انتقد شيخ الأزهر أحمد الطيب بشدة عريضة وقعها مثقفون وساسة فرنسيون قبل نحو شهرين لحذف آيات من القرآن الكريم، وكانت تلك العريضة أثارت تنديدا من دول ومنظمات في العالم الإسلامي.
وقال في كلمة ألقاها مساء أمس الأحد باحتفال نظمته وزارة الأوقاف المصرية بمناسبة ليلة القدر إن الجرأة على مقدسات الآخرين من أكبر أسباب الإرهاب وتشجع على إهدار دماء الآمنين.
وردا على البيان الذي وقعته نحو ثلاثمئة من الشخصيات اليمينية واليسارية الفرنسية أكد الطيب أنه لا توجد آية في القرآن تدعو لقتل اليهود أو المسيحيين، وأوضح أن ما ورد فيه من آيات تدعو للقتال إنما وردت في شأن العدوان ووجوب التصدي للمعتدي ومقاتلته.
كما قال شيخ الأزهر إن هذه المطالبة بحذف آيات وإبطال سور من القرآن تأتي في سياق حملات مستمرة منذ 14 قرنا لتشويه القرآن وتنفير الناس منه.
وفي 22 أبريل/نيسان الماضي نشرت صحيفة "لو باريزيان" مقالا بعنوان "عريضة ضد اللاسامية الجديدة"، وحرر العريضة المدير السابق لمجلة "شارلي إيبدو" فيليب فال، ومن بين الموقعين عليها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، ورئيسا الوزراء السابقان إيمانويل فالس وجان بيار رافاران، والمغني شارلي أزنافور، وبرنار هنري ليفي، وهو أكاديمي وإعلامي يهودي فرنسي، والممثل جيرار ديبارديو.
كما وقعت عليها شخصيات عربية وإسلامية، منها الروائي الجزائري بوعلام صلصال، وإمام مسجد درانسي قرب باريس حسن شلغومي، ومفتي جالية جزر القمر في فرنسا محمد علي قاسم، والمدون الفلسطيني وليد الحسيني.
وتتضمن العريضة محاكمة واتهامات لما توصف بالإسلاموية عما سمي تحويل فرنسا إلى مسرح لعداء قاتل ضد السامية، مشيرة إلى اعتداءات استهدفت مواطنيين فرنسيين من ذوي الديانة اليهودية.
وأثار البيان غضب العديد من قادة الجاليات المسلمة في فرنسا، كما لقي انتقادات حادة خارجها. وتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي إلى الموقعين على البيان قائلا "من أنتم حتى تهاجموا نصوصنا المقدسة؟".
وأضاف أن هؤلاء لا يختلفون عن تنظيم الدولة الإسلامية، منددا باتساع ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا).