قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: "نوتة الدين" للشهيد أبو صلاح بداية فكرة "دينك حق علينا"

الشهيد فادي أبو صلاح
الشهيد فادي أبو صلاح

الرسالة نت - أمل حبيب

بيت الشهيد فادي أبو صلاح كان بداية الفكرة والالهام معًا، ذاك البيت الذي لم يسكنه فادي، الا أن الديون سكنت قلبه فأثقلت عليه قبل أن يمسي شهيدًا خلال مليونيه العودة.

ضمن مبادرة إنسانية إعلامية اختار لها الاسم الناشط الإعلامي وائل أبو محسن وزميله سعيد الطويل "دينك حق علينا" كانت خلالها مدينة رفح جنوب غزة أول وجهة لسداد ديون شهداء المسيرة.

من يسدد ديونهم؟

من يسدد ديونهم؟ ذاك السؤال الذي ظل عالقًا في ذهن الناشط وائل بعد اجراء مقابلة مع أسرة الشهيد فادي، حيث ألمحت والدته وزوجته لوجود ديون عليه ومبالغ كبيرة، ساعة فقط من مغادرة بيت الشهيد حتى ولدت " دينك حق علينا". "نوتة" الدين الخاصة بالشهيد أبو صلاح يبدو أنها أشبه بنقطة البداية والتحفيز لدى النشطاء للمساهمة في تخفيف العبء عن عائلته بعد ارتقائه شهيدًا على الحدود الشرقية لخانيونس، لاسيما وأن تلك "النوتة" لم تفارق الشهيد وكأنها همه الأكبر الذي يلاحقه!

بداية الحملة كانت عبر المنابر الإعلامية الخاصة بالقائمين عليها على فيس بوك وتويتر وغيرها والحديث عن الحملة وجمع التبرعات، تلاها التغريد عبر الوسم الخاص بها، والتواصل مع أهل الخير ومن يرغب في المساهمة.

عبر الفيس بوك تداول النشطاء صورًا للناشط وائل ورفقائه في الحملة خلال تفقدهم دفتر دين الشهيد، والبدء بحصر حقوق الناس.

ردة فعل عائلة فادي لم يتمكن أبو محسن من وصفها "للرسالة"، شعور الارتياح بأن ابنهم الشهيد يرقد بسلام ممزوجًا بشعورهم بأنهم سينتقلون للمنزل الجديد الذي منعهم من ذلك ضيق حالهم وتراكم الديون عليهم.

بين عشية وضحاها تحولت الحملة الى مبادرة جماعية للسعي نحو سداد ديون جميع شهداء المسيرة، تيمنًا بحملات خيرية سابقة كان ضمن فريقها ذات النشطاء كــ "سامح تؤجر"، حيث قال الإعلامي:" نحن نعمل منذ بداية العام على عدة حملات كان أولها سامح تؤجر عبر سداد الديون وتوزيع الطرود والسلات الغدائية مرورا بتكية رفح الخيرية وصولا الى مبادرة دينك حق علينا".

ثلاث حالات لشهداء من مسيرة العودة الكبرى يكمل القائمون على الحملة بمتابعة وحصد الديون المتراكمة على عوائلهم لتسديدها، وبعد إنجازها سينطلق الفريق لغيرهم.

وعن صاحب نصف الجسد الشهيد أبو صلاح الذي يقطن المنطقة الشرقية في محافظة خانيونس جنوب القطاع، والذي كان قد فقد قدميه في قصف إسرائيلي استهدف المنطقة عام 2008، وترك خلفه أسرة مكونة من زوجته وخمسة أطفال، أوضح القائم على الحملة أنهم بدؤوا في سداد ديونه المتفرقة والتي تقدر بــــ 6000 شيكل والآن بقي الديون الكبيرة الخاصة بالمنزل ليتمكن أبناؤه من العيش فيه.

لم ينكر أبو محسن أنه ليس بإمكان الجميع المسامحة بهذه الديون، لاسيما أن عدد كبير من الشهداء عليه ديون متراكمة بشكل كبير، وأن غالبيتهم من فئة الشباب الذين تحملوا أقساط تعليمهم أو استشهدوا قبل ايفائهم بالتزامات الزفاف وديونه.

تفاعل ملحوظ، حيث لاقت الحملة تشجيعًا من أهل الخير ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما وأن مشهد الحملة الذي تصدر عبر الاعلام عكس مدى الترابط الاجتماعي بين سكان غزة، رغم حالة الفقر والحصار المشدد على ساكنيها منذ أكثر من عقد، وهو ما أكده منسقها رغم أن التبرعات قليلة مقارنة بمبالغ ديون الشهداء.

 

البث المباشر