قائمة الموقع

مكتوب: التصعيد الإسرائيلي لحفظ ماء الوجه وإجبار غزة على التنازل

2018-06-28T06:21:15+03:00
صورة
غزة-رشا فرحات

نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس الأربعاء، سلسلة غارات على أهداف للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي ردت بدورها من خلال إطلاق صواريخ على البلدات الإسرائيلية في "غلاف غزة"، اعترضت منظومة القبة الحديدية أحدها.

وحسب وسائل الإعلام (الإسرائيلية)، فقد سقطت عدة صواريخ أطلقت من غزة صوب الداخل المحتل ردا على القصف (الإسرائيلي)، دون أن يبلغ عن إصابات أو أضرار مادية، بينما دوت صافرات الإنذار في البلدات بـ"غلاف غزة" بين الحين والآخر.

ويرى محللون بأن الاحتلال يحاول أن يضع قاعدة ردع ضد البالونات الحارقة التي تسببت بخسائر فادحة بينما تحاول المقاومة ترسيخ فكرة القصف بالقصف.

المحلل السياسي تيسير محيسن يرى أن (إسرائيل) ستظل تصعد نسبيا وفق حدود معينة، ولن تتطور الأمور معها لمواجهة لأنها الآن في حالة ازدهار سياسي خصوصا مع الطرف العربي، بالإضافة إلى أن أي مواجهة دموية ستخسرها دفاع الإدارة الأمريكية عنها في كل المحافل الدولية، ولن تقبل بأن تعيدها همجيتها - وفق محيسن - إلى تراجع آخر يمكنه أن يحدث من خلال مواجهة جديدة مع غزة.

ويقول محيسن أن دولة الاحتلال في حالة إرباك كبيرة في التعاطي مع مخرجات وتطورات مسيرات العودة وهي حتى اللحظة عاجزة عن إيقاف تأثيراتها على غلاف غزة، لافتا إلى أن هذا الأمر يدفع الاحتلال لمحاولة لي ذراع المقاومة في غزة لأنها ترى أنها مسؤولة بالدرجة الأولى عن هذا الحراك.

ويلفت محيسن إلى أن (إسرائيل) مضطرة لفعل ذلك أمام مواطنيها، فهي لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الخسائر التي تسببها الطائرات الحارقة، فتحاول التصعيد نسبيا لحفظ ماء وجهها أمام مواطنيها لا أكثر.

وقالت حركة حماس في بيان لها إن تصعيد الاحتلال وتعمد استهدافه للمتظاهرين السلميين والمقاومين الفلسطينيين استدعى سرعة رد المقاومة.

وفي ذلك يتوقع محيسن أن يتمادى التصعيد ولكن بحدود كما يحدث فعليا الآن، قائلا: (إسرائيل) بدأت في ملاحقة وقصف مركبات تدعي أن أصحابها مسؤولون عن إطلاق الطائرات الحارقة، لكنها في ذات الوقت غير معنية بالتصعيد أكثر، فهي لا تريد أن تتطور الأمور لاغتيال شخصيات أو سقوط شهداء.

ويتوقع محيسن أن المقاومة لا تريد التورط في مواجهة لأنها تعلم أن ذلك غير محمود العواقب، ولكنها في سباق مع دولة الاحتلال في تحديد مسار العلاقة الأمنية من خلال الرد الفوري على التصعيد الإسرائيلي وتطبيق مبدأ القصف بالقصف.

ومن جهته يرى الدكتور عدنان أبو عامر المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي يقول إن لدى (إسرائيل) قناعة بأن الردع في عام 2014 بدأ يتآكل في الآونة الأخيرة متمثلا بالطائرات الحارقة واستمرار مسيرات العودة، وهي ترى أنها ومن خلال قصفها المتواصل تقوم بترميم هذا الردع وقد يكون له علاقة بالعروض الإنسانية والأمنية والمعيشية الأخرى، حتى لا ينفجر الوضع، لكن الرؤية غير واضحة حتى اللحظة.

ويرى أبو عامر أن الطرفين- يقصد المقاومة و (إسرائيل) يسيران على خيط رفيع ولكنهما حتى اللحظة لا يريدان تصعيدا حقيقيا يصل بهما إلى مواجهة خطيرة لا يرغبان بها، إلا إذا حدثت مفاجأة غير متوقعة من أحد الطرفين.

اخبار ذات صلة