يحاول جيش الاحتلال البحث عن سبل جديدة للتعامل مع الطائرات الورقية الحارقة، التي يطلقها الفلسطينيون خلال مسيرات العودة التي تنظم بالقرب من السياج الزائل، بعد أن تسببت بأضرار مادية جسيمة في مستوطنات غلاف غزة.
ومؤخرا أعلن جيش الاحتلال عن تدابير سيتخذها للتصدي لظاهرة الطائرات الورقية الحارقة، من خلال إطلاق الرصاص باتجاهها قبل اجتيازها للحدود، أو إعاقتها بواسطة الطائرات المسيرة وإسقاطها داخل قطاع غزة.
ونقلت القناة الثانية عن مسؤول عسكري في الجيش، أنه سيتعامل مع إطلاق الطائرات الورقية الحارقة من غزة، كإطلاق القذائف الصاروخية، أو تسيير طائرات مروحية صغيرة مسيرة لإسقاطها داخل قطاع غزة.
فيما طالب وزير الزراعة (الإسرائيلي) أوري أرئيل، الجيش بإطلاق الرصاص الحي على الجزء السفلي لأجساد مطلقي الطائرات. وأضاف "أتمنى أن تتبنى المؤسسة الأمنية هذه الاستراتيجية".
ومنذ الجمعة الثالثة، كثفت وحدة الطائرات الورقية صناعة العديد منها، وإطلاقها شرق القطاع، خاصة في مخيمات البريج وخان يونس ورفح، وسط وجنوب القطاع، مستغلين اتجاه الرياح الغربية وقوتها، ما يسرّع وصول الطائرات والبالونات لهدفها.
محاولات ستفشل
المختص في الشأن (الإسرائيلي) أكرم عطا الله، قال: " إن محاولات جيش الاحتلال للتصدي لظاهرة الطائرات الورقية التي يطلقها الشبان الفلسطينيون خلال مسيرات العودة حتما ستفشل أمام جبروت المتظاهرين.
وأوضح عطا الله في حديث لـ"الرسالة نت"، أنه من الصعب أن يتعامل جيش الاحتلال مع هذه الظاهرة كونها بدائية، فهي ظهرت فجأة ويستخدمها الفلسطينيون لأول مرة في المواجهات مع الاحتلال.
وأكد أن محاولات الاحتلال تأتي بعد أن اكتوى بنيران هذه الطائرات الورقية التي تسببت بخسائر اقتصادية فادحة له خلال الأسابيع الماضية، منوها إلى أنها أيضا اخترقت الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتسببت بحرائق يومية في مستوطنات غلاف غزة.
وقال المختص في الشأن (الإسرائيلي) عطا الله: " إن سلطات الاحتلال تنظر بخطورة لتكرار هذه الحالات، ويخشى من استمرار إطلاقها".
وكان جيش الاحتلال طالب مزارعي "الغلاف غزة" بتوخيهم أعلى درجات الحيطة والحذر والانتباه لأي طائرة ورقية في الأجواء والإبلاغ عنها.
وتكررت حالات اندلاع الحرائق بالمناطق المحيطة بالقطاع المحاصر، نتيجة لاستخدام الطائرات الورقية، حيث اندلعت النيران في مستودع زراعي في بلدة (إسرائيلية) قريبة من قطاع غزة، إثر انتشار ألسنة اللهب بحقول القمح والغابات القريبة نتيجة لحالة الطقس المحفزة لاندلاع الحرائق.
تستفز الاحتلال
أما المختص في الشأن (الإسرائيلي) عمر جعارة، رأى أن الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها الفلسطينيون في مسيرات العودة قرب الخط الزائل، أصبحت تستفز جيش الاحتلال المنتشر على حدود القطاع لما تسبب له من خسائر فادحة.
وأوضح جعارة في حديث لـ "الرسالة نت"، أن الطائرات الورقية أصبحت مصدر رعب للمستوطنين الذين يقطنون في مستوطنات غلاف غزة، خوفا من أن تصل الحرائق التي تسببها الطائرات الورقية.
وأكد أن رؤساء بلديات المستوطنات في غلاف غزة، قدموا شكوى مكتوبة لوزارة الحرب (الإسرائيلية) خلال الأيام الماضية تطالب بإيجاد حلول عسكرية سريعة للتعامل مع ظاهرة الطائرات الورقية.
وأشار إلى أن ظاهر إطلاق العشرات من الطائرات الورقية الحارقة باتجاه بالبلدات (الإسرائيلية) والمستوطنات في مناطق غلاف غزة، تسببت بخسائر فادحة تقدر بملايين الشواكل، كذلك إيقاف العمل في المناطق الزراعية في غلاف القطاع.
وحوّل شبان فلسطينيون الطائرات الورقية إلى أداة مقاومة ضد الاحتلال، بعد ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بالسولار في ذيل الطائرة، ثم إشعالها وتوجيهها بالخيوط" إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية.
وإدخال "الطائرات الورقية" في المقاومة الشعبية كان بهدف إشغال القناصين (الإسرائيليين) المتفرغين لقتل المتظاهرين الفلسطينيين على الحدود، لكن ذلك تطور إلى إرباك سلطات الاحتلال على أكثر من صعيد، كما يقول بعض من يقف خلف هذه الوسيلة المقاوِمة الجديدة.