توزع الكويت اليوم مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بحماية دولية للشعب الفلسطيني، وسط دعوات لفتح تحقيق في المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، باجتماع طارئ لمجلس الأمن إثر استشهاد عشرات الفلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المندوب الكويتي لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي إن بلاده ستوزع اليوم مشروع قرار في مجلس الأمن يطلب تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأعرب العتيبي عن أسفه لعدم تمكن المجلس من اعتماد البيان الذي أعدته دولة الكويت لإدانة إسرائيل، مطالبا في جلسة طارئة بمجلس الأمن بشأن التطورات في الأراضي الفلسطينية، بإصدار قرارات دولية تحمي الشعب الفلسطيني الأعزل، داعيا لتحقيق دولي في المجزرة التي جرت بحق المتظاهرين الفلسطينيين في غزة.
وقال إن إسرائيل بصفتها قوة احتلال فإنها ملزمة بموجب اتفاقية جنيف بتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين لكنها تقاعست عن فعل ذلك ولهذا تريد بلاده من المجلس أن يفعل شيئا حيال ذلك.
وأفاد دبلوماسيون بأن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) لإجهاض أي تحرك في المجلس.
جلسة طارئة
واجتمع المجلس أمس الثلاثاء بعد أكثر يوم يشهد سقوط شهداء من الفلسطينيين منذ حرب غزة عام 2014.
وتشير الأرقام إلى أن أكثر من ستين فلسطينيا استشهدوا في إطلاق نار وقنابل الغاز المسيل للدموع من جانب القوات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة، فيما تزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس الاثنين.
من جهتها، قالت كارين بيرس، المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة، إن بلادها تؤيد إجراء تحقيق شفاف ومفتوح بشأن الأحداث التي وقعت في غزة.
وقالت إن بريطانيا تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها تطالبها بأن تتحلى بضبط النفس وأن تضمن أن قواتها لا تستخدم القوة المفرِطة. بدورها، دعت الصين إلى "تحقيق مستقل وشفاف".
يأتي ذلك بينما عاتب المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أعضاء مجلس الأمن الدولي بسبب ما سماه الاستهتار بحياة الفلسطينيين، وعدم الاستجابة للمناشدات الفلسطينية الأخيرة لإجراء تحقيق شفاف ومحايد في العنف الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وقال منصور في كلمته إن مجلس الأمن لا يزال عاجزا عن وقف قتل الفلسطينيين.
تنديد ومطالب
ودعا المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى التنديد بأشد العبارات بالأعمال التي أدت إلى سقوط ضحايا في غزة. ودعا لتجنب استهداف الأطفال.
كما دعا ملادينوف إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية لتسهيل خروج الجرحى الفلسطينيين من غزة، مشيرا إلى أن المستشفيات في غزة تشهد أزمة متنامية، ولا سيما في المواد الطبية الأساسية.
في المقابل، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي إن إسرائيل أظهرت ضبط النفس يوم الاثنين في غزة. وأضافت أن موقع السفارة الأميركية في القدس لا يضر بمحادثات السلام.
يشار إلى أن الولايات المتحدة عطلت يوم الاثنين صدور بيان من مجلس الأمن صاغته الكويت للتعبير عن الغضب والأسف لمقتل المدنيين الفلسطينيين وللدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل.
وكان اجتماع مجلس الأمن قد بدأ بدقيقة صمت احتراما لذكرى القتلى. وانتهى بمطالبة مجموعة تمثل 15 دولة عربية في الأمم المتحدة إلى "تحقيق مستقل وشفاف"؛ ثم ثماني دول أوروبية (هي السويد وفرنسا والمملكة المتحدة وبولندا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا) تقرأ بصوت مرتفع بيانا يطالب إسرائيل بـ"ضبط النفس" و"احترام الحق في التظاهر".
المصدر : الجزيرة + وكالات