يبذل مسؤولو الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" جهودا مكثفة لإرساء مبدأ العدالة، ومنح كل فريق حقه، تفاديا لمزيد من الجدل حول الأخطاء التحكيمية، وإبعاد أي شبهة عن التلاعب في المباريات.
لذا اقتحمت تجربة الفيديو عالم كرة القدم في العامين الأخيرين وسط اعتراضات الكثيرين بأنها تقتل متعة كرة القدم، وتأييد أصوات أخرى لها, بعدما زادت أخطاء التحكيم عن حدها في ظل سرعة إيقاع اللعب بالكرة الحديثة.
وفي التقرير التالي نستعرض لكم خطأ تحكيميا لا ينسى، ذاق مرارته الإنجليز، وتسبب في خروجهم من كأس العالم بهزيمة مذلة أمام غريم تاريخي.
ويعود ذلك الأمر إلى تاريخ 27 يونيو 2010، عندما التقى المنتخبان الإنجليزي والألماني ضمن منافسات دور الـ16 لكأس العالم على ملعب "فري ستيت" وسط حشد جماهيري كبير.
أدار اللقاء طاقم تحكيم من أوروغواي، يقوده حكم الساحة خورخي لاريوندا، الذي تورط في خطأ تحكيمي فادح، حُرم بسببه منتخب إنجلترا من احتساب هدف صحيح 100%.
ففي الدقيقة 38، كان منتخب "الماكينات" متقدما (2-1)، ووصلت الكرة إلى فرانك لامبارد نجم تشيلسي حينها ليسدد كرة خدعت الحارس الألماني مانويل نوير، بعدما اصطدمت بالعارضة وتجاوزت خط المرمى قبل أن ينهض نوير ليلتقطها مجددا.
وفوجئ لامبارد ونجوم الفريقين بأن الحكم لاريوندا ومساعدوه أشاروا باستمرار اللعب، وكأن شيئا لم يحدث.
ولم تتوقف صدمة منتخب "الأسود الثلاثة" عند هذا الحد، بل أنهى اللقاء خاسرا أمام غريمه الألماني (1-4)، ليودع الإنجليز المونديال الذي أقيم في جنوب إفريقيا، بينما تأهل "المانشافت" لملاقاة الأرجنتين في دور الثمانية.
وشنّت وسائل الإعلام الإنجليزية هجوما حادا على الحكم خلاريوندا، واتهمته بالتسبب وراء خروج الإنجليزي بشكل مهين، إذ وصفت صحيفة "إندبندنت" الإنجليزية, كرة لامبارد التي تجاوزت خط المرمى بـ"الهدف الشبح" الذي قضى على منتخب إنجلترا بقيادة مديره الفني الإيطالي فابيو كابيلو آنذاك.
يشار إلى أن المنتخب الألماني بادر خلال تلك المباراة, بتسجيل هدفين لميروسلاف كلوزة ولوكاس بودولسكي، قبل أن يقلّص الإنجليز الفارق بهدف ماتيو آبسون، لكن توماس مولر أطلق رصاصة الرحمة بهدفين آخرين.