قائمة الموقع

مكتوب: صانع مفتاح العودة جريح وعاطل عن العمل

2018-06-25T13:07:58+03:00
علي بنات
غزة - محمد بلّور

في المرة الأولى من مسيرة العودة شرق البريج كان علي بنات يصطحب أطفاله ويحمل في جعبته نماذج من مفاتيح العودة يوزعها على النساء والأطفال.

اقتباساً من نموذج مفتاح العودة الحقيقي الذي هاجر مع آلاف الأسر الفلسطينية من الداخل المحتل إلى غزة والضفة ودول الشتات قرر الحداد علي بنات (30) عام إحياء نموذج مفتاح العودة على طريقته الخاصّة.

أوصد باب ورشته وبدأ في عملية القصّ واللحام فصنع ثلاثة مفاتيح تشبه مفتاح العودة الذي عاد به الأجداد من فلسطين المحتلة بعد أن طردهم الاحتلال من منازلهم.

نالت نيران الاحتلال من جسد علي مرتين الاولى عام (2005) حين كان صغيراً والثانية قبل أسبوعين عندما أطلق عليه الجنود قنبلة غاز أصابت ركبته وزادت آلام إصابته القديمة فألزمته الفراش وأوصدت باب ورشته أمام الزبائن.

يلفّ الصمت منزل علي شرق مخيم البريج قرب مسجد الشهيد في حين يرقد هو فوق سرير المرض في حجرة منزله الغربية طلباً للراحة وعدم الحركة التي أوصاه بها الأطباء.

مفتاح العودة

لاقت فكرة "علي" استحسان كل من رأي المفاتيح فعاود الكرّة وصنع مئة مفتاح أخرى ووزعها بعد أيام من انطلاق فعاليات مسيرة العودة شرق مخيم البريج.

يقول "علي" وأصله من مدينة يافا ومهنته الحدادة: "صنعت 100 مفتاح وقمت بتوزيعها على خيام مسيرة العودة وعلى الأطفال المشاركين هنا وأنا أحاول أن أذكر بمفتاح حمله الاجداد في الهجرة ولدي رسالة أن هذا المفتاح رمز لحقنا في العودة ويذكرنا بحقنا في العودة".

ويصطحب اليافاوي، في كل جمعة أطفاله إلى خيام مسيرة العودة وهم يحملون نموذج مفتاح العودة وقد كتب على وجوههم بالأقلام الملونة مدينة يافا المحتلة.

شارك في فعاليات مسيرة العودة من يومها الأول حتى الثامن من يونيو عندما أطلق عليه الجنود قنبلة غاز بشكل مباشر أدت لإصابته بجراح في ركبته.

ويكمل حكايته، كنت أقف بشكل طبيعي أشاهد الفعاليات من مسافة طويلة وفجأة شعرت بألم في ركبتي وسقطت أرضاً وشاهدت 3 شبان آخرين يصابون بالرصاص من بينهم ابن خالي".

 

في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح أجرى الأطباء الخدمات الطبية اللازمة ورغم عدم وجود إجرائه عملية يومها إلا انهم قرروا لاحقاً له عملية في مفصل الركبة وشدّ الأربطة بينما يحتاج إلى العلاج الطبيعي طوال الفترة القادمة.

وكان جنود الاحتلال قد استبدلوا طول فعاليات مسيرة العودة استخدام قنابل الغاز من أداة تفريق إلى وسيلة استهداف وأطلقوها بشكل مباشر اتجاه أجساد المحتجين ما أدى لإصابة العديد بشكل خطير في الوجه والجزء العلوي.

معاناة ملوّنة

يتجشّم "علي" آلاماً ومعاناة متعددة فهو الآن لا يملك شيئاً، حتى خبرته في مهنة الحدادة لم تعد تجدي بعد أن أقعدته الإصابة وألزمته الفراش، إلا لمراجعة طبيب أو الخروج لشأن بالغ الأهمية.

يقول للرسالة:" ورشتي مغلقة وبت عاطلا عن العمل ".

ويروي أنه قدم المفاتيح التي صنعها في ورشته على المتظاهرين سلميا على نفقته الخاصة، لأنه صاحب رسالة يحاول الاحتلال تشويه سلميتها، من خلال نشر صور وأخبار عبر صحافته العبرية تدّعي أن الفلسطينيين يزورون التاريخ.

ورغم معاناة علي الصحية ودخول الفقر على حياته من أوسع أبوابه إلا أن أقصى ما يتمناه هو أن ينعم الله عليه بالصحة والرضى ويعود مرةً اخرى لممارسة مهنة الحدادة ويشارك أبناء مخيم البريج في الفعاليات السلمية حتى يرفع صوته عالياً بالحنين وحق العودة إلى مدينته يافا المحتلة.

 

اخبار ذات صلة