يكثر الحديث في الفترة الأخيرة عن أزمات مالية تعصف بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وهو ما يضع الاقتصاد الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة في مزيد من التدهور الاقتصادي.
ففي ظل الأزمات الاقتصادية تأتي أزمة الأونروا المفتعلة خلال الفترة الحالية لـ "تزيد الطين بلة" في ظل العقوبات الاقتصادية التي تفرضها السلطة على غزة منذ أكثر من عام.
ولعل أزمة "الأونروا" ستظهر جليةً في حال تعسرها في تسليم المعونة الاغاثية للأسر الفقيرة في القطاع، كما أنه الحديث عن تأجيل العام الدراسي للطلاب سيزيد من العواقب الوخيمة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
وتقدم "الأونروا" خدماتها لـ 70% من سكان قطاع غزة، على هيئة معونات اغاثية وصحية وتعليمية.
هناك مخططات تحاك!
بدوره، أكد الدكتور عصام عدوان رئيس دائرة شئون اللاجئين في حركة حماس، إن الأمور المالية لـ "الأونروا" تدل على أن أزمة الوكالة التي تمر بها بحاجة لحل.
وقال عدوان في حديث لـ "الرسالة" إن الميزانية التي كانت تدفعها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تشكل ربع ميزانية "الأونروا" انقطعت، وهو ما شكل أزمة ضائقة لديها.
وحذّر من أن تكون الأزمة المالية مخططا وغطاءً لتطبيق "صفقة القرن"، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن الوكالة ستبدأ بإجراءات تقشفية، منها عدم دفع رواتب موظفيها في غزة وانهاء عقود عدد من الموظفين، وهو ما سيزيد من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
وأشار إلى أن الأزمة ستمس حياة الناس وستزيد من معاناتهم، "لذلك ندعو قيادة "الأونروا" لضرورة حث المانحين على تقديم الدعم لمنع انهيار ما تبقى من الوضع الاقتصادي في غزة".
وتساءل عدوان: "لماذا تبدأ إجراءات التقشف من الفئات الأكثر فقرا، هناك موظفون يتقاضون رواتب عالية جدا، فلتبدأ خطوة التقشف من الفئات الأكثر إنفاقا من ميزانية الأونروا".
ودعا لضرورة تجييش الرأي العام لمواجهة مخطط تصفية "الأونروا"، وتحت هذا البند تحدث عدوان قائلاً: "لا يمكن التعويل على الكثير من الأمل في معالجة أزمات "الأونروا" في المرحلة القادمة".
وعزا عدوان تجرؤ الأونروا الى عدم وقوف اللاجئين في وجه قرارات الاونروا التقشفية خلال السنوات الماضية، مؤكدا أنه من الواجب على جميع الفلسطينيين اثارة الضجة على كل تقليص تشرع فيه "الأونروا" "وألا نسمح بتمرير مثل هذه المخططات التي تمس بقوت اللاجئين".
تحذير من الفوضى!
وفي تصريح لمدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة، ماتياس شمالي، قال إن الوكالة قد لا تتمكن من افتتاح العام الدراسي في موعده المحدد، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها.
وحذر شمالي من دخول المنطقة العربية في حالة من الفوضى في حال توقفت "أونروا" عن تقديم خدماتها، داعيا المجتمع الدولي لعدم السماح إلى الوصول إلى هذه المرحلة من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وأضاف: "إذا لم نستطع في أسوا السيناريوهات، افتتاح العام الدراسي في موعده المحدد، وتوفير التمويل الكافي لتوزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة فإن البديل بالتأكيد سيكون فوضى عارمة".
وتابع شمالي: "بدأنا العام الجديد بفقدان 300 مليون دولار من الحكومة الأمريكية، إلى جانب 146 مليون دولار عجزا محمولا من العام السابق، وهو ما يعنى بأن العجز يقدر بـــ 446 مليون دولار".
وقال: "الأموال والتعهدات التي يدور الحديث عنها من قبل بعض الأطراف العربية والدولية، تتوزع على النحو التالي: 50 مليونا من قطر والسعودية والإمارات، و10 ملايين من تركيا، تم التعهد بها في شهر مارس في مؤتمر روما، وتم تسلمها بالفعل، وبالتالي فهي ليست أموالا جديدة".
وتساءل شمالي عن حجم الأموال التي يمكن الوصول إليها عبر المؤتمرات التي تقوم الأونروا بعقدها، وإذا ما كانت هذه الأموال تمكنها من الاستمرار في تقديم جميع الخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين والاستمرار في ذلك.