بدا الاحتلال يتعاطى بجدية مع حراك تبادل الاسرى، وهذا يعني بداية الطريق وليس نهايته، ما تمتلكه المقاومة من أوراق سيكون صادما وقويا للجمهور الاسرائيلي ويمكنه الوصول لوفاء أحرار اخرى بأريحية وثقة، هذا يحتاج وقتا واستثمارا جيدا للفرصة واللحظة، والمقاومة تدرك أبعاد الموقف ولديها خطة ورؤية للوصول لما يريد شعبها من غير تعجل.
وحول ما يشاع من عروض من هذا الطرف أو ذاك فإن هذه المعلومات لا يمكن تأكيدها في هذه المرحلة ودوما علينا انتظار الموقف الرسمي للمقاومة المتمثل ببيانات حماس او الناطق الرسمي باسمها، مع التأكيد على جهود قطرية ومصرية وتركية والمانية واممية حقيقية لتقريب وجهات النظر بين حماس و(إسرائيل)، ومحاولة الوصول إلى حلول للقضايا الخاصة بالحصار من جهة وإلى صفقة تبادل أسرى من جهة أخرى.
الجنود الاسرائيليون مقابل الأسرى الفلسطينيين، معادلة لا يمكن العبث بها أو تمييعها، وهو التزام وطني مهما كانت الضغوط، أما عن كسر الحصار فهو مسار آخر مقابل تهدئة طويلة تحتاجها المنطقة ويريدها شعبنا وسيلتزم بها تماما، مسيرة العودة بدأت تشكل ضغطا حقيقيا وواسعا على الاحتلال، الاستمرار فيها يزيد من أوراق قوة شعبنا، ليبرمان بطرحه خلط الأوراق يراوغ ويخدع ويحاول التخفيف وحرف المسارات، هو يعلم الموقف لهذا المقاومة ترد عليه بالتذكير بمسار شاليط في ذكرى أسر الجندي الاسرائيلي.
باعتقادي حماس لا تمانع من اي صفقة يتم خلالها حرية غزة ورفع الحصار بميناء ومطار وتبادل اسرى وضبط للسلاح مع تهدئة دون التنازل عن اي من حقوق الشعب الفلسطيني، وانا انصح دائما ان المرونة الذكية مهمة في وقت القوة المندفعة.
لا شك أن غزة تدفع ثمنا مضاعفا لكنها قادرة على الصبر حتى تنعتق من الحصار وفي الوقت نفسه ستحافظ على امل الاسرى بالحرية، فكل ما هنالك أن غزة لا تريد الحرب ولا تخشاها، تحب الحياة وتعيش لحظاتها، فحينما تُقصف تَقصف، وتعود لوداعتها وصخب قلوبها الجميلة، وتدفق الاقمار من الأزقة والشوارع، أصعب الاحتمالات الحرب وأقساها على النفس، وفي المقابل للمعارك وجوه متعددة، فعض الأصابع لم ينته بعد، وحماس لم تتعود ان تصرخ أولا او اخيرا.