قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: 3 أزمات تثقل كاهل طلبة التوجيهي بغزة

توجيهي
توجيهي

الرسالة نت - محمد شاهين

السبت الماضي، بدأ طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة أول الاختبارات النهائية، لتجاوز المرحلة الأكثر أهمية في حياتهم الدراسية، وسط ظروفٍ مثقلة بالأزمات انعكست بالسلب على الطلبة، وبالتزامن مع شهر رمضان المبارك حيث تستمر الاختبارات قبيل انتهائه بيومين.

وكما تجري العادة منذ بدء الحصار "الإسرائيلي" على غزة للعام " الـ 11 على التوالي، ينتزع الطلبة الغزيين الجزء الأكبر من المعاناة التي جعلت دراستهم محملة بالمتاعب مقارنةً بباقي طلبة فلسطين في محافظتي القدس والضفة المحتلتين.

ورغم ثقل الأزمات المتكررة إلا عشرات الطلبة الغزيين استطاعوا حجز أسمائهم في مقاعد الـ 10 الأوائل على مستوى الوطن، ونجح عدد منهم في كسب المنافسة على المقعد الأول.

وكانت لجنة الامتحانات العامة في وزارة التربية والتعليم العالي قد أعلنت، أن 76811 طالبا وطالبة يخوضون امتحان الثانوية العامة "إنجاز" لعام 2018 في المحافظات الشمالية والجنوبية، موضحة ان 42% نسبة الطلبة من قطاع غزة، و48% من الضفة والقدس موزعين على 9 فروع أساسية.

أزمة الكهرباء

تستمر أزمة الكهرباء بنهش جسد قطاع غزة وأثقل استمرار انقطاعها على جميع مناحي الحياة فيه، ونال طلبة الثانوية العامة نصيباً منها، وتحكي الطالبة روان جمال "للرسالة" عن معاناتها طيلة أيام العام الدراسي السابقة، إذ استمرت باستخدام الطاقة البديلة (الليدات) التي لم تلبث لأكثر من ثلاث ساعات حتى تضعف وتبقى تعيش معاناة ضعف التركيز بقية الوقت.

ومع دخول الامتحانات النهائية، تؤكد الطالبة التي تطمح بالتفوق أن انقطاع الكهرباء ضاعف الأزمة على كاهلها، نتيجة ضعف الانارة وقلة التركيز ونظراً لارتفاع درجة الحرارة والأجواء الحارة التي لا تطاق وعدم وجود أي وسليه للتهوية وتلطيف الأجواء فترة انقطاعها الطويل.

حال الطالبة روان ينطبق تماماً على بقية الطلاب في قطاع غزة، إذ أفاد العشرات الذين التقتهم "الرسالة" بعد تقديم الطلبة امتحان التربية الإسلامية السبت الماضي، ان ازمة الكهرباء في صدارة الأزمات التي يعانوا منها وقد تتسبب بالسلب على تحصيلهم الدراسي.

الظروف الاقتصادية

مما لا شك فيه أن الظروف الاقتصادية اجتاحت معظم البيوت الغزية، نتيجة استمرار الحصار "الإسرائيلي"، وركوب سلطة رام الله موجة المحاصرين لغزة، بعد فرض الإجراءات العقابية الظالمة، والتلكؤ بصرف رواتب موظفيها وفرض الخصومات العالية عليها.

بحالة من التعب، شق الطالب محمد ريان طريقه نحو قاعة الاختبارات التي تبعد عن منزله ما يزيد عن 3 كم، بعد تعذر وصوله عبر مركبة أجرة بسبب حالة الفقر المدقع التي ضربت أسرته، ونالت من والده الذي يحترف مهنة السباكة ولم يجد فرصة عمل واحدة منذ شهر رمضان الماضي.

يقول الطالب "للرسالة"، " أجبرتني الحالة الاقتصادية البائسة التي عاشتها أسرتي طيلة الفترة السابقة على ترك مقعدي الدراسي، والذهاب للعمل مع عمي في البناء لأيام متقطعة وبأجرة لا تتجاوز الـ 35 شيكلا، ومع ذلك بقيت أكافح للدراسة والاجتهاد بقية الوقت من أجل النجاح.

ورغم تفاؤله بتجاوز الاختبارات النهائية، إلا أن ظروفه المادية تحرمه حتى من "حبة الشوكلاتة وفنجان القهوة" اللذين يساعدان في التركيز والسهر على كتابه الدراسي، ما سينعكس سلباً على نتيجته النهائية-حسب قوله-.

الصوم وأجواء رمضان

في جولة أجراها مراسل "الرسالة"، على عدد من طلبة الثانوية العامة، أكدوا أن أجواء رمضان لا تعد مناسبة لتقديم اختبارات نهائية، ولو كان عقدها خلال أيام الإفطار سيكون أفضل بكثير على مستوى التركيز والاجتهاد.

يبين الطالب أحمد لبد، ان نهار رمضان يعتبر صعباً للدراسة خصوصاً الثلث الأخير فيه نتيجة العطش والجوع، بينما يحتاج للراحة الى ساعة ونصف على الأقل بعد الإفطار، وفي ساعات الليل فإن صوت المسحرين يبقى يشتت اذهانهم لما يزيد عن الساعة ونصف، غير ان الباعة المتجولين لهم نصيب آخر من الإزعاج في فترات متعددة.

ويحاول الطلبة أن يتأقلموا مع أجواء رمضان وتخصيص ساعات محددة من الدراسة خصوصاً بعد الفجر وحتى قبل الظهيرة.

البث المباشر