مكتوب: حراك حيفا: "خذلنا غزة بما فيه الكفاية ولن نتركها وحدها"

صورة من المظاهرات في حيفا
صورة من المظاهرات في حيفا

غزة- رشا فرحات

تظاهر المئات من فلسطينيّي الـ48 في حيفا احتجاجاً على جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين على حدود قطاع غزة، رافعين إشارات تحمل اسم غزة وهم يهتفون "أوقفوا الفاشية"، فقامت شرطة الاحتلال بالاعتداء عليهم ثم اعتقال 19 شخصا منهم ومن الصحافيين.

وأكد مركز عدالة الحقوقي في بيان له أن الاعتداء على المتظاهرين ادى إلى كسر قدم جعفر فرح مدير مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في الداخل المحتل، والصحافي على مواسي.

وجاء في بيان مركز عدالة: تم اعتقال ٢١ شخصًا (أطلق سراح اثنين) بشكل غير قانوني رغم سلمية المظاهرة، ثم محاولة حصار المتظاهرين ومنعهم من العودة إلى بيتوهم.

وأضاف بيان المركز "ولم تنته اعتداءات الشرطة في الميدان، بل امتدت إلى مركز الشرطة حيث اعتدت على قسم من المعتقلين، واضطروا لنقل ٤ منهم للمستشفى لتلقي العلاج.

فما الذي يخيف الاحتلال من تحرك عرب الداخل؟ وكيف يمكن ان يدعم حراك الداخل السلمي اهداف مسيرة العودة في غزة؟!

حراك مستمر

عمار أبو قنديل أحد الشباب القائمين والمشاركين في حراك حيفا وممن تم اعتقالهم الجمعة الماضي يصف المشهد قائلا: في اليوم الأول كان لدينا يقين كامل بأننا تركنا غزة تناضل وحدها وأنه حان موعد حراك حيفا، وبدأنا نتحرك تدريجيا حتى وصلنا إلى يوم الجمعة بتصاعد عدد المشاركين بالإضافة إلى قوة مكان التجمع.

وأضاف: سرنا في شوارع حيوية، وكنا ندرك أن الاحتلال لن يلتزم الصمت حتى وصلنا إلى البلدة القديمة التي يوجد فيها أكبر تجمع ليهود ومسلمين وكان التواجد هناك بمثابة التحدي القوي، وحينما لاحظ الاحتلال قوة التجمع والهتاف بدأت أعمال الضرب والعنف ضد المتظاهرين.

ويرى أبو قنديل أن الاحتلال بدا متخوفا من هذا الحراك المفاجئ والقوي الذي خرج بدون أي انتماءات حزبية بعد هذا الركود الذي كان يعم الداخل المحتل، لافتا إلى أن عدد المتظاهرين كان في الجمعة الأولى ثلاثمائة شخص ولم تنته المتظاهرة إلا بالضرب والاعتقالات.

ووصف أبو قنديل في حديثه مع الرسالة حجم الإهانات والتخويف والشتم الذي تعرض له أثناء الاعتقال، منوها إلى تهديد شرطة الاحتلال ما قبل المسيرة أيضا، ولكنه يعتقد أن كل هذا متوقع من دولة استعمار، والشرطة التي قمعت المسيرات هي شرطة احتلال في النهاية.

وينوه أبو قنديل إلى أن الحراك مستمر وبأن الشباب في حيفا والداخل سيقودون تظاهرات أخرى في الفترة القادمة قائلا: خذلنا غزة بما فيه الكفاية وجاء الوقت لأن نثبت للعالم بأننا شعب واحد، وأصحاب قضية واحدة، وحق العودة لنا جميعا.

رعب للاحتلال

رازي نابلسي المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي من الداخل المحتل يرى أن تخوف الاحتلال وهمجيته والقمع الذي استخدمه في تظاهرات حيفا نابع من خوفه من أن تحول حيفا المسيرات من غزة إلى كافة أرجاء فلسطين.

وأوضح أن تلك هي الرسالة التي قدمتها المسيرة للاحتلال ومفادها:" حتى المواطن الذي تعتبره (إسرائيل) إسرائيليا لا يزال يؤكد هويته العربية والفلسطينية وقضيته النضالية والثقافية والكفاحية الواحدة وجهوزيتها للخروج نصرة لغزة وللضفة ولليرموك وللفلسطيني في أي مكان".

ويرى نابلسي أن قيمة مظاهرة حيفا الأكبر هي رسالة الوحدة التي تحملها بغض النظر عن كل المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتقسيم الشعب الفلسطيني والتي اثبتت المظاهرة فشلها.

ويؤكد النابلسي من مشاركته ومعرفته بالقائمين على الحراك استمراريته، ويشدد على أن مسيرات غزة ستثبت فعاليتها إذا خرجت مظاهرات من كل أرجاء فلسطين.

الأكثر تأثيرا

أستاذ العلوم السياسية والمختص بالشأن الإسرائيلي محمد شلالدة قال في مكالمة مع الرسالة: إن الداخل المحتل جزء من فلسطين والأكثر تأثيرا فهو يعتبر مساندا للشعب الفلسطيني بغض النظر عن التقسيم وقيام دولة (إسرائيل).

وأكد أن الداخل سيظل يتحرك ويقدم مساندة لغزة ورسالة إلى العالم بأحقيته في النضال السلمي وبأنه شعب موحد وان تقسمت الأرض.

وعن تخوف الاحتلال من حراك الداخل بالذات يضيف شلالدة: يتخوف الاحتلال أكثر من حراك عرب 48 لان هذا الحراك ممكن أن يؤجج المجتمع الإسرائيلي خصوصا مع وجود حراكات إسرائيلية عديدة مناصرة للمجتمع الفلسطيني وهي رسالة قوية من قبل عرب 48 ومخيفة لـ(إسرائيل)، لأنهم يعتبرون جزءا من المجتمع الإسرائيلي وتحركهم ضد (إسرائيل) ليس في صالحها.

البث المباشر