قائمة الموقع

مقال: الحلبة

2018-08-13T04:52:27+03:00
الرسالة نت- رامي خريس
الرسالة نت- رامي خريس

كلما بحثنا عن "استراحة مقاتل" اضطررنا للمواجهة مع المحتل، فلا استراحة مع وجود الاحتلال، وفي خضم الحديث عن هدنة ومصالحة وفك حصار، كانت الجولة الأخيرة من المواجهة، فعادت طائرات الاحتلال لتدمير المواقع والمباني في غزة، وتساقطت صواريخ المقاومة في التجمعات السكنية الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.

 وبتنا كالذي يصارع في حلبة ملاكمة وبعد كل جولة يحظى بلحظات لشرب الماء ومسح العرق، تمهيداً للعودة مرة أخرى لتبادل اللكمات.

وهنا تترسخ حقيقة أن المقاومة في ظل وجود الاحتلال هي الأصل والاستثناء هو التهدئة والهدنة، ولم تعش فلسطين لاسيما في الضفة الغربية وقطاع غزة فترات طويلة من الهدوء فالمقاومة كانت مستمرة ومتواصلة لكن بدرجاتٍ متفاوتة حتى في ظل التسوية وبعد تأسيس السلطة عشية توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم، كانت هناك انتفاضات ومواجهة مع المحتل، وأمثلتها انتفاضة النفق عام 1996، وانتفاضة الأقصى عام 2000.

وبعد الانسحاب الإسرائيلي من مستوطنات قطاع غزة2005، وفوز حماس في انتخابات 2006 توقع البعض فترة هدوء طويلة، وكانت تشير بعض التحليلات إلى أن الحركة التي أوكلت بمهمة تشكيل الحكومة الفلسطينية ستجنح إلى التهدئة مع الاحتلال وما لبثت أن اندلعت المواجهة عقب أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وتوالت المواجهات الكبيرة أعوام 2008، 2012، 2014، وبينهما لم تتوقف جذوة النار.

واليوم ونحن نعيش في ظلال مسيرة العودة وحالة الاحتكاك الدائمة مع الاحتلال على السلك الزائل شرق القطاع لا يبدو أن أي تهدئة ستكون طويلة ومن المتوقع أن تعود بين الفينة والأخرى احتمالات المواجهة.

لا يبدو أن ما قيل في السطور السابقة غائب عن الطرفين لكن يبقى لكل طرف حساباته في مناورة التصعيد والمواجهة إلى اللحظة التي سيتحول فيها تكتيك المناورة إلى لحظة الذروة والحسم.

إذن نحن أمام مقاومة مستمرة ليست استثناءً ويتطلب هذا منا الاستعداد النفسي للاستمرار قبل التجهيز للمعركة الفاصلة.

اخبار ذات صلة