قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: الشهيد الحمايدة.. 3 رصاصات (إسرائيلية) خطفته من خطيبته

الشهيد الحمايدة
الشهيد الحمايدة

الرسالة نت - محمود فودة

كان انقباض قلب هبة إسماعيل خطيبة الشهيد محمد فوزي الحمايدة في محله يوم الجمعة الماضية، فلم تكن سوى ساعات تفصلها على سماع النبأ الذي هربت من كوابيسه طيلة أيام الجمع الماضية، برحيل رفيق دربها.

 ليلة الجمعة التي شهدت آخر جلسة سمر بين الخاطبين محمد وهبة، دار الحوار الذي ظنت للوهلة الأولى أنها مجرد ممازحة من خطيبها، بعد أن أعلمها بنيته المشاركة مجددا في مسيرات العودة، وسألته عن مصيرها فأجاب: "أنتِ ملكة على الحور العين".

ومنذ فجر جمعة "من غزة للضفة.. وحدة دم ومصير مشترك" شعرت هبة بانقباض في قلبها، وكأن شيئا مكروها سيحدث خلال نهار اليوم، وما كانت سوى ساعات، حتى علمت بإصابة خطيبها محمد برصاصتين في البطن وثالثة في القدم، لينتقل الانقباض من قلبها إلى بقية جسدها، وتجلس في حالة انهيار.

ولعل دراستها للتمريض كان سببا كافيا لمعرفة هبة بخطورة حالة خطيبها محمد، وصعوبة نجاته من الإصابة، عدا عن الحالة الشعورية التي أصابتها منذ أن غادر محمد منزلهم ليلة الجمعة، دون رجعة إلى الأبد.

وعن اللحظات الأولى تقول هبة لـ"الرسالة" : "علمت بعد عصر الجمعة إنه محمد مصاب بثلاث رصاصات في البطن والقدم ووضعه مستقر، "رديت عليهم محمد راح يستشهد، أو أنتم ما بلغتوني بالخبر الصحيح"، وهذا ما وقع فعلا، إذ أن الإصابة الخطيرة التي تعرض لها محمد أجبرته على الرحيل وترك خطيبته في تيهِ الانقباض ببعده عنها.

وتضيف هبة التي كان موعد خطبتها بمحمد في 9 مايو المنصرم: "الليلة التي سبقت استشهاده، قلت له "محمد انت حتتركني وتروح"، قلها هذه الحور العين، حكيتله وأنا طيب شو وضعي، رد عليا: أنتِ ملكتهن".

ولعل محمد كان يستجيب لخطيبته في طلباتها، إلا أنه كان يمازحها في كل مرة تطلب منه عدم الذهاب إلى الحدود للمشاركة في مسيرات العودة، ليكملا تجهيزات الفرح الذي كان موعده في إحدى ليالي الصيف الساخن في غزة، إلى أن رحل شهيدا برصاص قناص (إسرائيلي)، أثناء مشاركته في مسيرات العودة قبالة موقع كرم أبو سالم العسكري شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

هبة التي جلست إلى جوار أم محمد التي ما فتئت تحدث الحاضرات عن مناقب الشهيد، وفخرها باستشهاده، ينتظرن قدومه محمولا على أكتاف الرفاق في وحدتي الكوشوك وقص السلك، كانت الدموع في سباقٍ على خديهما إثباتا لحب محمد.

وتقول والدة الشهيد لـ"الرسالة": "كل حاجة كويسة ممكن تنحكى عن محمد، معطي كل اشي حقه، أهله وخطيبته، ومسجده، وقضيته، وكان وفي إلنا كلنا، وهيو الحمد لله قدم روحه فداءً للوطن"ـ، مضيفةً وأصوات الزغاريد تغطي على كلماتها: أنا وزوجي وبقية أولادي فداء لفلسطين".

رحل محمد شهيدا، تاركا خطيبته تنسج في خيالها ليالي الفرح بزواجها من محمد، وتكمل تخطيطات الفرح مع محمد وفقا لما كان يريد دون حضوره، إذ ختمت حديثها بالقول: "موعد فرحي حيكون إن شاء الله يوم ألتقي بمحمد".

وفور رحيل محمد، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور محمد خلال مشاركته في مسيرات العودة على مدار الأشهر الماضية، وإصابته في كل مرة باستنشاق الغاز، إلى أن حضرت الصورة الأخيرة، أثناء إصابته برصاص القناص (الإسرائيلي)، وتحمله للإصابة رغم صعوبتهاـ، حتى أنه وصل المستشفى يحادث الطبيب الذي كان في استقباله، لكنه سرعان ما غاب عن الوعي إلى أن ارتقى شهيدا.

البث المباشر