قائد الطوفان قائد الطوفان

لإنهاء أزمات القطاع

مكتوب: حماس ترفض.. (إسرائيل) تحاول ربط جنودها الأسرى بالتسوية؟

أحد جنود كتائب القسام
أحد جنود كتائب القسام

الرسالة نت - شيماء مرزوق

في الوقت الذي تحاول فيه حركة حماس تحييد ملف جنود الاحتلال الاسرى في غزة بقوة عن المبادرات السياسية التي يتم طرحها وتداولها حالياً لإيجاد حل للأزمة الإنسانية المتفجرة في القطاع، إلا أن (إسرائيل) تحاول استثمار هذا الحراك لطرح قضية جنودها ضمن أي صفقة قادمة.

وليس سراً ان معظم الوفود والشخصيات التي وصلت قطاع غزة خلال الشهريين الماضيين تحت بند التهدئة حملت رسائل ضمنية فيما يتعلق بالجنود الاسرى، وتحديداً مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف الذي يتصدر المشهد الآن عبر الوساطة التي يقودها نيابة عن المجتمع الدولي والولايات المتحدة.

وتحاول (إسرائيل) وضع قضية جنودها ضمن بنود الخطة مقابل رفع الحصار حتى لا تدفع ثمن خروجهم من غزة بإطلاق سراح أسري فلسطينيين.

وكان القيادي في حماس محمود الزهار قد أكد في تصريحات سابقة ان معظم الوفود تحمل رسالة واحدة تتعلق بمصير أسرى الاحتلال لدى المقاومة، وتحاول تلك الأطراف فرض قضية الاسرى ودفع حماس للكشف عن مصير الجنود الإسرائيليين لديها.

وتصر حركة حماس على فصل قضية الاسرى عن باقي الملفات السياسية والإنسانية التي يتم طرحها عبر الوساطات، وأكدت عدة مرات انها لن ترى الجنود إلا في حال إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

ووفق مصادر خاصة للرسالة فإن حماس أبلغت ميلادينوف رفضها الكشف عن وضع الجنود لديها قبل أن يتم ضمان الإفراج عن جميع الأسرى الذين أطلق سراحهم في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وأعادت (إسرائيل) اعتقالهم فيما بعد.

كما اكدت المصادر ان الولايات المتحدة لديها خطة اتجاه غزة وترغب في تمريرها بأقرب وقت لذا ترفض ربطها بملف الاسرى الذي قد يعطلها.

وتتصاعد قضية الجنود الاسرى بالتزامن مع حالة الضغط التي يمارسها ذويهم داخل دولة الاحتلال وكان آخرها تحركات والدتي هدار جولدن وشاؤول أرون، إلى جانب الرسائل التي نقلتها منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان لحركة حماس من عائلة المستوطن الأسير في غزة أبرها منغستو، وذلك وفقاً لصحيفة معاريف العبرية.

ويكمن التحدي الأبرز أمام (إسرائيل) كون رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو يجد صعوبة في ابرام صفقة تبادل للمرة الثانية مع حركة حماس، بعد صفقة شاليط وهو ما يشكل تحديا كبيرا أمامه خاصة في ظل المزايدات السياسية والسباق الانتخابي مع باقي الأحزاب.

في ذات الوقت يدرك الاحتلال ان الوضع في غزة متفجر وأنه في مرحلة الحسم، وإذا لم يكن هناك حل سياسي فلا مفر من المواجهة، والتي يبدو أن (إسرائيل) لا ترغب بها في الوقت الحالي لأن الجبهة الشمالية تمثل أكثر خطورة بالنسبة لها، لكن جبهة غزة أكثر الحاحاً ولا يمكن تجاهلها أو استمرار الوضع على حاله.

وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد نقلت عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع " إن مصر والأمم المتحدة تمارسان ضغوطا كبيرة على كل الأطراف وهناك رغبة في التوصل لاتفاق".

وتحدثت القناة العبرية، عن تقدم جدّيّ في الاتصالات بين مصر والأمم المتحدة، و(إسرائيل)، وحماس والسلطة الفلسطينية من أجل التوصل لحل سياسي مدني في قطاع غزة، وكان نتنياهو قد تحدث إلى وزراء في حكومته بالقول، قريباً ستكون مبادرة لحل سياسي بمشاركة أطراف دولية منها مصر والأمم المتحدة.

ومن الواضح من التسريبات الأخيرة ان (إسرائيل) لم تنجح في فرض قضية الاسرى على أجندة المباحثات في ظل تفجر الوضع الذي لا يسمح بربط ملف الاسرى بحل الازمة الإنسانية لغزة، خاصة ان صفقة التبادل تحتاج لمباحثات طويلة لإنجازها، بينما الواقع الموجود لا يسمح بالمزيد من الانتظار.

وتشير التسريبات إلى أن مصر وميلادينوف تقود مباحثات حثيثة، حيث تقدمت مصر بمبادرة تشمل بنودها إعادة تأهيل البنية التحتية في قطاع غزة، وعودة السلطة الفلسطينية، كما تهدف للتوصل إلى وقف نار مستقر في قطاع غزة، تليها هدنة طويلة الأمد قد تمتد لعشر سنوات.

البث المباشر