قائد الطوفان قائد الطوفان

تشارك به السلطة

مكتوب: اعتقال قيادات حماس مسلسل "إسرائيلي" لوأد المقاومة

ارشيفية قيادة حماس في محاكم الاحتلال "الإسرائيلي"
ارشيفية قيادة حماس في محاكم الاحتلال "الإسرائيلي"

الرسالة-محمد شاهين  

منذ أن انسجمت أجهزة فتح الأمنية مع الاحتلال "الإسرائيلي" في سمفونية "التنسيق الأمني"، لعب الطرفان دوراً تكاملياً في اعتقال واحتجاز قادة حركة حماس في مدن الضفة المحتلة التي تقف سدًا منيعاً في وجه الانتهاكات والجرائم "الإسرائيلية" المتكررة.

وما إن تخرج الضحية من سجون السلطة الفلسطينية، تجد نفسها تساق عنوةً إلى سجون الاحتلال أو العكس، لتدخل في مسلسل "كسر الإرادة"، الذي يسعى من خلاله جلادو أوسلو، إلى إخماد صوت المقاومة والمعارضة وكل من يقف بوجه الاستيطان والتنسيق الأمني، وقتل وسحل أبناء الشعب الفلسطيني.

في الآونة الأخيرة، وبالتزامن مع خروج حراك الضفة المحتلة المطالب برفع العقوبات عن غزة، رفع الاحتلال والسلطة من سقف اعتقال كوادر ومؤيدي حركة حماس والمشاركين في الحراك، إذ كان آخر المعتقلين لدى الاحتلال القيادي في حماس وزير الأسرى السابق وصفي قبها، بينما لا يزال المختطف والطالب في كلية الهندسة علاء رضوان يصارع المجهول في أقبية الأمن الوقائي لليوم الـ 12 على التوالي.

إخماد المعارضة

من جانبه يؤكد مصطفى الصواف المحلل السياسي، أن حملة الاعتقالات في الضفة المحتلة، لها هدف أساسي وكبير، وهو التأثير على الحراك القائم بالضفة المحتلة والمطالب بكسر الحصار عن قطاع غزة ورفع العقوبات الظالمة التي تفرضها حكومة فتح.

وقال الصواف في حديثه مع "الرسالة"، إن اعتقال قيادات حركة حماس في الضفة، يهدف أيضاً للقضاء على أي أصوات يمكن أن تحرك الناس في وجه الاحتلال وسلطة أوسلو، لذلك نجد أن الطرفين يقومان بدور تكاملي تحت مظلة التنسيق الأمني لاعتقال أكبر عدد ممكن من أنصار وقيادات الحركة".

ويرى الصواف أن نجاح أهداف الاعتقال لن يدوم في مدن الضفة المحتلة، بعد اثباتها بأن لديها من الإمكانيات والوسائل المناسبة للوقوف في وجه الاحتلال وعقوبات غزة، ولن يستمر دور السلطة الأساسي في تخدير المعارضة في الضفة المحتلة، خصوصاً مع اقتراب الإعلان عن صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وعن المطلوب لكسر ما يسعى إليه الاحتلال والسلطة من الاعتقالات، شدد الصواف على ضرورة استمرار أبناء الضفة بالتضامن والمشاركة بفعاليات حراك "رفع العقوبات"، وخلق مسيرات وتظاهرات تتزامن مع مسيرات العودة في قطاع غزة، للوقوف في وجه صفقة القرن، بشكلٍ موحد وموسع.

لن ينجح الاعتقال

بدوره قال فتحي القرعاوي النائب عن حركة حماس، إن "الوحشية الإسرائيلية لم تتوقف عن اعتقال قيادات وأفراد حركة حماس في مدن الضفة المحتلة، بهدف إفراغ الساحة الفلسطينية من أي صوت مقاوم ورافض للاحتلال، خاصة أن هذه الأصوات باتت تصل إلى العالم كله بعد ارتفاع وتيرة جرائم الاحتلال تحت غطاء أمريكي".

وأضاف القرعاوي "للرسالة"، أن سلطة رام الله تساند الاحتلال "الإسرائيلي" في اعتقال الشخصيات المقاومة سواء كانت قيادات أو عناصر أو حتى نشطاء في الكتلة الإسلامية، وتمارس دورا أساسيا في سياسة القبضة الحديدية على المقاومة الفلسطينية، على الرغم من ارتكاب الاحتلال جرائم كبيرة وانتهاكات مست جوهر القضية الوطنية.

ويؤكد القيادي في حماس، أن الاعتقالات الدائمة من الاحتلال وتواطؤ السلطة فيها تحت سياسة الباب الدوار، لن يدوم ولن ينجح في الوصول إلى مبتغاه "كسر إرادة المقاومة الفلسطينية"، بعد أن بات أهالي الضفة المحتلة يدركون أهمية الوقوف في وجه مشاريع التصفية والطريقة المناسبة للرد عليها من خلال توسيع رقعة التظاهر والاحتجاج.

التصدي للاحتلال مستمر

بدورها أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس اعتقال قادتها المستمر في الضفة المحتلة، وآخرهم الوزير السابق وصفي قبها، مؤكدة أن هذا الاجراءات لن تضعف عزائم شعبنا في التصدي للاحتلال.

وقالت الحركة في بيان وصل "الرسالة"، إن اعتقالات الاحتلال المستمرة التي طالت قيادات في الضفة المحتلة، تهدف إلى تفريغ الطاقات من الضفة، ومنع أي صوت ينادي بزوال الاحتلال ومقاومة الاستيطان ومواجهة غطرسته في كثير من المناطق وخاصة القدس".

وبيّنت الحركة أن تغييب القيادات لن يؤثر على الشارع الفلسطيني الذي عرف طريق التحرير، وهو ماض فيها رغم بطش الاحتلال وظلمه، مشددة على أنها تأتي استكمالا لنهج الاحتلال في تفريغ الضفة من قيادات تقود الشارع، تهيئة لتنفيذ المشاريع الاستيطانية والتصفوية في ظل الحديث عن صفقة القرن وغيرها.

البث المباشر