قائمة الموقع

مكتوب: هنية وزيارة القاهرة المستعجلة

2018-05-14T05:28:01+03:00
صورة
بقلم: مصطفى الصواف

أثارت دعوة وزير المخابرات المصرية لقيادة حماس لزيارة القاهرة تساؤلات كثيرة في ظل الدعوة لمليونية الحشود بالقرب من السلك الزائل الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة من عام 48، ودار بين الناس سؤال ماذا تريد مصر من هذه الدعوة؟، هل هي محاولة للضغط على حركة حماس من أجل التأثير على الحشود في يومي 14-15 من الشهر الجاري؟، هل تريد مصر ممارسة التهديدات لقطاع غزة ولحركة حماس والقوى المشاركة في مسيرات العودة ورفع الحصار؟، هل لدى وزير المخابرات المصرية عباس كامل ما يجعل الفلسطينيين يفكرون فيما لديه ودراسته؟ هل لقاء جرنبيلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط ووزير المخابرات المصرية في القاهرة قبل عدة أيام يحمل رسائل أمريكية لحماس والشعب الفلسطيني؟، هل هذه الدعوة تحمل رسالة للجميع أن من يتحكم بالورقة الفلسطينية هي مصر؟، هل حماس لو تعرضت للتهديد من أي جهة كانت مصر أو غيرها يمكن لها أن تتراجع عن احتضان مسيرات العودة وفك الحصار؟، هل سيمكث أبو العبد ووفد حماس كثيرا في مصر ويترك الشعب الفلسطيني وحده في الميدان؟، هل زيارة هنية لا تتعدى سويعات ويعود إلى القطاع فجر اليوم كي يكون بين جماهيره؟، هل حماس لديها القدرة على التحدي والصمود أمام الضغوطات المصرية؟.

 هل.. وهل.. وهل، كثيرة هي الأسئلة المثارة ومن حق الجميع أن يطرح ما يريد ويضع الاجابات التي يريد؛ ولكن على الجميع أن يدرك أن الاوضاع خطيرة، وأن الدول العربية وعلى رأسها مصر تحركها مصالح وتشارك في البحث عن حلول للموضوع الفلسطيني، وأن نتنياهو بات اليوم من يحرك أمريكا والتي بدورها تتحرك نحو خدمة الاحتلال والتخفيف من تخوفاته وحالة القلق الشديدة التي تنتابه من هذه المسيرات وهذا الزحف الكبير والذي يجعل الاحتلال في حرج شديد بكل النتائج المترتبة على هذا الاندفاع الجماهيري منقطع النظير من الشعب الفلسطيني والذي يسجل لأول مرة حالة غير مسبوقة في تاريخه الأمر الذي يشكل تهديدا وجوديا للكيان.

حماس لديها ما تقوله للجانب المصري، وتذهب وهي متسلحة بإرادة شعبية وجماهيرية غير مسبوقة ووحدة ميدانية فصائلية على الأرض، وستسمع ما سيقوله وزير المخابرات، وستسمعه ما لديها وما لدى القوى الفلسطينية، وسترى حماس الرد المصري وما هو الموقف من صفقة القرن وما هي مطالب الإدارة الأمريكية المنقولة من قبل نتنياهو وعندها لن تعجز حماس على الرد، وفي نفس الوقت ليس من المنطق أن لا تستجيب حماس للدعوة المصرية وترفض الذهاب بحجج الأوضاع داخل فلسطين فقد يحمل الجانب المصري ما يمكن أن يحقق انفراجه على صعيد الهدف القريب من مسيرات العودة وهو رفع الحصار عن قطاع غزة وتجنب الانفجار القريب لو بقي العالم يدير ظهره للشعب الفلسطيني، ولذلك كانت الاستجابة للدعوة المصرية لاعتبارات كثيرة ولعل أهمها أن مصر لها دورها ومكانتها المؤثرة على القضية الفلسطينية وأن حماس والشعب الفلسطيني لا يمكن أن يخسروا الدور المصرية ولا يقللون من شأنه؛ ولكن ليس على حساب حقوقهم وثوابتهم.

وفي نفس الوقت لم يعد الشعب الفلسطيني وتحديدا حماس لديها الإمكانية للتنازل عن أبسط حقوق الفلسطينيين والتفريط بهذه الحقوق مهما كانت التهديدات، ولم يعد ينطلي على الفلسطينيين الخداع، فليس لديهم ما يخسرونه أكثر مما هم فيه من أوضاع وعندما يتساوى الموت فلنختار الطريقة الاشرف للموت، فبدل من الموت جوعا يكون الموت في سبيل الله والوطن أشرف ويكون الفلسطينيين قد اعذروا الى الله ولن يتركهم الله.

زيارة هنية للقاهرة لن تؤثر على الحراك اليوم وغدا، فكل شيء جاهز والناس متأهبة للنفير وإذا كان هناك ما يمكن أن يحقق للفلسطينيين ما يسعون اليه فليكن ذلك بعد الخامس عشر والذي سيشكل مرحلة جديدة من المواجهة والنضال وبأسلوب جديد وأدوات جديدة ولكن علينا أن نخرج كشعب فلسطيني في أي مكان نتواجد فيه الى اقرب نقطة إلى فلسطين، لأن في ذلك ردا على كل من يريد أن يشكل ضغطا على الشعب الفلسطيني وكل من يريد تصفية القضية الفلسطينية وهذه الحشود تحمل رسالة واضحة للجميع أن هدف الفلسطيني هو فلسطين قبلته الأولى ووجهته الأخيرة.

اخبار ذات صلة