نددت شخصيات إسلامية وعربية بالقرصنة الإسرائيلية المتعمدة لسفن كسر الحصار التي انطلقت صباح الثلاثاء، محملة بالجرحى والمرضى للعلاج في الخارج.
وأكدّت الشخصيات في أحاديث خاصة بـ"الرسالة نت" أن هذه القرصنة تدلل على عدوانية الاحتلال ووحشيته وتعامله مع المجتمع الدولي والإنساني بمنطق "فوق القانون".
نائب رئيس حزب النهضة التونسي عبد الفتاح مورو، أكدّ بدوره أن هذا العدوان يعبر عن "وحشية عدوانية بربرية"، مشيرا إلى أن الاحتلال يستغل ضعف المؤسسات الدولية والإنسانية وتشتت وانقسام الموقف العربي من أجل ممارسة عدوانه ضد الشعب الفلسطيني.
وقال مورو لـ"الرسالة نت" إن "الاحتلال تجاهل القانون الدولي؛ باعتدائه على الأسطول وتحييد وجهته، فيما طالب بوقفة دولية وعربية ومحلية لرفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة."
وطالب مورو الدول العربية بضرورة بلورة موقف عربي واسلامي جاد من أجل ردع الاحتلال عن مواقفه العدوانية ضد سكان القطاع.
من جهته، قالت النائب في البرلمان التونسي ريم محجوب التي شاركت في اسطول الحرية النسوي السابق لكسر الحصار قبل عدة سنوات، إن ما تقوم به إسرائيل من جرائم تعتبر قرصنة ضد القانون الدولي والإنساني، مشيرة إلى أن الصمت العربي سياسيا ودبلوماسيا على الأقل اغرى الاحتلال للقيام بمزيد من جرائمه ضد الفلسطينيين.
وأكدّت محجوب في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" ـأن غزة تقف وحدها في دفع ثمن العدوان، دون وقوف جدي وحقيقي من المجتمع الدولي او العربي والإنساني.
من جهته قال، رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري، إن جريمة الاحتلال تدل على ارباكه الشديد، "فرغم جبروته وقوته لم يتمكن من سحق القضية وكان يتمنى ان تتوقف كل المطالبات برفع الحصار".
وذكر المقري ان العدوان الإسرائيلي هو نتيجة طبيعية لضعف الموقف العربي، وتآمر بعض الأطراف على القضية وهرولتها تجاه التطبيع مع الإسرائيلي، "رغم ذلك الموقف الشعبي لا يزال داعما للقضية وقد اسندها وهذا واجب لن يتوقف مع مرور الزمن".
من جهته، قال مستشار الرئيس المصري السابق محمد سيف الدولة، إن الفلسطينيين يثبتون مجددا شجاعتهم، وأن ما فعلوه هو "انتصار لهم وبامتياز، فقد أثبتوا شجاعة منقطعة النظير وكسبوا مزيد من احترام احرار العالم، وحافظوا على زحم وحرارة الاشتباك مع الاحتلال، وفضحوا جريمة الحصار مجددا، وانتزعوا زمام الفعل والمبادرة فى القضية من كل اشرار العالم، وهو الأهم على وجه الإطلاق".
وأضاف سيف الدولة: "دولة الاحتلال لو تركت سفينة الحرية تبحر الى قبرص، لفتحت الأبواب على مصراعيها فى المستقبل لآلاف من الشعب الفلسطينى للهجرة غير الشرعية كما يفعل أشقاؤهم فى مصر وليبيا وسوريا، وهو ما كان سيصب فى نهاية الامر لصالح مشروعها، الذى يسعى دائما لتفريغ الارض المحتلة من سكانها".
واستدرك بالقول: "لكن الحمد لله ان غباء القوة وجبروت المحتل، لم يلهمه فعل ذلك، فأوقف السفينة وسحبها الى ميناء أسدود واعتقل ركابها، ففضح نفسه مجددا امام العالم".
واستولت قوات البحرية (الإسرائيلية) على سفينة الحرية التي تضم على متنها عشرين جريحا، في ظل الغموض الذي يكتنف مصيرهم لهذه اللحظة.