قائمة الموقع

مكتوب: محللون: المقاومة أدارت جولة التصعيد بحنكة عالية

2018-08-13T04:54:07+03:00
المقاومة الفلسطينية
الرسالة نت - براء الشنطي

"على نفسها جنت براقش" هو المثل الشعبي الذي ينطبق على قادة الاحتلال الإسرائيلي بعد جولة التصعيد الأخيرة، فقد حاول أن تكون له اليد العليا وتغيير قواعد الاشتباك، وفرض قراراته على المقاومة في مفاوضات أسرى أو تهدئة مقبلة، لكن انقلب السحر على الساحر.

فالصورة التي نشرها موقع "0404" العبري والتي كانت لمجموعة من الأرانب واصفاً إياها بالصورة الحصرية لاجتماع الكابنيت، ومقطع الفيديو للقناة الـ20 الإسرائيلية والتي أحضرت أرنباً للاستديو، وأجرت معه لقاء على أنه أحد أعضاء الكابنيت، تقطع الشك باليقين أن الخاسر الوحيد في هذه الجولة هو جيش الاحتلال بفعل تكتيك المقاومة.

تطور واقتصاد

خبير الأمن القومي إبراهيم حبيب أكد على أن المقاومة نجحت في إدارة هذه الجولة من المواجهة باقتدار، وأفشلت مخططات الاحتلال في هذه الجولة والتي يسعى من خلالها إلى تحقيق تغير قواعد الاشتباك مع المقاومة في غزة، والضغط على المقاومة لابتزازها في مفاوضات الأسرى والتهدئة، وإرباك الجبهة الداخلية في غزة وإشعارها بعجز المقاومة عن المواجهة.

وقال في حديث لـ "الرسالة": "استطاعت المقاومة إفشال الأهداف الثلاثة لتصعيده على غزة، ولا أُبالغ إذا قلت إنها استطاعت أن تُربك الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتُعيد تثبيت معادلة الاشتباك وتؤكد على أنه لا مجال لابتزازها في العملية التفاوضية الجارية".

وعزى تفوق المقاومة في هذه الجولة إلى تكتيكها القتالي، والذي كان أبرز عناصره إدارة المواجهة من خلال غرفة العمليات المشتركة، والتي أوجدت حالة الوحدة الميدانية، وأتاحت الفرصة لجميع الفصائل بالمشاركة في عملية القصف، بحسب إمكانياتها ووفقاً للخطة العسكرية المُعدة مُسبقاً.

وأشار حبيب إلى أن المقاومة استخدمت نوعيات مُطورة من القذائف الصاروخية تتميز بمستوى أعلى من الدقة والسرعة، الأمر الذي أضعف من قدرة القبة الحديدية عن مواجهتها، والتي لم تستطيع إسقاط أكثر من 20%‎ منها فقط بينما وصل الباقي إلى أهدافه.

ونوه إلى أن تكتيك المقاومة لم يقف عند استخدام القذائف المطورة، بل وزارها الاقتصاد في استخدمها، موضحاً أنه لم يتجاوز عدد القذائف الصاروخية التي أطلقتها المقاومة (200) قذيفة خلال ال(24) ساعة الماضية، ولكنها طالت (50) بلدة وتجمعًا استيطانيًا صهيونيًا بعمق (35) كم من غلاف غزة، وكانت كفيلة بتعطيل الحياة العامة تماماً وإجبار المستوطنين على المبيت داخل الملاجئ.

التفرغ للتخطيط والتنفيذ

الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات أكد على أن سلوك المقاومة في الميدان خلال جولة التصعيد الأخيرة كان متقدماً ومتفوقاً على الاحتلال، من خلال غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية، والهدوء والنضوج في التعامل مع المخططات الإسرائيلية، وقدرات ومهارات ميدانية أفضت إلى خلافات في التعامل مع غزة.

وقال في حديث لـ "الرسالة": "التنسيق بين فصائل العمل المقاوم في غزة يدلل على التعاون في المجال الأمني والعسكري، وفي مجال الرد والتعامل مع الميدان، وفي مجال إطلاق الصواريخ وتحديد بنك الأهداف، مما يساعد على التفرغ للتخطيط والتنفيذ بحكمة وحنكة عالية".

وأشار عريقات إلى أن المقاومة الفلسطينية تستفيد من جولات التصعيد الماضية، ويبرهن ذلك الدروس والعبر التي استفادت منها المقاومة، ومكنها من التخطيط بمستوى الحدث والعقلية الإستراتيجية الإسرائيلية، وهذا ما أربك نتنياهو وحكومته وأفقدها القدرة على السيطرة والتوزان، من خلال تمكنها من تثبيت قواعد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.

ونوه الخبير العسكري إلى أن المقاومة لم تكتفِ بتكافؤ قوة الردع مع الاحتلال بل كان هناك تفوق في التخطيط، والمعادلة التي حققتها المقاومة لم تتوقف عند حدود القصف بالقصف، والدم بالدم، وإنما تخطتها إلى العقل بالعقل، بدليل أن الشعب الفلسطيني راضٍ عن أداء المقاومة خلال جولة التصعيد.

وبين أنَّ المقاومة ومن خلال توسيع نطاق المستوطنات المستهدفة استطاعت أن ترسل رسائل قوية إلى الاحتلال مفادها "أن المقاومة قادرة على توسيع نطاق قصفها إذا ما وسعت من عدوانها على قطاع غزة".

وأوضح عريقات أنَّ معادلة المقاومة الجديدة عززت عامل القلق في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعلى إثرها تبادلت القيادات السياسية والعسكرية الاتهامات لفشلهم في التعامل مع غزة، وأدت إلى تآكل قوة الردع جيش الاحتلال، خاصةً بعد فشلها بإيقاف مسيرات العودة السلمية على حدود غزة، وباتت عاجزة عن حسم سلمية غزة أو المقاومة العسكرية فيها.

اخبار ذات صلة