قائمة الموقع

مكتوب: بالحفلات الراقصة.. محاولات تدجين لثوار "جبل النار"

2018-06-06T07:48:32+03:00
بالحفلات الراقصة.. محاولات تدجين لثوار "جبل النار"
الرسالة نت - فايز أيوب الشيخ

لم يعد المجتمع الفلسطيني، يتجرع المدي الكبير الذي وصلت إليه "سلطة فتح" في منح التراخيص للملاهي الليلية، والسماح بإقامة حفلات الرقص في "بعض" الفنادق والمنتجعات السياحية في الضفة الغربية.

 

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، رفضاً واستنكاراً لإقامة سهرة غنائية في أحد فنادق محافظة نابلس مساء الخميس الماضي، منددين بالصور والمشاهد المسربة من الحفل لفتيات "شبه عاريات" يرقصن على أنغام الموسيقى، بحضور محافظ المدينة "أكرم الرجوب".

وبينما هذا المشهد يحدث في الضفة، فإنه لا تزال الصورة داخل قطاع غزة حزينة مكلومة على الشهداء الذين يرحلون في المجزرة الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين العُزل على السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948.

ثقافة دخيلة

ويرى ساسة ومراقبون، أن منح السلطة برام الله التراخيص لمثل هذه الأماكن "المشبوهة" يأتي في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية بمنعطفات صعبة تهدد هوية الشعب الفلسطينيّ، وفي تناقض كامل مع موروثات الشعب الفلسطيني وعاداته.

بدوره، أكد مصدر فصائلي خاص بمدينة نابلس لـ"الرسالة"، أن مثل هذه الحفلات الساقطة "ثقافة دخيلة لا تمثل نابلس ولا أهل نابلس"، مشدداً على أن أهل جبل النار لا يقبلون بذلك، وأنه تفاجأ كما جميع أبناء شعبنا بأن تقام حفلات من هذا النوع بحضور الرجوب واعظ الرئاسة وموزع شهادات الوطنية، خلال شهر رمضان بينما غزة تودع عشرات الشهداءـ!.

وعبر عن أسفه الشديد لغياب الفصائل والمؤسسات الوطنية عن دورها في التصدي لظواهر الانفلات الأخلاقي، مشيراً إلى أن هذا التراخي من قبل "البعض" يأتي من باب المحافظة على المخصصات الشهرية والرواتب التي يتلقونها من السلطة برام الله، على حد تعبيره.

توجه "علماني"

وعبر فريد ضهير أستاذ الإعلام في جامعة النجاح، عن أسفه لوجود العديد من الملاهي الليلة في مدينتي رام الله وأريحا وغيرهما، والتي تعمل بتراخيص رسمية وحماية من "سلطة فتح"، عاداً أن هذا التوجه موجود في أروقة السلطة، وهناك من قياداتها معنيون بأن يكون وجه المجتمع علمانيا، وذلك إرضاءً للاحتلال والغرب!

وذكر ضهير لـ"الرسالة" أنه من غير المقبول وجود مثل هذه الأماكن "المشبوهة" التي تمس مشاعر غالبية المواطنين، وذلك ليس فقط لأننا مسلمون ومجتمع محافظ، وإنما لأننا نعيش تحت الاحتلال، ويفترض أننا نتألم ونُعاني ونُحاصر من كل الجوانب، على حد تعبيره.

وأردف أن المطلوب من السلطة أن تضع حداً لهذه التجاوزات الخارجة عن الدين والأعراف والقيم الوطنية، لافتاً إلى أن تساهل السلطة وغض النظر ومنح التراخيص "شجع الكثيرين على إقامة مشاريع من هذا النوع!".

ولفت ضهير إلى أن المجتمع الفلسطيني مترامي الأطراف، وبالتالي ليس بالضرورة أن تكون-الملاهي - معبرة عن المجتمع بأسره، وإنما تعبر عن شرائح معينة تعيش داخل هذا المجتمع، منوهاً إلى أن عشرات الألاف من عرب الداخل المحتل "المنفتحين نسبيا" يتدفقون سنوياً للسياحة في الضفة الغربية.

خلل في الثقافة

ولم يتردد عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، في اعتبار أن ثقافة المجتمع الفلسطيني في الضفة تغيرت ناحية السلبية في كثير من الأمور ومنها "الثقافة الوطنية"، مبرراً -وجهة نظره- بالقول "لا نريد أن نغطي الشمس بغربال، فهناك خلل كبير في الثقافة الوطنية بالضفة!".

وأضاف قاسم في حديثه لـ"الرسالة" ثقافة "الانحلال الأخلاقي صنيعة 25 عاماً من عُمر اتفاقية أوسلو التي مازالت السلطة تتمسك بها إلى الان، الأمر الذي أدى إلى تراجع في الثقافة الوطنية والالتزام الديني والانتماء للوطن".

وتابع " هناك فراغ كبير في الضفة وغياب للتثقيف الوطني والتوجيه، فضلاً عن انشغال المواطنين بهمومهم الخاصة".

وجزم قاسم بأن "الانحلال الحاصل مبرمج وممنهج من قبل امريكا و(إسرائيل) والسلطة، وإلا كيف لهم أن يمرروا صفقة القرن (أوسلو الثانية) في ظل ثقافة وطنية وأخلاق رفيعة؟"، وفق تساؤله.

الدور المطلوب

وحول الدور الواجب المنوط بالمواطنين للضغط على السلطة لإنهاء ظاهرة الملاهي الليلة، فقد عبر ضهير عن اعتقاده أنه ليس من الواقعية أن يتم التحرك بشكل فردي، ولكن يجب أن يتم التحرك جماعيا ضمن إطار مؤسساتي عبر الفصائل والنقابات والجمعيات.. الخ.

أما قاسم، فقد استبعد أن يكون للفصائل والمؤسسات ثقل حقيقي في الضغط على السلطة والتغيير ما لم يتحرك المجتمع الفلسطيني للفظ هذه التجاوزات والانحلال الأخلاقي الحاصل، معللاً ذلك لعدم قدرة الفصائل وبعض المؤسسات المجتمعية على العمل والحركة بسبب الرقابة والملاحقة من قبل أجهزة السلطة، فضلاً عن الخشية من الصدام المباشر مع أقطاب السلطة.

اخبار ذات صلة