تربعت الأندية الإسبانية على عرش البطولات الأوروبية وفرضت سيطرتها وزعامتها على "القارة العجوز" خلال السنوات العشرة الماضية، خاصة في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي, إذ تصدر كل من ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد المشهد الكروي في القارة.
وأثبتت الأندية الإسبانية علو كعبها في البطولات الأوروبية على بقية منافسيها، بعدما تمكن نادي ريال مدريد من التأهل للمرة الثالثة على التوالي لنهائي دوري أبطال أوروبا والرابعة خلال 5 سنوات، ووصل أيضا أتلتيكو مدريد في البطولة الأخرى "الدوري الأوروبي" إلى النهائي للمرة الثالثة خلال السنوات الخمس الماضية وفي حال نجح الفريقان بالفوز بالبطولتين, فإننا على موعد مع "ديربي" جديد في كأس السوبر الأوروبي ليصبح على ما يبدو تقليدا للإسبان في المعارك الكروية الكبرى.
وشهدت السنوات العشر الماضية هيمنة إسبانية على بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، ليصبح العقد الأكثر نجاحا وإبداعا لكرة القدم الإسبانية، ليصل في الدور النهائي الأوروبي الثلاثين فريق إسباني واحد على الأقل في 22 منهم, ويتأهل 27 فريقا إسبانيا من أصل 58 فريقا للنهائيات أبرزهم: ريال مدريد، وبرشلونة، وأتلتيكو مدريد، وإشبيلية, وأتليتيك بيلباو.
ومن الممكن أن يكون النهائي 29 من أصل 60 مدريديا خالصا إن نجح الفريقان بالفوز بمباراتهما النهائية في البطولتين, وسيجري كأس السوبر الأوروبية في العاصمة الإستونية "تالين" على أرضية ملعب "لي كوك أرينا", لكنه سيكون ضربا من الخيال إذا نجحت أندية العاصمة "مدريد" هذا الشهر بالفوز لأنه من أصل 27 بطلا أوروبيا يوجد 17 منهم إسبان, وربما سيرتفع العدد إلى 20 في نهاية هذا الشهر.
الملكي زعيم أوروبا
يعدّ نادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد بطل أوروبا بلا منازع, إذ حقق 12 لقبا في دوري الأبطال ويستعد للمنافسة على اللقب 13 في تاريخه.
وحجز "الميرينغي" مقعدا في نهائي دوري أبطال أوروبا, بعدما عانى طويلا خلال مسيرته في البطولة لهذا الموسم, إذ أخرج باريس سان جيرمان الفرنسي في دور الـ16, ويوفنتوس الإيطالي في ربع النهائي, ثم أبعد بايرن ميونيخ الألماني في نصف النهائي, ليلاقي ليفربول الإنجليزي في المباراة النهائية في العاصمة الأوكرانية "كييف" في 26 من هذا الشهر.
صحوة "الروخي بلانكوس"
عانى أتلتيكو مدريد كثيرا خاصة بعد قلبه توقعات الجميع وخروجه غير المتوقع من دوري المجموعات في بطولة دوري الأبطال، لكنه عاد إلى توازنه مع انتصاره على أرسنال الإنجليزي في مجموع المباراتين في نصف نهائي الدوري الأوروبي, ليلاقي مارسيليا الفرنسي في 16 من هذا الشهر على ملعب "الأنوار" في مدينة ليون الفرنسية.
وبرزت الفرق الإسبانية عندما تمكن برشلونة من الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 2006، ثم فشلت الأندية الإسبانية بذلك, وأعاد "الكتالوني" الكرة مجددا عام 2009، ليسيطر بعدها الإسبان على المشهد الأوروبي وهو ما تكرر في "ديربي" مدريد في "لشبونة" وميلان, ولم تفلت من الأندية الإسبانية سوى 3 نهائيات هي (إنتر ميلان ضد بايرن ميونيخ 2010), و(تشيلسي وبايرن ميونخ 2012), ولعب مرة أخرى "البافاري" ضد بوروسيا دورتموند في 2013.
ولن ننسى فوز إشبيلية في الدوري الأوروبي ثلاث مرات, وانتصار أتلتيكو مدريد الشهير في نهائي "بوخارست" عام 2012 على مواطنه أتلتيك بيلباو (3-0).
مواصلة النجاحات الإسبانية في كرة القدم ليست حكرا على فرق الدرجة الأولى فحسب، بل امتد الأمر إلى الأندية الموجودة في الدرجة الثانية التي تهيمن أيضا على البطولات الأوروبية, وعلى مدى خمس سنوات متتالية، هيمنت الفرق الإسبانية على كأس السوبر الأوروبي, إذ لم يرفع غيرهم تلك الكأس منذ 2013 وحتى الآن.