قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: ما بعد أبو مازن.. ثلاثة سيناريوهات بانتظار الضفة الغربية

صورة أرشيفية لعباس
صورة أرشيفية لعباس

الرسالة نت- شيماء أبو مرزوق

طوال عشر سنوات أحكم الرئيس محمود عباس قبضته على الضفة الغربية بالحديد والنار، وبتعزيز القبضة الأمنية على كل مفاصل الحكم هناك، ما جعل الضفة تعيش درجة عالية من الهدوء، لكن مع اقتراب انتهاء عهده بعدما بلغ من العمر عتيا فان التوقعات تشير الى ان المرحلة القادمة لن تتمتع بذات الهدوء في ظل حالة التنافس الشديدة بين الطامحين للرئاسة من بعده، خاصة في ظل عدم وجود بديل جاهز وواضح.

وربما أكثر من يحضر ويتوجس من المرحلة القادمة الاحتلال الإسرائيلي فقد تواصلت التحليلات “الإسرائيلية” بشأن التقديرات المتوقعة لليوم التالي لإمكانية غياب الرئيس الفلسطيني عن المشهد السياسي، في ظل مرضه او لأي سبب اخر.

ومع صعوبة اجراء انتخابات في الوضع الفلسطيني الراهن فان المشهد يبقى ضبابياً، وسيناريوهات الفوضى ليست بعيدة، كما ان إمكانية انهيار السلطة ربما تكون أقرب من أي وقت مضى في ظل الحديث المتكرر حتى من الجانب الإسرائيلي ان أبو مازن آخر رئيس للسلطة الفلسطينية.

ويمكن الحديث عن ثلاثة سيناريوهات عن واقع الضفة الغربية في مرحلة ما بعد عباس: الأول: الاقتتال والصراع: وفي هذا السيناريو فان التوقعات تشير الى ان الأطراف المتنافسة وأصحاب النفوذ في السلطة وحركة فتح من الصعب ان يتفقوا على شخص بعينه للرئاسة ما يدفع للصراع والاقتتال الدموي وقد نشهد اغتيالات وتصفيات فيما بينها.

وقد كتب الصحفي "الإسرائيلي" يوني بن مناحيم، المختص في الشؤون العربية، أن النتيجة الفورية لدخول محمود عباس المستشفى للمرّة الثالثة خلال أسبوعين هو بدء عملية سباق تسلح بين عناصر حركة فتح في الضفة الغربية، والسبب الخوف من مواجهات مسلحة بين مجموعات تقف على رأسها شخصيات تريد خلافة أبو مازن.

وادعى الصحفي "الإسرائيلي"، أن محمد دحلان النائب السابق في حركة فتح، الذي التزم الصمت في الأسابيع الأخيرة، يعمل الآن بكثافة من أجل تسليح جماعاته في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية.

الثاني: حكم ذاتي: ووفق هذا السيناريو فان حالة الصراع بين أصحاب النفوذ قد يدفع بأن يسيطر كل قيادي على منطقة محددة في الضفة وينصب نفسه حاكما عليها، وقد تدعم (إسرائيل) هذا السيناريو لرغبتها في استمرار الهدوء في الضفة واستمرار سياسة المعازل والتجمعات السكانية في الضفة والفصل بينها.

وقد أكد على ضرورة تعزيز (إسرائيل) لهذا السيناريو الجنرال إيريز فاينر، المساعد الشخصي لرئيس هيئة أركان الجيش الأسبق، الجنرال غابي أشكنازي، والذي قال إن “البديل الأفضل لـ(إسرائيل) في حالة غياب عباس عن الواجهة السياسية هو مساعدة القيادات المحلية في المدن المختلفة للضفة الغربية، وإسنادهم في العمل على إدارة شؤونهم الحياتية اليومية، كما فعلوا خلال سنوات سابقة قبل قيام السلطة الفلسطينية”.

وأوضح أن “كل مدينة فلسطينية في الضفة فيها عدد من العشائر الكبيرة المركزية، وقيادات قبلية وعائلات تعرف كيف تدير شؤونها، إن سمح لها بذلك، بحيث يتم العمل على توريد الموازنات المالية التي تحتاجها، بدل إرسالها للسلطة الفلسطينية “الفاسدة”، وأن تعزز (إسرائيل) سياسة العصا والجزرة مع هذه البلدات، بحيث إن كل بلدة أو قرية لا تخرج منها عمليات مسلحة يتم منحها المزيد من التسهيلات المعيشية”.

الثالث: التوافق: ووفق هذا السيناريو فانه يتم التوافق بين القيادات في الضفة على تقسيم تركة عباس "السلطة-فتح-المنظمة" على عدة أشخاص يتم اختيارهم بالتوافق وقد جرى الحديث عن هذا السيناريو علانية خاصة بعد دخول عباس المستشفى في الأيام الماضية.

ورشح ان دول عربية بالتوافق مع اميركا و(إسرائيل) توافقت على ان يتم تكليف ناصر القدوة برئاسة السلطة وصائب عريقات للمنظمة ومحمود العالول لرئاسة حركة فتح.

البث المباشر