قائمة الموقع

مكتوب: أعيدوا الحياة لقانون الثورة

2018-05-10T05:36:19+03:00
صورة
مصطفى الصواف     

الاحتلال الصهيوني بات اليوم يقاتل على كل الجبهات يهدد إيران وزاد في التهديد بعد قرار ترامب بوقف العمل بالاتفاق النووي، يهدد ويضرب سوريا كلما وجد ما يمكن أن يقصفه، يهدد لبنان بحرب قاصمة، ويهدد ويضرب غزة ويستبيح الضفة الغربية ويفعل فيها ما يريد، يهدد مصر بشكل خفي من خلال سد النهضة وبما يقوم به في سيناء من دعم وتنظيم لما يسمى تنظيم الدولة، يتطاول على تونس وعلى العراق وعلى العديد من الدول من خلال تنفيذ عمليات الاغتيال للعلماء العرب والقادة الفلسطينيين، كل ذلك يتم والعرب لا يحركون ساكنا ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد بل يسعون لإقامة علاقات سياسية وأمنية وتجارية قد لا تفعلها بعض الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية معه.

أيام قليلة تفصلنا عن الرابع عشر من الشهر الجاري، اليوم الذي سيتم فيه الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاحتفالات الكبرى التي تعد لها دولة الاحتلال في بعض الدول العربية المعترفة بالكيان وغير المعترفة به والتي تقيم علاقات وتجري زيارات ولقاءات مع الاحتلال في (تل أبيب) أو القدس أو تلتقي به في أوروبا أو في بعض البلدان العربية.

هذا القرار الأمريكي فيه تعد على الفلسطينيين أولا وعلى العرب ثانيا وعلى المسلمين ثالثا؛ ولكن من يتصدى للقرار الامريكي عمليا وعلى أرض الواقع؟ من الواضح أن جزءا من الفلسطينيين يتصدون لهذا القرار الامريكي والذي يشكل أول حلقات ما يسمى بصفقة القرن التي يعدها الأمريكي ترامب لتصفية القضية الفلسطينية مدعوما من بعض النظام العربي الرسمي ماليا وسياسيا وتهديدات جوفاء كلامية من بعض الفلسطينيين لا تسمن ولا تغني من جوع.

من يتصدى للقرار الامريكي هو أبناء الشعب الفلسطيني من خلال مسيرات العودة التي تهدف إلى القول إنه لا توطين ولا وطن بديل بل عودة إلى الأرض المسلوبة والمغتصبة وتحد للإدارة الأمريكية ولمشروع التصفية الذي يقوده ترامب بتأييد من بعض عيال الخليج وبعض دول الطوق ممن تعترف بالكيان الصهيوني أو لا ترى فيه عدوا بل حليفا استراتيجيا لمواجهة عدو مصطنع هو إيران.

ولكن كل هؤلاء غير قادرين على تصفية القضية الفلسطينية طالما أن الشعب الفلسطيني يرفض ويتصدى ولا يقبل بوطن بديل لفلسطين، وقد يسأل البعض وهل الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة هذا الطغيان ويصمد وهو يجوع ويحاصر ويحارب في كل مكان؟ نقول نعم، الشعب الفلسطيني قادر على الوقوف في وجه كل هذا الطغيان الأمريكي والخليجي والعربي وكل الحصار الصهيوني والعباسي الذي يريد أن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني لتمرير مشروع التصفية، سر قوة الشعب الفلسطيني في ضعفه، هذا الشعب يدرك أنه الوحيد القادر على المواجهة كونه صاحب حق، هذا الحق الذي لا يختلف عليه فلسطينيان حران، هذا الحق الذي تسلح به الفلسطينيون هو الذي أوقف كل مشاريع التصفية وأفشلها وأبقى القضية حية وقوية وعصية، وسيفشل ترامب ومشروعه وسيكون هو السلاح الذي سيعيد به الارض ويكنس المحتل ويقيم الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني.

الشعب الفلسطيني بحاجة الى التسلح بالوحدة والعمل على التخلص من الانهزاميين في صفوفه عبر بناء استراتيجية فلسطينية تحدد الهدف والوسيلة وتبين كيفية التخلص من المنهزمين المعترفين والمتعاونين مع الاحتلال، انتهى زمن الحوار والاقناع، لأن هؤلاء هم من يشجع الاحتلال على التمادي في غيه ويمده بقوة قد تفوق قوة أمريكا، ولكننا مازلنا نمد لهم بالحبال إلا أنهم يريدون تحويلها الى مشانق للتخلص من الشعب الفلسطيني، قانون السيف يجب أن يمعن في رقابهم فقد أُعطوا الوقت الكافي للعودة ولكنهم يأبون إلا التعاون مع الاحتلال والقضاء على الشعب وعلى المقدسات وعلى القضية، فهل نقف نتفرج ونُأمل أنفسنا أنهم سيعودون؟ نعتقد أنهم لن يعودوا وعلينا أن نصارح أنفسنا وشعبنا بحقيقتهم وخداعهم.

قبل التخلص من الاحتلال علينا تنظيف صفنا الفلسطيني من كل العملاء والجواسيس في كل مكان حتى نقطع أيديهم التي تمد الاحتلال بالحياة، التخلص من العملاء والجواسيس أول الطريق نحو الوحدة والتي تقودنا الى النصر، اسألوا التاريخ.. اسألوا الدول من قبلنا.. اسألوا الشعب.. اسألوا الثورة الفلسطينية، لماذا كان القانون الثوري؟ هذا القانون الذي عطله العملاء كي يبقوا على قيد الحياة.. نحن شعب تحت الاحتلال ونعيش حالة تحرر ونعيش في ثورة، والقانون الثوري يجب ان تعود له الحياة.

اخبار ذات صلة