قائمة الموقع

مكتوب: خمسة عوامل لنجاح حراك العودة القادم

2018-05-21T07:54:14+03:00
خمسة عوامل لنجاح حراك العودة القادم
غزة- شيماء مرزوق

شكلت مسيرات العودة نهجا نضاليا جديدا اتبعه الفلسطينيون عبر المقاومة الشعبية السلمية القائمة على المطالبة بحقوقهم، وخاصة ثوابتهم التي تشكل جوهر القضية الفلسطينية وتحديداً حق العودة، بعدما أحرج نهج السلمية الاحتلال وضرب المنظومة العسكرية التي يرغب الجيش الاسرائيلي باستخدامها دوما حينما يدور الحديث عن غزة.

تجربة 14 مايو التي وان كانت انتهت بمشهد دموي عقب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين الا انها تشكل علامة فارقة في تاريخ الصراع ويجب البناء عليها والاستفادة منها.

ولا شك أنها تجربة يجب أن تخضع للمراجعة والنقد والبناء كونها أسلوبا جديدا الى حد ما يحتاج لدراسة وتكتيك عال، لاسيما أن الهيئة العليا لمسيرات العودة دعت إلى الزحف الكبير في ذكرى النكسة يوم الخامس من حزيران يونيو القادم ما يعني أننا أمام استمرار لمسيرات العودة.

ورغم فداحة المجزرة الدموية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة إلا ان المشهد طغى على الاعلام العربي والدولي الذي اجبر على التركيز على مشهد الدم في القطاع وتجاوز مشهد الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية الى القدس.

ورغم أن المشهدين منفصلان لكن هناك رابط قوي بينهما وهو أن تضخم المشروع الصهيوني ووجود ترمب الذي يعمل وفق الرؤية الإسرائيلية، يفرض على الفلسطينيين البحث عن خياراتهم بعدما انتهى زمن التعويل على التسوية السياسية ما يهدد مصيرهم ويجعل مستقبلهم مجهولا.

ومن هنا تأتي أهمية مسيرات العودة التي انطلقت في توقيت حساس للغاية وبيئة سياسية فلسطينية من أسوأ ما يكون ما يجعل من الخيارات الفلسطينية صعبة ومعقدة للغاية وتحديداً في غزة المنهكة، لذا تأتي هذه المسيرات لتشكل اختراقا في المأزق الفلسطيني الحالي، ولكن ربما هناك خمسة عوامل بحاجة لمراجعة ومعالجة في أي حراك قادم:

أولاً: العنوان الأبرز من الحراك كان العودة للأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948 لكن تحت هذا العنوان العريض اندرجت الكثير من العناوين مثل رفع الحصار ورفع العقوبات عن غزة والضغط على كل الأطراف للالتفات للقطاع الذي يعاني منذ 12 عاماً من الحصار، ومن المهم ان يتم التركيز على هدف واحد وواضح والعمل على تحقيقه.

ثانياً: رفع سقف التوقعات لدى الجماهير الفلسطينية منذ الإعلان عن الفعاليات قبل شهر ونصف من الحراك وقد اتجه بعض المواطنين الي الحدود ولديهم رغبة حقيقية بالعودة الي ديارهم في هذا اليوم وهو امر غير منطقي في ظل الظروف الراهنة.

ثالثاً: الوحدة عامل أساسي في نجاح أي حراك فلسطيني وتحديداً فيما يتعلق بمسيرات العودة ورغم الزخم والحشد الذي لمسناه في يوم النكبة إلا انه كان أقل من المتوقع، خاصة ان فصائل كبرى لم تشارك في الحراك وكانت غائبة بالمطلق عن المشهد مثل حركة فتح كما ان البعض حاول ربط الحراك بجهة معينة ما أضعف من الزخم الجماهيري، وبالتأكيد لو جرت المسيرة في ظل حالة من الوحدة والتوافق سيكون المشهد مختلفا وتداعياته أكبر وأهم.

 

رابعاً: الحفاظ على السلمية: عقب المجزرة الدموية تعالت الأصوات المطالبة بالرد بالنار والصواريخ على المجزرة، دون إدراك بأن أهمية وقوة الحراك في سلميته وأن الاحتلال أكثر من يسعى لتدحرج الحراك نحو العسكرة.

خامساً: ربما اهم العوامل التي افتقدها حراك العودة هو اقتصارها على قطاع غزة، بينما غابت باقي الساحات عن فعاليات العودة والتي كانت ستغير كثيرا لو ان ساحة الضفة والاراضي المحتلة عام 48 والشتات شاركت في هذه المسيرة، لذا من المهم العمل بقوة على تحريك كل الساحات في المرات القادمة التي يتم فيها الزحف نحو الحدود.

اخبار ذات صلة