قائد الطوفان قائد الطوفان

من خلال الشريط.. كيف استنفرت الاستخبارات من اجل الوصول لشاليط؟

شاليط في شريط الفيديو
شاليط في شريط الفيديو

كتب المحرر المسئول

شريط فيديو الجندي الاسير جلعاد شليط  وما سبقه من نشاط استخباري ورصد محموم خلال الأسابيع الماضية يعتبر الفرصة الأخيرة أمام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للحصول على معلومة جديدة تساهم في الاقتراب من مكان شاليط

ومن البديهيات الأمنية ان يعرض شريط الفيديو على وحدة التحليل داخل جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية واستخدام كافة الإمكانيات التقنية لتفحص نحو دقيقتين تضمنها الشريط من حيث الصوت أو الصورة والمكان وذلك لتحليل تفاصيل لا يمكن اكتشافها الا من خلال تقنيات عاليه .

ورغم ذلك فقد اعترفت جهات رسمية إسرائيلية بأن حركة حماس اتبعت أسلوبا خاصا في تسجيل وتوثيق المشاهد التي ظهر فيها الجندي المختطف، وأنها حرصت على إغلاق جميع الثغرات المحتملة التي يمكن لأي جهاز استخباري التسلل من خلالها في محاولة لمعرفة المزيد حول الجندي المختطف أو المكان الذي تم تصوير المشاهد فيه، بالإضافة الى التشويش على خلفية الصوت مما يجعل من المستحيل التعرف على أي معلومات باستثناء تلك التي رغبت الحركة في تقديمها لإسرائيل.

مراحل المتابعة والتحليل من قبل الاستخبارات الإسرائيلية بدأت منذ اللحظات الأولى التي تم الاتفاق فيها مع الوسيط الألماني على مضمون الصفقة –شريط فيديو مقابل ال20 أسيرة- .

المتابعة الأمنية  تعتمد عادة عدة مسارات ومراحل منها على سبيل المثال :

-          محاولات التصنت على المكالمات الهاتفية وتحليل رموزها .

-           الرصد الجوي شامل لكامل الحركة داخل قطاع غزة .

-           تفعيل دور العملاء خصوصا مراقبة منازل قيادات حماس في غزة .

-          جهاز الموساد الإسرائيلي المعني بالعمل الاستخباري الخارجي يشارك ضمن وحدة خاصة بملف شاليط .. حيث  تنشط محطاته الخارجية خصوصا في القاهرة ودمشق وألمانيا

-          مراقبة كامله لكل حركة من الأطراف المشاركة في الصفقة حتى الوسطاء ومن يتصل بهم .

-          تحليل مضمون العبارات والاجابات التي تصل من وفد حماس عبر الوسيط الالماني  في المفاوضات الى جانب تحليل التصريحات الصادرة  قيادات حماس قبل وخلال صفقة الشريط.

ثم تبدأ  لاحقا مرحلة تحليل مادة شريط الفيديو بالاستعانة بخبراء تقنيين  وعلماء نفس ومحاولة قراءة  ما وراء تفاصيل الصوت والصورة والمكان .

وأمام معرفة المقاومة بكل هذه البديهيات الأمنية, فان فشل الاحتلال بالوصول الى أي معلومة جديدة سوف يحسم الخيار نحو اتمام الصفقة  خصوصا امام حقيقة أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية المختلفة في اسرائيل فشلت خلال 1195 يوما منذ سقوط شاليط في الاسر في تحديد مكانه وتقديم معلومات استخبارية دقيقة يمكن استخدامها للعمل على تحريره واتباع اسلوب العمل العسكري في انهاء هذا الملف وتتوقع المصادر أن تتقدم الاتصالات والمفاوضات بشكل اسرع في المرحلة المقبلة

وترى المصادر المتابعة للملف  داخل إسرائيل ان نتنياهو اتخذ قرارا بانهاء هذه المسألة في أسرع وقت ممكن، وأنه لا يرغب في الانتظار طويلا رغم تحفظ الاجهزة الامنية التي تحاول اقناع المستوى السياسي بضرورة التمسك بعدم دفع ثمن باهظ لاطلاق سراح شليط الا ان نتنياهو لا يرغب في الاخذ برأي الاجهزة الأمنية ولا حتى برأي وموقف وزير جيشه باراك، فنتنياهو في قراره سيعتمد على الدعم الشعبي .

لكن في حال تمكن الاحتلال من الوصول الى أي معلومة فانه سوف يلجأ الى المماطلة والحصول على معلومات اكثر عن شاليط مقابل تقديم تنازلات جزئية.

 ويبقى خيار العمل الاستخباري والعسكري قائما حتى خروج اخر أسير في الصفقة

 

 

البث المباشر