في ظل حدثين هامين

مكتوب: هل يمثل منتصف مايو فاصلا في المشهد السياسي الفلسطيني؟

صورة ارشيفية من مسيرات العودة
صورة ارشيفية من مسيرات العودة

 الرسالة نت -لميس الهمص

يحمل منتصف مايو أحداثا استثنائية ستمر في تاريخ الشعب الفلسطيني، فبالتزامن مع ذكرى النكبة السبعين تنوي الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها رسميا للقدس كتتويج لقرارها بجعل القدس عاصمة (لإسرائيل).

في المقابل ستنطلق مسيرات العودة الكبرى في ذروة فعالياتها متجهة إلى الحدود بالتزامن مع عدد من الدول العربية والغربية، لتمثل كسرا لحالة الجمود السياسي وللمطالبة بحق العودة.

ومع اقتراب الاثنين المقبل بات خيار أي تسويات سياسية مستبعدة، وتبدو الأمور متجه نحو التصعيد الميداني السلمي من قبل الجماهير المحتشدة، مع توقعات بإمكانية أقدام الاحتلال على أي حماقة أمنية خلال ال48 ساعة المقبلة لحرف البوصلة عن الحدث الأهم.

الثمن بعد التقييم

الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة يرى أنه لم يعد هناك وقت لأي مبادرات سياسية في ظل ساعات تفصلنا عن الحدث، موضحا أن المؤشرات تشير إلى توجه لدى الأطراف العديدة إلى تقديم مبادرات بعد تقدير حجم المواجهة والتمرد الغزي وتحرك الساحات الأخرى ومدى تأثيرها على الحالة الأمنية وتقدير ارتداداتها.

وبحسب عفيفة فإن الأثمان السياسية ستصاغ بناء على النتائج وحجم الاشتعال ومديات الانفجار، مؤكدا أن سيناريو التسوية السياسية ما قبل المواجهة لم تعد قائمة.

ويعتبر أن الخشية فقط خلال الـ48 ساعة من اقدام الاحتلال على محاولة استدراج الفلسطينيين لتصعيد عسكري في ظل استنفار لدى المقاومة وقيادتها من مغبة تنفيذ عمليات اغتيال بهدف حرف بوصلة المواجهة.

وتشير المعطيات وتصريحات الاحتلال أنه لازال مرتبكا وغير متوقعا لنتائج المسيرات، كما أن الصورة لازالت غير ناضجة أمامه بشأن السبيل الأمثل للتعامل مع الجماهير الثائرة على حدود قطاع غزة.

بدوره يقول الكاتب الإسرائيلي عامي دور- أون أن (إسرائيل) قد تضطر لاستخدام وسائل جديدة لمنع اقتحام الفلسطينيين لخط الهدنة مع (إسرائيل)، تتمثل بزراعة حقول ألغام على طول الحدود كي تنفجر في وجه كل من يحاول اختراق الحدود مع غزة، على أن تتم زراعتها في جنح الظلام كي لا يتم اتهام (إسرائيل) مباشرة بالتسبب بمقتل هؤلاء المتظاهرين".

وأضاف الكاتب في مقاله على موقع نيوز ون، أن "سيناريو اقتحام المتظاهرين الفلسطينيين لخط الهدنة بات يشكل مصدر قلق جدي للمنظومة السياسية والأمنية في (إسرائيل)، ويبدو أن الحلول المتمثلة بإطلاق النار الحية على المتظاهرين لم تعد تشكل حلا واقعيا، في ظل الشكاوى المقدمة للمحكمة العليا من منظمات حقوق الإنسان".

وختم بالقول إن "هذه المسيرات الفلسطينية فرضت على (إسرائيل) شكلا جديدا من الحروب ليس لها حل، لكن الدماغ اليهودي قادر على ابتكار بدائل وخيارات لمواجهتها، ومنها إطلاق خلايا النحل باتجاه المتظاهرين، وإطلاق أسراب الأفاعي باتجاههم، أو إلقاء العشرات من الكلاب الضالة بينهم لمنعهم من الاقتراب من الجدار الحدودي، واقتحامه.

نقل السفارة سيشعل الوضع

وفي جانب آخر من المواجهة يتوقع مراقبون أن يمثل حدث نقل السفار الأمريكية للقدس صبا للزيت على النار ويساهم في مزيد من إشعال الوضع، فيما قد يؤدي لدخول ساحات جديدة للمواجهة .

الموقع العبري مكور ريشون توقع أن يؤدي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلى تفجير الأوضاع، موضحا أن تقديرات المؤسسة العسكرية الصهيونية تبين أن الفلسطينيين سيحاولون شن حملة  من أجل تحريك الشارع في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وفي المنطقة بأسرها ، مع التركيز على الدول العربية .

ويتوقع الموقع العبري أن ينتقل حدة المواجهات لمستوى آخر في منتصف أيار القادم، خاصة في ظل بداية صوم شهر رمضان، والتي تعد فترة حساسة شهدت في السابق العديد من العمليات، ناهيك أن الصلاة في المسجد الأقصى تشد المسلمين أكثر خلال شهر رمضان، كما أن مستوى الحركة في الضفة الغربية يزداد مما يرفع درجة الاحتكاك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين الفلسطينيين.

وفي السياق يتوقع المحلل السياسي عفيفة في ظل حدثين مهمين أحدهما النكبة والثاني نقل السفارة الأمريكية للقدس أن تنضم ساحات أخرى للمواجهة كالضفة والقدس بعد أن اقتصرت في وقت سابق على القطاع، موضحا أن حدث نقل السفار قد يوقظ عدد من العواصم العربية وسيضيف مزيد من التوتر على المشهد.

ويذكر أن صحف (إسرائيلية) ذكرت ، أن 30 من بين 86 سفيرا أجنبيا في إسرائيل، قبلوا المشاركة في احتفالات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة منصف الشهر الجاري.

ومن بين 30 سفيرا استجابوا للدعوة، كان هناك 3 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي هي هنغاريا وتشيكيا وبلغاريا.

وأعلنت دول عدة رفضها المشاركة بهذه الاحتفالات بينها روسيا وألمانيا والنمسا وبولندا وإيرلندا ومالطا والمكسيك والبرتغال والسويد، فيما لم يرد ممثلا رومانيا والنمسا على الدعوة حتى الآن.

ناحوم بارنيع أحد أكبر المحللين بإسرائيل؛ وضع سيناريوهات الوضع في غزة تتمثل في

إعادة احتلالها مجددا؛ أو مهاجمتها؛ ثم الخروج منها؛ مشيرا إلى أن أحد السيناريوهات يقوم على التحرك مع خطة عباس ضد حماس؛ أو هدنة مع حماس 10 سنوات.

ويختم بارنيع قائلا: رغم أن الاحتمال الرابع هو الأكثر واقعية؛ لكن إسرائيل ما زالت ترفضه تماما.

البث المباشر