ردّ القيادي في الجبهة الشعبية ومسؤول ملف الأسرى علام الكعبي، على إساءات عضو مركزية فتح عزام الاحمد الموجهة ضد الشعبية، والتي اتهمها بتلقي اموال "مشبوهة" لإثارة الفوضى بالضفة، مؤكدًا أن الاحمد بات يمثل للفلسطينيين عنوانا ورمزا من رموز الانقسام ومعروف بتوتير وتسميم الاجواء الفلسطينية.
وقال الكعبي لـ"الرسالة نت" أن الاحمد "من رموز التحريض على استمرار الانقسام وعليه ان يراجع تصريحاته التي لا تفيد في بناء شراكة فلسطينية حقيقية، خاصة وان أكاذيب السلطة لم تعد تنطلي على الشعب الفلسطيني".
أما عن التصريحات المسيئة لمحافظ السلطة في نابلس أكرم الرجوب، التي شتم فيها الفلسطينيين بالضفة، فقال الكعبي: "الرجوب لم تعد لديه أي شرعية ليبقى محافظا لمدينة قدمت التضحيات، وكان عليه أن يقف على مسافة واحدة من الكل الفلسطيني؛ لكنه شرعن عملية القمع والاهانة والاعتداء على المتظاهرين".
ورأى أن هجوم السلطة على الحراك يشكل دليلًا بأنها في مأزق حقيقي، "ويعبر عن خوفها أن ينخرط الشعب في الميادين للمطالبة برفع الاجراءات الظالمة ضد غزة".
وأكدّ أن رموز السلطة وحركة فتح يسعون من خلال تصريحاتهم الانقسامية، لحرف الحراك الضاغط من اجل رفع العقوبات الظالمة عن غزة، واحداث حالة من الارباك في صفوف المحتجين.
وكانت أجهزة أمن الضفة قد قمعت مسيرة للحراك الشعبي في رام الله ليلة عيد الفطر، حيث نادى المواطنون بوحدة الشعب بين الضفة وغزة ورفع الاجراءات العقابية الظالمة عن غزة.
وهدد أكرم الرجوب الذي يشغل منصب محافظ نابلس، المحتجين بحرب أهلية في حال استمروا بخطواتهم الاحتجاجية.
حراك متواصل
في غضون ذلك، أكدّ مسؤول ملف الاسرى في الجبهة الشعبية، إن الاسرى داخل سجون الاحتلال سيواصلون خطواتهم الاحتجاجية على قطع رواتب أسرى غزة، مشيرا إلى أن عددًا منهم شرع بإضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الإثنين.
وأكدّ الكعبي أن الاسرى يطالبون بثلاثة عناوين أساسية وهي الغاء الاجراءات العقابية المفروضة على غزة بالكامل، والعمل على انهاء الانقسام وفق تفاهمات القوى الوطنية والاسلامية، وعدم المساس بالحالة الوطنية التي تشكل صمام امان للقضية الفلسطينية وعنوان استيعاب لكل خلافاتها وتبايناتها الداخلية.
وشدد الكعبي على أن السلطة باتت تطبق عمليا الشروط الامريكية والاسرائيلية التي لطالما ادعت مواجهتها، والتي تتمثل بقطع مخصصات الاسرى والشهداء.
وذكر أن هذه الشروط وجدت تطبيقا فعليا من طرف السلطة؛ الأمر الذي دفع الأسرى لاتخاذ سلسلة من الخطوات الاحتجاجية، حتى تعود السلطة عن قراراتها.
وردًا على مزاعم السلطة بعدم وجود عقوبات مفروضة تجاه سكان القطاع، تساءل الكعبي: "ماذا نسمى التقاعد الاجباري وخصم الرواتب ومنع التحويلات؟"، مؤكدًا أن من يمنع التحويلات الطبية وادخال الادوية لمرضى القطاع، لن يرحمه التاريخ وسيسجل اسمه في أسوأ صفحاته.
وأكدّ أن فريق السلطة لا يزال يمارس الوصاية والهيمنة على المؤسسات الفلسطينية، مشيرا إلى أن المسيرات التي خرجت في الضفة تنم عن وعي شعبي ووحدوي رافض لكل الاجراءات الانتقامية التي يتخذها هذا الفريق بحق ابناء شعبنا.
وذكر أن الحراك سيظل متواصلا، حيث من المقرر أن تخرج فعاليات امام السفارة الفلسطينية في عمان وفي لندن، كما ستخرج مظاهرات السبت القادم في رام الله، للتأكيد على وحدة الشعب والميدان.
وقال إن الحالة الوطنية اصبحت ضاغطة على قيادة السلطة من أجل رفع العقوبات، لا سيما في ظل التضحيات الجسام التي يقدمها سكان القطاع في مسيرات العودة الكبرى، موضحًا أن السلطة تهدف لتجويع القطاع من اجل تركيعه.
ويذكر أن السلطة قطعت رواتب أسرى غزة والأسرى المحررين، كجزء من سلسلة العقوبات التي تفرضها على سكان القطاع.