يحتار الكثير من الدارسين في الطرق المناسبة لمذاكرة المواد، وقد يكون البعض معتادًا على طرق أقل فاعلية للمذاكرة لا تتناسب مع المجهود المبذول، وفي هذا التقرير نطرح عددًا من الطرق الُمثبتة علميًا التي تساعدك لمذاكرة أكثر فاعلية.
1- لا تُحمل عقلك ما لا يحتمل
دائمًا ما يؤجِّل العديد من الطلاب دراسة مادة معينة حتى الأيام الأخيرة التي تسبق يوم الاختبار، ومن ثم يذاكرون كمًّا هائلًا من المضمون استعدادًا للاختبار في فترةٍ وجيزة، هذا الأسلوب قد يمكِّنهم من اجتياز الاختبار، ولكن مع انتهاء وقت الاختبار قد ينسون ما تعلَّموه في تلك المادة خلال فترة وجيزة؛ لأن المعلومات ببساطة حفظت في الذاكرة قصيرة الأمد، ولم تنتقل للذاكرة طويلة الأمد، من خلال مراجعتها المتكررة.
2- ذاكر بعد المحاضرة
تقترب تلك الطريقة من سالفتها، فيُفضل مذاكرة المادة بعد المحاضرة الخاصة بها، ومراجعتها بعد ذلك أفضل من إبقائها لمذاكرتها أول مرة قبل الامتحان، دون أي مراجعة مسبقة.
إذ تفيد دراسة تعود لعام 2007، أجرتها جامعتا كاليفورنيا وجنوب فلوريدا بأن المذاكرة بعد المحاضرة التي تعلمت فيها شيئًا، أفضل وأكثر فاعلية من المذاكرة قبل الامتحان، لذلك ينصح بالمذاكرة بعد المحاضرة ومراجعة المادة بعد ذلك، قبل الوصول لمذاكرة ما قبل الامتحان.
3- اشرح للآخرين ما ذاكرته
إن شرح ما تعلمت وذاكرت للآخرين، ليس فقط يُشعرك بالسعادة الناجمة عن تقديم خدمة للآخرين، وإنما أيضًا يساعدك على هضم المضمون بشكل أفضل، وتحقيق مذاكرة أكثر فاعلية، فإذا كان لديك الوقت في تعليم ما ذاكرته لزميلك الذي جاءك يطلب المساعدة في فهم محتوى معين فلا ترده، فالأمر مفيد لكما في تثبيت المعلومة.
وتؤكد دراسة علمية تعود لعام 2014 ذلك، وخلال الدراسة قسّم الباحثون الطلاب محل الدراسة إلى قسمين، الأول سيذاكر من أجل تعليم ما ذاكره لطلاب سيتم اختبارهم فيما تعلموا، والثاني سيذاكر من أجل الاختبارات، وأظهرت نتائج الدراسة أن طلاب القسم الأول كان لديهم قدرة أكبر على استرجاع كامل ومنظم للمعلومات وأجابوا بشكل أفضل من نظرائهم في القسم الثاني، وخلص الباحثون إلى أن توقع تعليم المضمون لآخرين أثناء مذاكرته يحسن عملية التعليم وينظم عملية استرجاع المعلومات والمعارف.
4- اختبر نفسك
دائمًا ما يلجأ الكثير من الطلاب في مذاكرتهم إلى قراءة المادة مرارًا وتكرارًا دون أن يختبروا مستوى تذكرهم، وهذه القراءة أقل فاعلية عند استرجاع المادة محل المذاكرة، لذلك يفضل بين الحين والآخر اختبار نفسك في المضمون الذي ذاكرته، من خلال مثلًا إغماض عينك عن الكتاب ومحاولة استدعاء وتذكر المعلومات التي ذاكرتها.
وفي هذا الصدد، أجرت جامعة واشنطون الأمريكية دراسة تعود لعام 2010، قارنت فيها بين فاعلية الاختبارات المتكررة، وفاعلية الدراسة المتكررة، وأظهرت الدارسة أن اختبار ذاتك أثناء المذاكرة، أكثر فاعلية بكثير من مجرد إعادة قراءة المضمون.
5- تناول اللُّبان
قد يكون مضغ الطلاب للُبان (العلكة) أحد أكثر مسببات الإزعاج للمعلمين، فدائمًا ما يطلبون من الطلاب التخلص من اللبان أثناء المحاضرة، ويبدو أن المعلمين ليسوا على حق في هذا الجانب، فمضغ اللبان يحسن أداء الطلاب أكاديميًا!
قد يبدو الأمر غريبًا، ولكن دراسة أجراها كريج جونستون الحاصل على الدكتوراه في كلية بايلور الأمريكية للطب، تعود لـ2009، تؤكد أن تناول اللبان أثناء المحاضرة، وعمل الواجب الدراسي يقلص الضغط والقلق، ويُزيد التركيز ويقظة الذهن، مما يُحسن الأداء الأكاديمي لدى الطلاب.
6- خذ قسطًا من الراحة
يفضل عند المذاكرة أخذ قسط من الراحة لتجديد نشاطك، وتخفيف الحمل على العقل، الذي يكون مثل العضلة التي تحتاج إلى راحة بعد كل فترة زمنية من إشغالها، وتساعد أخذ الراحات على زيادة الإنتاجية، والإبداع ورفع التركيز. وكشفت دراسة أجرتها جامعة تورنتو الكندية، وتعود لعام 2014، أن عدم أخذ استراحة الغداء يقلل الإنتاجية.
7- ذاكر قبل النوم
يعد أحد أهم العوامل المؤثرة في المذاكرة، هو توقيتها، وفي هذا الصدد تنصح دراسة علمية بالمذاكرة قبل النوم، إذ يعزز النوم القدرة على التعلم، بنقل المعلومات التي تم تعلمها قبل النوم من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد.