مكتوب: عهد ... الثائرة التي ورثت روح المقاومة

عهد التميمي
عهد التميمي

الرسالة-محمد شاهين 

تحولت الطفلة عهد التميمي إلى أيقونة مقاومة ورمز لنضال الشعب الفلسطيني، بعد أن صارعت السجان ثمانية أشهر من الاعتقال، وقفت خلالها بقوة وثبات أمام المحاكم "الإسرائيلية، وسط اهتمام محلي وعالمي بقضيتها، حتى استنشقت عبق الحرية صباح أمس الأحد.

مفهوم الحرية لدى عهد لم يقتصر على فكها من قيد السجان فقط، إنما تمثل في ارادتها الصلبة وعزمها المضي بذات الطريق الذي سجنت من أجله، وتمسكها بحب الأرض والدفاع عنها من جبروت المحتل "الإسرائيلي"، الذي أثقل عليها خلال شهور السجن الطويلة.

وكانت الفلسطينية عهد التميمي 17(عاماً) قد دخلت السجن "الإسرائيلي" في ديسمبر العام الماضي، بعد أن هاجمت جندياً "إسرائيلياً" وصفعته أمام بيتها في قرية النبي صالح قرب رام الله، إثر مشاركتها في الفعاليات المدافعة عن الأراضي التي يلتهمها الاستيطان على مدار الوقت.

أمام وسائل الإعلام المحتشدة، أكدت عهد التميمي أن السجن والسجان لن يثنيها عن مواصلة طريقها المقاوم ولن يعجزها مجدداً عن مقاومة جرائم الاحتلال بحق شعبها، والوقوف في وجه الجندي "الإسرائيلي" الذي لا يتوقف عن اقتحام بلدتها لتمرير المخططات الاستيطانية التي تلتهم الأرض.

واستعرضت التميمي حجم المعاناة التي لاقتها في سجون الاحتلال رفقة الأسيرات الفلسطينيات، وكشفت عن تعرضها لاعتداءات لفظية ونفسية خلال جلسات التحقيق، بينما عملت مصلحة السجون على منعها من الدراسة رفقة الاسيرات للثانوية العامة ما جعلها تعيش بضغط وتوتر كبير.

وعلى الرغم من محاولة "إدارة السجون" منع عهد ورفيقاتها السجينات من الدراسة، إلا انها أكدت مقاومتها "الإسرائيلي" في سجنها، لتستطيع تأسيس صف دراسة داخل غرفة من السجن أطلقوا عليه (صف التحدي)، مثنية على جهود الأسيرتين ياسمين شعبان وإسراء الجعابيص اللتين كانتا لهن الفضل الواسع في تأسيس هذا الفصل وبث روح الدراسة فيه.

قلب عهد المقاوم لم ينسها من توجيه التحية لأهالي الخان الأحمر الذين يرفضون الهدم والمخططات "الإسرائيلية"، وقطاع غزة الذي يستمر بمسيرات العودة الشعبية، موضحة أنها تدعم هذه استمرار المسيرات حتى تحقق أهدافها.

وفي نهاية حديثها، قالت عهد إن " القرار الأخير للشعب الفلسطيني الذي يقرر مصيره، ويختار الطريقة التي يقاوم الاحتلال بها"، مضيفة "أن المرأة جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية، وضرورة أن تكون واعية بأهمية المقاومة حتى تربي جيلا قادرا على مقاومة الاحتلال".

وفي حديث "للرسالة نت" مع بسام التميمي والد عهد، قال إن "قرار الإفراج عن عهد جاء محمل بالفرح والسعادة المملوءة بالفخر، إلا أنها بقيت منقوصة كون أخيها وعد والاسرى لا يزالون يقبعون داخل سجون الاحتلال الزائلة"، موضحاً أنه منح ابنته عهد استقلالية في قرارها والمضي في مواجهة الاحتلال بالشكل الذي تراه مناسباً.

وأضاف التيمي، "بالرغم من احتمالية إعادة الاعتقال واقتحام المنازل والانتهاكات "الإسرائيلية" لاتزال قائمة، إلا أننا على يقين بأن الاحتلال سيزول عن أرضنا وحياتنا وسيبقى الشعب الفلسطينية ومقاومته باقية وصامدة مهما بلغ حجم التضحيات".

وعن الاهتمام الكبير الذي لاقته عهد، اوضح التميمي ان هذا دليل عن أن نبض الناس والشارع والأمة هو نبض مقاوم، ويؤكد أن الاشتباك والمواجهة مع هذا المحتل "الإسرائيلي" يستدعي إعادة صياغة برنامج المقاومة بشكل يليق مع طموحات وطاقات الشعب الفلسطيني.

ووجه التميمي التحية لقطاع غزة، بالقول "إنها مخزون فلسطين الوطني، ونبض القضية، ويملؤه الأحرار الذين جسدوا معنى المقاومة الشعبية من خلال مسيرات العودة، وهي القادرة على اسقاط كافة المؤامرات كما اسقطت مشروع جونسون.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من تقارير

البث المباشر