قائمة الموقع

مكتوب: رفع الحصار وعودة الحياة لقطاع غزة أو الانفجار

2018-07-12T05:56:51+03:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

واضح أن زيارة وفد حركة حماس للقاهرة بناء على دعوة من مصر واستجابة من قبل حركة حماس بالطريقة التي تراها مناسبة لها ولشعبها للتباحث في قضايا ذات أهمية للجانبين وعلى رأسها قضية المصالحة الفلسطينية والوضع الانساني في قطاع غزة وكيفية الخروج من هذه الحالة التي عليها سكان القطاع من ضيق وحالة مزرية غير مقبولة على أحد.

هذا الي تحدثنا به هو الظاهر من خلال الزيارة وقد يكون هناك حديث في هذا الموضوع ؛ولكنه ليس كل الموضوع،  ولكن الموضوع الاساس الي سيدور عليه اللقاء من سيكون الطرف الأكثر ملائمة لاستلام ما سيقدم ما يتم الحديث عنه من مليار دولار تجمع لصالح قطاع غزة،  ومن سيقوم بصرف هذه الأموال تكون مقبولة على المجتمع الدولي،  للك مصر من جانبها تريد صناعة أرجل من خشب لمحمود عباس كي يكون هو الجهة التي تتولى المسألة عل أن تكون مصر هي الطريق لصرف الأموال خاصة بعد التصريحات الصهيونية بتحويل الجهة نحو قبرص كفرضية يمكن أن تكون قائمة الأمر الي جعل الموضوع أكثر حساسية بالنسبة لمصر والتي هي بحاجة إلى كل مليم يمكن أن يعزز اقتصادها،  فكانت الدعوة المصرية لفتح بقيادة عزام الأحمد والذي قال كلاما غير مقبول على مسامع من استمع إليه ولا حتى على المصريين ولكن هناك ضرورة للاستماع الى ما يحمله الأحمد والذي لم يتعدَ الكلام القديم حول التمكين من الباب للمحراب وغيرها من عبارات لا يمكن أن يطلق عليها الا نوعا من (الاستهبال) والعيش في أحلام غير واقعية بالنسبة للمصالحة والتي باختصار تعني الشراكة وتحمل المسئولية المشتركة بين الكل الفلسطيني.

زيارة حركة حماس لمصر هي محاولة مصرية من أجل ترشيح نفسها أمام المانحين أنها أهلا لتحمل المسئولية للإسراف على اغاثة قطاع غزة وهي تريد ترتيب الأمور مع الأطراف المختلفة رغم قناعة مصر بأن محمود عباس لا يريد غزة ولا يريد تحمل مسئولية غزة إلا بشروطه العقيمة والتي افسدت حالة التفاؤل التي سادت فترة اكتوبر من العام الماضي.

حماس خلال زيارتها للقاهرة تدرك ما يدور وتعلم ما تسعى اليه مصر ولديها ما تقوله في هذا السياق بحيث تحافظ على الأدنى من العلاقات مع مصر في ظل الظروف التي تمر بها العلاقة المصرية الحمساوية من حالة من الفتور رغم فتح المعبر ولكنها حالة ليست كما يرام وفيها من الحديث الكثير ولكن كل من مصر وحماس يفهم الآخر بطريقته الخاصة.

حماس قالتها أول أمس أنها لن تتعاطى مع صفقة القرن حتى لو لم تعلن وسيتم فرضها بالقطعة على الفلسطينيين والعرب ولكن تبقى النقطة التي تجعل من صفقة القرن غير قابلة للتطبيق قطاع غزة،  وقطاع غزة في وضعه الحالي قد ينفجر بأي لحظة وأن مدخل الحل الانساني ليس هو المدخل السليم وأن الربط بين الحل الانساني والسياسي أمر مرفوض لدى حماس وكثير من القوى العاملة في قطاع غزة،  فالوضع في القطاع ناتج عن الحصار ورفع الحصار هو الطريق الأمثل، فكما فرض الحصار واشتد يجب أن يزول،  وربط رفع الحصار بالإجهاز على القضية الفلسطينية أمرا مرفوضا جملة وتفصيلا .

صحيح أن محمود عباس يرفض صفقة القرن كلاميا ولكن واقعيا هو يعمل على تنفيذ صفقة القرن ولو كان عباس ضد صفقة القرن لغير من سياساته ولأصدر أوامره برفع العقوبات الاجرامية على قطاع غزة،  ولكن كل ما يفعله محمود عباس هو تساوق مع صفقة القرن والدفع بتنفيذها ظانا أنها الحل الأمثل أو الممكن في ظل الحالة الفلسطينية والعربية ولكن تبقى غزة هي العقبة التي عليها تنكسر صفقة القرن رغم كل الأوضاع التي عليها قطاع غزة والهادفة الى كسر إرادته وتركيعه،  ولكن قطاع غزة يدرك المعادلة ويدرك ما ينتظره لو وافق على صفقة القرن .

حركة حماس بمساندة القوى والفصائل وجماهير الشعب الفلسطيني لن ترفع الراية البيضاء ولن تستسلم لصفقة ترامب ولكن تكون الجسر الي تمر عليه بعض الأنظمة وتبقى صامدة رغم الألم حتى حين ن فإذا لم يستجب العالم ويرفع الحصار فعليه التسليم بالانفجار الذي لا يعلم حدوده ومكانه إلا الله.

اخبار ذات صلة