حذر منير البرش مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة الفلسطينية، من استمرار النقص الحاد في الأدوية داخل مستشفيات قطاع غزة، بعد استنزافها بشكلٍ كبير لجرحى مسيرات العودة الذين اقترب عددهم من الـ 16 ألف جريح، مؤكدًا انها باتت لا تحتمل هذا النقص.
وقال البرش في حديث مع "الرسالة"، إن مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة في القطاع وصلت نسبة الاشغال بها الى الـ 100%، وباتت بحاجة إلى كميات كبيرة من الادوية وبحاجة إلى نقل أعداد كبيرة من مصابي مسيرات العودة إلى دول الخارج.
وأوضح أن مخزون الوزارة من مميعات الدم كالهيبارين، والكليكسان والمحاليل الوريدية والمضادات الحيوية الضرورية جداً في عمليات اسعاف الجرحى والمرضى، أوشك على النفاد وما تبقى بالكاد يكفي لأسبوع واحد فقط، غير ان أصناف دوائية أخرى تخص مرضى السرطان والفشل الكلوي نفدت بالكامل.
وأكد البرش أن وزارة الصحة تبذل قصارى جهدها لسد العجز الخطير في المخزون، وقد تبرعت المؤسسات المانحة بكميات من الأدوية والمحاليل الوريدية، الا انها لا تكفي بالقدر الذي تحتاجه المستشفيات في ظل ارتفاع عدد الجرحى بمسيرات العودة بشكلٍ مستمر.
وعلى صعيد حكومة رامي الحمد الله، بين البرش أن استجابة وزارة الصحة برام الله، بطيئة جداً وما تقدمت به من أدوية وعلاجات لا يرتقي لحالة الطوارئ التي تعيشها مستشفيات قطاع غزة، مطالبا بسرعة الاستجابة وسد العجز الكبير قبل فوات الأوان.
وثمن البرش ما قامت به المملكة الأردنية الهاشمية بنقل جرحى ومصابي مسيرات العودة إلى مستشفياتها، مطالباً الدول العربية الشقيقة ودول العالم الحر، بإنقاذ الاف الجرحى الذين ينتظرون العلاج والتحويلات الخارجية ونقلهم الى مشافيها كما فعلت الأردن.
وأشار إلى أن طبيعة الاصابات الناتجة عن استهداف قناصة الاحتلال للمشاركين بمسيرات العودة صعبة ومعقدة، وتحتاج لعدد كبير من العمليات وهي تفوق بكثير قدرة الطواقم الطبية المتواجدة، داعياً الوفود الطبية حول العالم للحضور وتقديم الدعم والمساندة للطواقم الطبية بغزة.
وشدد البرش بأنه من غير المقبول أن تبقى الخدمة الصحية بعزة تعاني هذه الأزمة الدوائية الحادة، مبيناً ان استمرارها لن يؤمن للمريض فرصة علاجية كاملة، وقد تدخل المريض في مربع خطير يترتب عليه أثار سلبية غير مسبوقة ستظهر في القطاع الصحي حال استمرار الأزمة.
ودعا البرش جميع المؤسسات الدولية والإغاثية إلى زيارة المستشفيات، ودراسة الواقع الصحي الدوائي التي تعاني منه وزارة الصحة منذ 12 عاماً وحتى اللحظة، وإمدادها بالأدوية والمستلزمات الطبية بشكل دائم حتى تستمر بتقديم الخدمات الدوائية، وحتى يشعر المريض الغزي بالأمن الدوائي خاصة في ظل إغلاق المعابر وضعف التحويل للخارج.
وكان أطباء وممرضون ممن شاركوا بالوفد الطبي القادم الى قطاع غزة من المحافظات الشمالية الثلاثاء الماضي، قد وصفوا الوضع في مشافي القطاع بغير المحتمل، مشيرين إلى وجود انعدام في قطاع كبير من الأدوية والمستهلكات الطبية الأساسية اللازمة في انقاذ الجرحى والمصابين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال خلال مشاركتهم في مسيرات العودة السلمية.