قائمة الموقع

مكتوب: مجدي يصنع من رصاص الاحتلال قطعا فنيّة

2018-07-03T10:52:03+03:00
صورة
محمد بلّور-الرسالة نت

على غير مراد الاحتلال، يحوّل الفنان مجدي أبو طاقية رصاص القناصة في مسيرة العودة إلى مجسمات دقيقة ومشغولات فنية تعكس معاناة الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال.

ويهوى أبو طاقية (39) عاما منذ صغره الرسم على حجارة البحر وصناعة المجسمات الخشبية لكن موهبته تفجّرت عقب إصابة شقيقه أحمد (19) عاما برصاص الاحتلال في مسيرة العودة مطلع إبريل الماضي.

وأنهى أبو طاقية خلال أسابيع مسيرة العودة صناعة عشرات التماثيل الدقيقة المصنوعة من نحاس رصاص الاحتلال ومجسمات لشهداء المسيرة ولوحة مجسمة لمعبر رفح والتراث الفلسطيني وغيرها الكثير. 

تفاعل إحساس الفنان داخل ضلوعه بشكل يومي فأضحى يجمع بقايا الرصاص الذي يطلقه جنود الاحتلال على الأطفال والمشاركين في فعاليات السلمية ويصنع منها مشغولات فنية ومجسمات دقيقة يمنحها الحياة بلمساته الفنيّة.

تتناثر القطع الفنية فوق منضدة خشبية قديمة ورفوف أصابتها ألوان الطلاء بمسحة تعكس عملاً دؤوب واتصال دائم مع المواد المستخدمة في العمل (الغراء اللاصق-ألوان للطلاء-أقلام وغيرها..).

يقول مجدي: "قديماً كنت أصنع مجسمات من أحجار الزلط وأخرى خشبية ثم رسم بالفحم وحين استشهد الطفل محمد الدرّة عام 2000 صنعت مجسّماً من الجبس يجسّد مشهد اطلاق النار عليه وتوقفت حتى عام 2018 حتى أصيب شقيقي أحمد في مسيرة العودة وعدت للعمل بطاقة كبيرة".

أغرت شظايا الرصاصة المتفجّرة التي اخترقت جسد شقيقه مكنون خياله فصنع منها أول مجسّم صغير وبدأ بعدها يشكل من الرصاص معظم أعماله الفنيّة.

وتساعد ابنة مجدي الكبرى (12 عاما) والدها في طلاء المجسمات والمشغولات فيما تتدخل زوجته عند الضرورة من أجل المعاونة في إتمام عمل أوشك على الانتهاء ويحتاج ليد معاونة.

يتخذ مجدي في ركن منزله الصغير المستأجر أريكةً ومنضدة صغيرة يمضي فوقهما الساعات الطوال وهو يصنع من الرصاص مجسّمات دقيقة يمنحها اللون والملامح.

ويتابع: "كل أدواتي مبرد حديد ومشرط ومنشار والرصاص هو عماد العمل فصنعت تمثالاً للشهيدة المسعفة رزان النجار والمقعد إبراهيم أبو ثريا ثم جهزت لوحة بكامل عناصرها من تماثيل ومشغولات تجسّد مخيم العودة ومعبر رفح ولوحة من تماثيل أدوات تراث ونساء فلسطين ورسالتي أن أعيد أدوات الموت تشكيلها للحياة والتعبير عن المعاناة".

كما أدخل شظايا وبقايا رصاص الاحتلال في صناعة أدوات كان يستخدمها الفلسطيني منذ عشرات السنين مثل الخيمة (بابور الكاز) و(دلّة القهوة) وصولاً إلى زمن عملية اجتياح تل الهوا في عام (2008) ومسيرة العودة وصناعة مجسمات لمواقع الاحتلال ومخيم العودة وحتى سفينة تحمل صورة الرئيس (أردوغان) الذي فاز في انتخابات تركيا قبل أيام.

ولا تخلو مجسمات أبو طاقية من أدوات وأمتعة من حياة الفلسطيني اليومي وفضاء سكناه فقد صنع مجسّماً لأنبوبة الغاز المنزلي وطائر الحمام وأدوات الفلاحة والزراعة وتفاصيل يفهمها كل من عاش في قطاع غزة وفلسطين.

ويشير أبو طاقية الى أن أعماله الفنيّة تستنزف قسطاً طويلاً من وقته ويمضي ساعات في تخيّل كل قطعة ثم ينتابه القلق حين يتفاعل مع بدء العمل فيها قبل أن ترى النور وينشرها على صفحته على (فيسبوك).

ورغم أن عدداً من الفنانين ووسائل الإعلام لازالت تتواصل مع الفنان التشكيلي مجدي ابو طاقية إلا أن زياراتهم حتى الآن اقتصرت على النشر والتصوير والاستكشاف فيما يرجو أن تتبنى أي مؤسسة محلية أو دولية فنّه وتوفر له الأدوات اللازمة للعمل والتي يفتقر لها جميعاً حتى يجوّد ما يصنع.

اخبار ذات صلة