"حواجز أمنية منتشرة"، و"حملة اعتقالات"، و"منع من دخول مدنية القدس"، هذه بعض الأساليب التي بات يستخدمها جيش الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة المحتلة منذ بداية شهر رمضان المبارك.
هذه الإجراءات كانت دوما حاضرة إلا أن وتيرتها ترتفع مع حلول رمضان على الأراضي الفلسطينية، في محاولة من الاحتلال للتنغيص على أبناء شعبنا في الضفة، ومنعهم من التواجد في المسجد الأقصى.
ويحاول جيش الاحتلال بهذه الإجراءات التشديد على الفلسطينيين خاصة في ظل دعوات القوى الوطنية والفلسطينية شد الرحال والاعتكاف داخل المسجد الأقصى في شهر رمضان.
وفي الأيام الاولى من رمضان شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت جميع المدن الفلسطينية، في حين واصلت شرطة الاحتلال تشديد إجراءاتها على دخول المقدسيين للأقصى، واحتجزت هوياتهم الشخصية عند الأبواب، بالإضافة إلى منع عشرات الرجال والنساء من دخول المسجد منذ فترة طويلة.
تصعيد خطير
مسؤول ملف الاستيطان في الضفة المحتلة غسان دغلس، قال:" إن الاحتلال صعد من إجراءاته ضد الفلسطينيين مع بداية حلول شهر رمضان، مما يعد تصعيدا خطيرا ضد أبناء شعبنا".
وأوضح دغلس في حديث لـ"الرسالة"، أن الاحتلال نصب العشرات من الحواجز الأمنية في مدن الضفة المحتلة ما تسبب في عرقلة سير المواطنين إلى أعمالهم وجامعاتهم.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول من وراء تشديد إجراءاته التنغيص على الفلسطينيين خاصة في شهر رمضان، وحرمانهم من الدخول إلى المسجد الأقصى والاستمتاع بالصلاة فيه.
ولفت دغلس إلى أن الاحتلال يتبع هذه السياسة كنوع من العقاب الجماعي الذي يطال الالاف من المواطنين للتضييق عليهم بالإضافة لاعتداءات المستوطنين المتكررة على المواطنين أثناء تنقلهم على الطرق والحواجز في كافة محافظات الضفة.
التضيق على الفلسطينيين
أما مدينة القدس المحتلة فتشهد إجراءات غير مسبوقة يقترفها جيش الاحتلال للتضييق على الفلسطينيين من الدخول إليها، في ظل دعوات القوى الوطنية والإسلامية بالضفة إلى شد الرحال للأقصى.
ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، قال "إن الاحتلال يعمل جاهدا في شهر رمضان إلى إبعاد المقدسيين والفلسطينيين عن المسجد الأقصى، والتضييق عليهم ومنعهم من الدخول إليه".
وأوضح بكيرات في حديث لـ"الرسالة"، أن الهدف من إجراءات الاحتلال تكريس سياسة التقسيم الزماني للأقصى من خلال تصعيد الاقتحامات ومنع المقدسيين من الدخول للمسجد، وتركيب الكاميرات وغيرها من الإجراءات".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة الترهيب والتنكيل ضد المقدسيين لمنع وصولهم لباحات المسجد الأقصى، إضافة إلى طرد المصلين من المسجد منذ ساعات الفجر وحتى الظهيرة لإفساح المجال امام اقتحام المستوطنين.
وأكد أن المسجد الأقصى يتعرض إلى خطر غير مسبوق، وذلك بعد سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين بإقامة طقوس وشعائر تلمودية جماعية وعلنية فيه في الوقت الذي تمنع الفلسطينيين من دخول الأقصى.
وبصورةٍ يومية، يقتحم المستوطنون الأقصى، فيما تواصل أجهزة الاحتلال ممارساتها العنصرية بحق المقدسيين، من إعدامات وهدمٍ للمنازل ومنع من الصلاةِ في الأقصى.
* تقليص وجود الفلسطينيين
بدوره، أكد زياد الحمورى مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، أن سلطات الاحتلال تشدد من إجراءاتها على مداخل مدينة القدس لمنع دخول الفلسطينيين إلى الأقصى في شهر رمضان.
وقال الحمورى في حديث سابق لـ"الرسالة"، إن سلطات الاحتلال تغلق مخارج ومداخل القدس وتمنع دخولها على الفلسطينيين في القدس والضفة المحتلتين.
وأشار الى أن الهدف من وراء الانتهاكات والاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى هو تهجير المقدسيين من بيوتهم والضغط عليهم، وتغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي للمدينة المقدسة.
وتسود محيط بوابات المسجد الاقصى خاصة باب حطة، أجواء من التوتر الشديد وسط اصرار الشبان والطلبة على الدخول الى المسجد رغم تعنت شرطة الاحتلال.
وتصاعدت وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، لاسيما بعد اعتراف واشنطن بمدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، وذلك في محاولة لفرض واقع جديد بالأقصى تمهيداً لتقسيمه زمانياً ومكانياً.