قائمة الموقع

مكتوب: غزة تساوي وطن

2018-05-24T06:13:32+03:00
صورة ارشفية
مصطفى الصواف  

كم أنت كبيرة يا غزة، وكم هم أهلك كبار يا غزة، غزة كبيرة رغم صغر مساحتها، وقلة إمكانياتها، وحصارها وتكالب أهل الأرض عليها بما فيهم محمود عباس المدعي بأنه رئيس منتخب للشعب الفلسطيني، غزة تقاوم بصمت ودون ضجيج عن وطن مسلوب، وتنافح عن حقوق شعب، وترفض الاستسلام، وتًسخر من الاغراءات، وتدير ظهرها للتهديدات وفي نفس الوقت تصر على نيل الحقوق بل انتزاعها من براثن الاحتلال وترفض المساومة.

غزة تقف في وجه كل الجهات التي تسعى الى تصفية قضية شعب وقضية أمة وتدفع من دماء ابنائها وأرواحهم ثمنا لذلك، غزة تواجه وحدها مع قليل من أحرار العرب والمسلمين والغرب صفقة ترمب وتعلن أنها ستسقطها، نعم غزة ستسقط صفقة القرن كما اسقطت مشروع التوطين في سيناء عام 1955 وهي ضعيفة مخذولة محتلة؛ ولكنها عندما مس ثابت من ثوابتها خرجت كالعنقاء من تحت الرماد لتقول لا وكان القول قول غزة.

اليوم تتعرض غزة لأعنف هجمة عربية وصهيونية وغربية من أجل كسر إرادتها، والقبول بتصفية قضية شعب صمد وحال دون تمرير مشاريع التصفية منذ أكثر من قرن وهي اليوم تقف وحدها لمواجهة مشروع التصفية الذي يعده الاحتلال عبر ترمب حتى يكسب الصبغة العالمية، اليوم تُساوم غزة، وعندما أتحدث عن غزة أقصد فلسطين والشعب الفلسطيني، على حقوقها مقابل كيس دقيق وكبونة وشيء من التسهيلات مقابل القبول للمطروح من صفقة ترمب وأن هذا افضل ما يقدم للشعب الفلسطيني الذي عليه أن يقبل بالمعروض ظانين أن ليس لديه القدرة على مواجهة هذه التصفية للقضية الفلسطينية بعد أن تخلى عنه القريب والجار والبعيد وتركوه وحده حتى ينهك ويقبل ما يعرض عليه ونسوا القول العربي ( الحرة لا تأكل بثدييها).

مارسوا حصارا على مدى اثني عشر عاما، وشنوا اعتداءات أربعة دامية دمروا فيها الاخضر واليابس، جففوا المنابع من أجل كسر البقعة الباقية والمستعصية على الانكسار غزة وهنا اقصد غزة لأن ما تبقى من وطن استسلم للتصفية وقبل بالتنازل ويرفض المواجهة مع الاحتلال بعد أن أعيد تشكيله كي يقبل بالدنية إلا أصحاب الكرامة الذين يرفضون ورغم ذلك يتعرضون للتنكيل والاعتقال والملاحقة.

 غزة اليوم وبعد ما قدمته من نموذج راق في التعبير عن رفض التصفية والمطالبة بالحقوق رغم الارهاب الصهيوني الممارس ضد المسيرات السلمية بات يفد إليها العديد من الزوار ويخاطبها القريب والبعيد ويدعو قادتها للزيارة حتى يساوموهم على ما يظنون أنه مشكلة غزة، وتعرض عليهم المشاريع وتقدم لهم الاغراءات دون المطلوب فلسطينيا حتى يُخلصوا الاحتلال من حجم ما تحرجه وتهدده هذه المسيرات متناسين أن غزة لا تقوم بما تقوم من أجل لقمة عيش مغمسة بالعار؛ ولكنها تريد كرامة، وحقوق، وكنس الاحتلال، ورفع الحصار الذي يشاركون فيه بكل قوة؛ ولكنهم يغمضون عيونهم يصمون آذانهم عما يريده الشعب الفلسطيني من حق في العودة والدولة وعاصمتها القدس.

تتعرض غزة عبر حماس حتى نكون صريحين لضغوطات كبيرة من أجل الاستسلام والاكتفاء بلقيمات مذلة وترك بقية الحقوق والعيش تحت نعال الاحتلال وما يقدمه هو ومن يأمر بأن يقدم لغزة بعض الفتات.

حماس المتسلحة بالشعب وبالقوى الفلسطينية ترفض المذلة وترفض الضغوط ولا تقبل المساومة ومتمسكة بالمسيرات الجماهيرية حتى بلوغها المنتهى فإما حقوق وكرامة أو الانفجار وأول هذه الحقوق رفع الحصار، إذا لم يدرك الاحتلال واعوانه من عرب وعجم هذه الحقيقة فعليه تحمل الانفجار والذي لن يكون الاحتلال وحدة من يدفع الثمن بل هذا العالم بكل اشكاله وتلويناته الصامت والمحاصر سيدفع الثمن.

أقولها بكل صدق إما الحقوق والعيش بكرامة أو ليتحمل هذا العالم ما سيترتب عن انفجار غزة ومن حول غزة ومن هم أبعد من غزة النتائج المترتبة على الانفجار، ولا اعتقد أن غزة لوحدها في المواجهة؛ ولكنها عود الثقاب، فسارعوا لوقف الانفجار بالاستماع لما تريده غزة وعندما لا تفعلوا ذلك فلا تلوموا غزة بل لوموا أنفسكم.

اخبار ذات صلة