رغم عدم نفعها

مكتوب: جنرالات الاحتلال يعزفون "سيمفونية" اغتيالات قادة غزة

هنية والسنوار
هنية والسنوار

الرسالة - مها شهوان 

بصورة مفاجئة، نشرت العديد من الصحف العبرية أمس الأحد تصريحات جاءت على ألسنة كبار الجنرالات الاسرائيلية، يطالبون فيها بتنفيذ اغتيالات لقادة المقاومة في غزة، عدا عن أن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية أعدت قائمة بالقادة المرشحين للاغتيال وفق ما ذكرته صحيفة هارتس.

وعلى ما يبدو فإن العزف الاسرائيلي على وتر الاغتيالات لقادة المقاومة يأتي في محاولة لاستعادة حقبة شارون وموفاز، التي تم خلالها اغتيال العديد من قادة الفصائل الفلسطينية.

وأظهرت صحيفة يديعوت أحرنوت نتائج استطلاع للرأي يظهر تأييد غالبية الجمهور الإسرائيلي بنسبة وصلت إلى 86% من الإسرائيليين لاغتيالات ضد قادة حركة حماس في قطاع غزة.

ومنذ تأسيس حركة "حماس" في ثمانينيّات القرن الماضي، استهدف الاحتلال "الإسرائيلي" عددًا من قادة الحركة، أبرزهم المهندس يحيى عيّاش (1996) في غزّة، عدنان الغول (2004)، رئيس الجناح العسكري لحركة "حماس" صلاح شحادة (2002)، مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين (2004)، ورئيس القيادة الداخلية للحركة عبد العزيز الرنتيسي (2004)، والقيادي في كتائب "القسام" أحمد الجعبري (2012م).

وبحسب ما ورد في صحيفة "هارتس" فإن الاحتلال الاسرائيلي يتجهز منذ أشهر للعودة إلى

سياسات الاغتيال، كما وأن التجهيزات للعمليّة بدأت بعد إعلان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وجهاز الأمن العام (الشاباك) تفضيلهما على عملية عسكريّة واسعة في قطاع غزّة، يخشى الاحتلال أن تتضمّن اجتياحًا بريًّا.

لكن التقديرات "الإسرائيليّة" تشير إلى وجود خشية من أن تؤدي سياسة الاغتيالات إلى ردّ فعل عنيف من حركة "حماس" يقود إلى حرب.

ويرى عدنان أبو عامر المختص في الشأن الإسرائيلي أن (إسرائيل) في حال اتبعت سياسة الاغتيال ستعود إلى الوراء، مشيرا إلى أنها ترى من خلال التهديد بالاغتيالات سياسة كفيلة لتعيد حماس حساباتها لوقف مسيرات العودة وإطلاق البالونات الحارقة.

وأكد أبو عامر خلال حديثه "للرسالة" أن أي صاروخ ستطلقه (إسرائيل) لاغتيال قائد من حماس في غزة سيتبعه وابل من الصواريخ التي ستقصف (تل أبيب)، لافتا في الوقت ذاته إلى أن (إسرائيل) في وقت سابق اغتالت قيادات لحماس وفصائل فلسطينية أخرى لكنها لم تنه السياسة أو المقاومة.

وحول الحديث عن اغتيال قيادات جديدة من حماس يقول:" (إسرائيل) تعتقد أن هذا الجيل الثاني من حماس وليس المؤسس، لذا تحاول تصفية من تبقى من الجيل القديم سياسيا وعسكريا"، مما سيسهل عليها عقد تسوية جديدة مع حماس كما ترى".

وفي ذات السياق يقول الإعلامي الإسرائيلي ياريف أوبنهايمر، ورئيس سابق لحركة "السلام الآن، في مقال نشره في صحيفة يديعوت أحرنوت:" إن العودة إلى سياسة الاغتيالات ضد قادة حماس عمل خطير وغير مسؤول سيجرنا إلى حمام دم أكبر، سوف يدفن أي فرصة للتسوية وسيقود المنطقة إلى حرب أخرى ستدمر كل الجهود".

وتابع:" لو كان أسلوب الاغتيالات هو العمل الصحيح لكانت حماس قد اختفت منذ زمن بعيد عن العالم وسجلت في كتب التاريخ، لكن في الواقع لم تخف الاغتيالات أو تردع المنظمات بل تسببت بعكس ذلك وولدت ورثاءَ جددًا لقادة المنظمات كانوا أكثر حبا للانتقام، عندما اغتالت (إسرائيل) الرنتيسي والشيخ ياسين جاء محله مشعل وهنية، ولقد أدى أيضا اغتيال الجعبري في غزة لشن حملة عسكرية أطلقت خلالها مئات الصواريخ على (إسرائيل).

ووفق مسؤولين عسكريين كبار فإن الخطط لاغتيال قادة حماس وصلت إلى مرحلة متقدّمة، لكن في حال طلبت القيادة السياسية الإسرائيليّة تنفيذها، فإن ذلك يتطلّب تحضيرات إضافيّة"، على حد زعمها.

 

 

البث المباشر