مكتوب: "خُذلنا ولن نغفر" رسالة أسيرات الهشارون!

صورة
صورة

غزة- ياسمين عنبر

"كانت تفاصيل الزيارة قاهرة"، بهذه العبارة وصفت والدة الأسيرة المقدسية شروق دويات زيارتهن الأخيرة لبناتهن في سجن هشارون بعد احتجاج لمدة خمسين يومًا بسبب تركيب الكاميرات في الفورة –ساحة السجن.

خرجت الأسيرات يومها وعلى وجوههن ملامح خيبة لم ترها أمهاتهن قبل ذلك، قالت إحداهن: "احكوا لكل العالم خذلتونا"، بينما بكت أخريات لأن عقوبات السجان فاقت طاقتهن على الاحتمال.

منذ أكثر من خمسين يومًا وهن مقيدات في غرف ضيقة لا تسع لأكثر من ثلاثة أشخاص، بينما تتكوم فيها أكثر من 16 أسيرة، في ظروف لا تصلح للعيش الآدمي.

تركيب الكاميرات في الفورة تقرر لأجل كسر إرادة الأسيرات، ولتقييد حريتهن والتنغيص عليهن، لاسيما أن "الغسالة والمطبخ" في سجن هشارون خارج الغرف.

في مساحات ضيقة تبقى الأسيرات طوال اليوم دون شمس ولا هواء، تقول والدة الأسيرة مرح باكير أن الأسيرات يخرجن إلى الزيارة وعيونهن تؤلمهن لأنهن لم يرين الضوء منذ فترة.

"من لصرخاتنا؟" كانت استغاثة الأسيرات بالمؤسسات الدولية وكل مسؤول أن يهب لنجدتهن، ولا معتصم حتى اليوم!

القرار الذي اتخذته الأسيرات هذا كان منذ الخامس من سبتمبر هذا العام، وذلك للضغط على إدارة مصلحة السجون للتراجع عن القرار ولا مجيب.

بعد عدة أيام من اتخاذ القرار، عرض عليهن مدير السجن أن تبقى الكاميرات ولكن دون تشغيل إلا إذا حدث طارئ، لكنهن رفضن ذلك.

ساحة السجن ليس للترويح عن النفس فقط، تضع الإدارة المطبخ والغسالة في الساحة، ما يجعل تركيب الكاميرات أمرًا يقيد حريتهن.

والدة الأسيرة "ملك سليمان" لم تكن تتوقع أن تصل إدارة السجن إلى هذا الحد من اللا إنسانية، فقد زادت معاناة الأسيرات بعد معاقبتهن بجوانب عدة.

فبعض الأسيرات أصبحن يعانين من طفح جلدي، وأخريات منعن من العلاج، بينما أصدرت الإدارة قرارًا بعدم مرافقة أحد للأسيرات إلى المستشفى عند علاجهن، الأمر الذي يزيد من صعوباتهن.

لم تكن العقوبات هكذا فحسب، بل طالت تفاصيل الحياة اليومية للأسيرات، حيث منعوا دخول الحليب إليهن، وقلصوا وجبات الطعام اليومية، الامر الذي فاجأ الأسيرات في ظل صمت الجميع في الخارج.

اثنان وثلاثون أسيرة يقبعن في سجن "الهشارون" إضافة إلى واحدة وعشرين أسيرة في سجن الدامون بعد اعتقال الكاتبة إسراء لافي فجر أمس.

ويقبع في سجون الاحتلال نحو 6500 أسيرًا، بينهم قرابة 450 مُعتقلًا إداريًا، جدّدت سلطات الاحتلال قرارات "الإداري" بحقهم عدّة مرات، ومنهم من تجاوز مجموع سنوات اعتقاله الإداري أكثر من 14 عامًا.

 وأصدر الاحتلال على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، حوالي 4 آلاف قرار اعتقال إداري.

 

البث المباشر