الضفة

الرسالة نت - إسماعيل الغول

تستمر معاناة المواطنين الفلسطينيين في الضفة المحتلة للسنة 13 على التوالي، بسبب جدار الفصل العنصري الذي أثر على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، لا سيما أنه يعد من أخطر مخططات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967.

وبدأ الاحتلال بناء الجدار في 2002 في ظل انتفاضة الأقصى، على طول 770 كم، وقد تم الانتهاء من بناء ما يقرب 406 كم، أي ما نسبته 52.7% من المسار الكامل للجدار، بينما لا يزال مشروع بناء الجدار قيد التنفيذ حتى الآن.

ويحرم الجدار الفلسطينيين من استغلال أكثر من ثلث مساحة الضفة، وعمل على تمكين الاحتلال من 46% من مساحة الضفة، كما عزل الجدار نحو 200 كيلومتر مربع من منطقة الأغوار، التي تعدّ سلة فلسطين الغذائية وتقع في الجهة الشرقية منها.

يشار الى أن الجدار جاء بعد قرار اتخذته حكومة شارون مطلع انتفاضة الاقصى، بزعم الحد من العمليات الفدائية داخل الاراضي المحتلة عام 48.

يقول خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق في القدس المحتلة: "إن مساحة الأراضي الفلسطينية التي صودرت وجرفت لخدمة هذا الجدار بلغت حوالي ربع مليون دونم، معظمها في محافظات جنين وقلقيلية والقدس".

وأكد التفكجي، في حديثه لـ "الرسالة"، أن الجدار مع حلول الذكرى الثالثة عشرة لبدء بنائه أحكم محاصرة القدس المحتلة من جوانبها الأربعة، متيحاً مجال الدخول والخروج منها بتصاريح إسرائيلية عبر 11 بوابة فقط.

وبيّن أن الاحتلال نجح بإخراج أعدادا كبيرة من الفلسطينيين من مدينة القدس حتى انخفضت نسبتهم إلى 12%، وعزل 230 ألف مقدسي عن الضفة، مضيفاً: "هناك العديد من القرى والمدن الفلسطينية التي تحولت إلى سجون، حيث يتم الدخول والخروج منها بتصاريح إسرائيلية، مثل قلقيلية التي باتت سجناً لنحو 40 ألف نسمة".

ولفت إلى أن الجدار العنصري تسبب في طرد حوالي 125 ألف مقدسي خارج المدينة المقدسة، خاصة في شمال القدس المحتلة وشرقها، موضحاً أن المدينة محاصرة بالجدار من جميع الجهات، إذ يصل ارتفاعه إلى 8 أمتار وتعلوه أسلاك شائكة.

وتابع التفكجي: "الاحتلال الإسرائيلي لم يلتفت للقرار الدولي المتعلق بالجدار ومضى في خرق القرارات والشرعية الدولية لاستكمال بناء الجدار، مع العلم أن الأمم المتحدة انتقدت الجدار أكثر من مرة وفي أكثر من تقرير، كما انتقدته الكثير من المنظمات والمؤسسات الدولية واعتبرته غير قانوني، مثل الصليب الأحمر الدولي والمنظمة الأميركية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، كما أدانته مرجعيات مسيحية مثل بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني".

بدوره، بين خضر سلامة منسق اللجنة الوطنية لمقاومة التهويد بالضفة المحتلة، أن جدار الفصل العنصري من أهم عناوين الصراع ضد الاحتلال في الضفة الغربية، وتابع في حديث خاص بــ "الرسالة"، أن الجدار لم يبن للأمن كما زعم الاحتلال، بل للاستيلاء على المزيد من الأراضي"، موضحاً أنه يهدف إلى عزل المسجد الأقصى المبارك من أجل التحكم بعملية دخول الفلسطينيين إلى القدس وخروجهم، والاستيطان في مزيد من المناطق الفلسطينية.

وذكر أن الاحتلال بسبب جدار حول مدينة القدس إلى "مدينة أشباح"، وفق وصفه، وأقام 11 حاجز للمرور إليها، وأغلق معظم الطرق الفرعية المؤدية من الضفة إلى القدس، مع العلم أن الجدار حظي بتأييد حزبي الليكود والعمل وبقية الأحزاب الإسرائيلية أيدته.

وأضاف: "أثّر الجدار سلباً على جميع مناحي الحياة الفلسطينية سواء الاجتماعية والتعليمية والسياسية والصحية والجغرافية، أي أنه فصل الأرض عن بعضها وفصل الأسرة الفلسطينية عن بعضها".

ولفت سلامة إلى خطورة بناء الجدار وتبعاته على حياة المزارع الفلسطيني، مبيناً أنه يحتجز خلفه أكثر من 7 آلاف دونماً زراعياً، مضيفاُ أن التنقل أصبح أمرا شاقا ومتعبا جدا للأهالي والمزارعين، ولا يتم إلا من خلال باب واحد".

بناء الجدار كشف عن نوايا إسرائيلية حقيقية للاستيلاء على مزيدٍ من الأراضي الفلسطينية وطرد السكان الفلسطينيين منها، وذلك وفق رؤية رئيس حكومة الاحتلال آنذاك "أرئيل شارون"، وكان أبرز هذه الخطط إقامة جدار الفصل العنصري، أو ما يسميه الاحتلال بـ "الجدار العازل".

البث المباشر