تواصل آلة القتل "الإسرائيلية"، استهداف المتظاهرين السلميين المشاركين بمسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة، دون الاكتراث للقوانين الدولية والإنسانية، بعد عجز المجتمع الدولي ردع "إسرائيل" ووضعها أمام مسؤولياتها ومحاسبتها على جرائمها المرتكبة بحق المدنيين.
ومنح التخاذل الدولي الذي يترأسه الفيتو الأمريكي، الضوء الأخضر للوحشية "الإسرائيلية" لرفع وتيرة جرائمها بحق الفلسطينيين، إذ بات قناص الاحتلال ينتقي فريسته قرب خيام العودة دون أي رحمة أو تفرقة بين طفلٍ صغير أو شاب أو مسن أو حتى امرأة.
وبعد أن نال القناص "الإسرائيلي" من عددٍ من الصحفيين كان أبرزهم الشهيد ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، دارت عدسته القاتلة على المسعفة رزان النجار، بينما لم تتوقف عن قتل وإصابة الأطفال منذ بدء مسيرات العودة كان آخرهم الطفل ياسر أبو النجا 13 عاماً الذي تعمد الاحتلال قنصه برصاصه في راسه أدت إلى استشهاده على الفور.
وبحسب إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية، بلغ إجمالي عدد الشهداء خلال مسيرات العودة 134 شهيدا و15200 اصابة بجراح مختلفة واختناق بالغاز منهم 370 اصابة خطيرة، بينهم 16 طفلاً دون سن ال 18عاما بينما أصيب 2536 طفلا بجراح مختلفة.
**أبو النجا قتل بقرار سياسي
وأثار استشهاد الطفل ياسر أبو النجا موجة من الاستنكار على المستوى المحلي والسياسي والحقوقي، بعد أن انتشرت صورة له وقد اخترقت رصاصة متفجرة رأسه بمشهد يختصر مدى وحشية الاحتلال واستهزائه بكل القوانين والأعراف الدولية.
وفي ذات السياق قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، "إن الشهيد الطفل ياسر أبو النجا، قتل بدم بارد بقرار رسمي من الحكومة "الإسرائيلية"، التي تشّرع قتل أبناء الشعب الفلسطيني وتمنح جنودها الضوء الأخضر لذلك".
وأكد أن دم الطفل ياسر صفعة جديدة للاحتلال وتشكل سدا منيعا أمام أي مشروع لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا مضي الشعب الفلسطيني في طريقه رغم الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الأطفال، والتي لا تعطيه إلا قوة وإبداع وثبات ملاحقة الاحتلال "الإسرائيلي".
ووجه الحية رسالة لكافة مؤسسات حقوق الإنسان: "ما هو دوركم بعد قتل الطفل أبو النجا بقرار سياسي اسرائيلي وماذا ستفعلون؟".
بدوره أدان المركز الفلسطيني لحقوق الانسان مواصلة الاحتلال "الإسرائيلي" استهدافه للمتظاهرين السلميين الذين من بينهم أطفال عزل على السياج الحدودي، بعد الجرائم "الإنسانية" التي ارتكبها أمس، خلال الجمعة الرابعة عشر في مسيرات العودة الكبرى.
وقال المركز في بيان صحفي وصل "الرسالة"، "إن الجرائم المتكررة بحق الفلسطينيين، وتغوله في دماء الأطفال، ناتجة عن إفلات "إسرائيل" من العقاب، وما تتمتع به من حصانة بفضل الولايات المتحدة الأمريكية، ما يشج جيشها على اقتراف المزيد من الجرائم بحق المتظاهرين المدنيين مستنداً على قرارات رسمية من المستويات السياسية والعسكرية العليا".
وأكد المركز الحقوقي، أن قناصة الاحتلال أطلقت النار بشكلٍ متعمد وانتقائي تجاه المتظاهرين في التجمعات السلمية أمس الجمعة، وأدى ذلك لاستشهاد اثنين أحدهما طفلاً، بينما أصابت 124 مواطن بينهم 16 طفلاً، و3 نساء، و3 مسعفين، بالإضافة لإصابة صحفية بشكل مباشر.
وكشف أن الاحتلال انتهك المعايير الدولية إثر استهدافه الطواقم الطبية، ويعد ذلك مساساً خطيراً بقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي الحقوقي وأعرافهم التي تعتبر استهداف حرمة الطواقم الطبية انتهاكاً جسيماً وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة.
ودعا المركز المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إرسال مراقبين دوليين من المنظمات الأممية للتأكد من سلمية المظاهرات، وفتح تحقيقٍ رسمي في هذه الجرائم والإسراع بتشكيل لجنة تحقيق دولية لإخضاع "إسرائيل" للمساءلة والمحاسبة