مكتوب: أبو ستة: الاحتلال يستهدف الاطراف السفلية بطلقات متفجرة

غسان ابو ستة
غسان ابو ستة

الرسالة نت - شيماء مرزوق

كشف الدكتور غسان أبو ستة رئيس قسم جراحة التجميل في مستشفى الجامعة الامريكية في لبنان والمتخصص في التجميل والترميم عن صدمته من طبيعة الإصابات التي تعامل فيها في قطاع غزة ضمن الفريق الطبي الذي أرسل لمعالجة جرحى مسيرة العودة الكبرى الذين سقطوا في 14 مايو الماضي.

وقد ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 60 شهيدا وقرابة ثلاثة آلاف جريح، في مليونية العودة التي انطلقت على حدود قطاع غزة مع الأراضي المحتلة عام 1948، ما دفع بجمعية العون الطبي للفلسطينيين وهي جمعية بريطانية لمطالبة منظمة الصحة العالمية بإرسال وفد طبي متخصص للمساهمة في علاج جرحى المسيرة.

وقال دكتور أبو ستة -فلسطيني ويحمل الجنسية البريطانية- بان الغالبية الساحقة من الحالات التي تعامل معها في مستشفى العودة في شمال القطاع تم استهدافها بطلق ناري شديد السرعة ومتفجر وتركزت معظمها في الأطراف السفلية.

واوضح ابو ستة في حديثه لـ"الرسالة نت" ان هذا النوع من الطلق يؤدي إلى تهتك حاد في أنسجة الأطراف السفلية من الجسم بحيث يطال الانسجة الرخوة والأوعية الدموية والعظام الامر الذي يحتاج لعملية ترميم معقدة وطويلة الأمد قد تستمر لسنوات نتيجة الدرجة العالية من التهتك التي تطال المنطقة المصابة".

ويضيف أبو ستة أنه صدم من حجم وعدد الإصابات التي جرى استخدام الطلق الناري المتفجر فيها ضد متظاهرين عزل، ما يتسبب بنسبة دمار اعلى للأنسجة، وخطورة هذا النوع من السلاح ان الرصاصة تنفجر وتتحول لعدة رصاصات وكل جزء منها يصيب منطقة مختلفة ما يزيد من خطورة الإصابة ويجعل فرص العلاج والشفاء أصعب.

وبين انه جرى التعامل مع عدة حالات أصيبت برصاصة واحدة خاصة ان القناصة الإسرائيلية كانت تستهدف المتظاهرين على بعد أمتار قليلة وبالتالي فالرصاصة لديها القدرة على اختراق أكثر من شخص في وقت واحد.

وحول تقييمه لإمكانيات القطاع الصحي في غزة قال "هناك نقلة جادة في تنظيم القطاع الصحي وليس الإمكانيات ووجود محطات الاستقبال والمستشفيات الميدانية على الحدود مزودة بأطباء وتمريض قلل بشكل كبير من عدد الوفيات، وأتاح للنظام الصحي إرسال مرضى على كل المستشفيات بدلا مما يجري في كل مرة من توافد الجميع إلى مستشفى الشفاء ومن ثم يتم تقييم الحالة ونقلها لباقي المستشفيات.

وشدد على ان توافد هذا العدد الهائل من المصابين من شأنه أن يشل ويغرق أي نظام صحي في العالم مهما كان متقدما ومتطورا ولديه إمكانيات، فما بالنا بالقطاع الصحي في غزة الذي يعاني من نقص حاد وأزمات متلاحقة؟!

وقال أبو ستة ان 3400 جريح خلال أربع ساعات رقم يتجاوز عدد الاسرة الموجودة في مستشفيات القطاع بالكامل، خاصة ان وزارة الصحة بغزة تعاني من نقص حاد في المواد والمستلزمات الطبية ومع مساء يوم الاثنين الماضي كانت كل المستلزمات الطبية والمخزون قد نفد من جميع مستشفيات القطاع.

وجود المستشفيات الميدانية قلل بشكل كبير عدد الوفيات

وقال أبو ستة من الواضح أن هدف تركيز قناصة الاحتلال على الأطراف السفلية التسبب بإعاقات مستديمة، وهناك حالات سيتم بترها ولكن ليست بالكبيرة، ولتفادي البتر تحتاج كل حالة إلى قرابة سبع عمليات على مدى سنتين على الأقل، وهذا يعني ان الإصابات بحاجة لفترات طويلة من الاستشفاء وهو ما يشكل حالة استنزاف للقطاع الصحي.

ويؤكد أبو ستة الذي سيغادر القطاع نهاية الأسبوع الجاري بينما من المنتظر أن يأتي وفد طبي جديد، أن هذا الاستهداف كان متعمدا لخلق جيل كامل من الاعاقات الجسدية وشل المجتمع اقتصاديا وخلق حالة استنزاف للقطاع الصحي واشغاله على المدى المنظور في علاج هؤلاء المصابين والعناية بهم.

واكد ان القطاع الصحي والأهالي سيدخلون في حالة استنزاف خاصة ان المريض بحاجة لعناية من الاهالي في ظل متطلبات نقله المتكررة للمستشفيات ووجود أكثر من مرافق له، واجراء عدة عمليات وقد تستدعي بعض الحالات نقلها للخارج لإجراء بعض العمليات واستكمال العلاج.

واعتبر أبو ستة انه في المرحلة الحالية جرى التعامل مع الازمة بأفضل شكل ممكن وتجاوز الكارثة وما جرى من مراحل علاج للحالات الموجودة حتى الان كاف.

واعتبر ان أي بلد متقدم لو تعرضت لهذا العدد من الإصابات في هذا الوقت القصير لانهارت بالكامل إضافة إلى ان الجزء الأكبر من الطواقم الطبية تعمل في ظروف قاسية ودون أن تتلقى رواتبها وهذا ظرف استثنائي وهناك درجة عالية من التفاني منعت الكارثة.

البث المباشر