قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: اعتراف بالجريمة بحاجة إلى متابعة

مصطفى الصواف   

لجنة تيركل الإسرائيلية للتحقيق في مجزرة أسطول الحرية التي ارتكبت في عرض البحر في مايو الماضي والتي أدت إلى استشهاد تسعة من المتضامنين الأتراك وإصابة نحو خمسين، في قرصنة بحرية كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني وقادته.

ما تحدث به قادة الاحتلال خلال الاستجواب أمام اللجنة وطريقة تقاذف التهم وإلقائها على بعضهم البعض، نتنياهو ألقاها على بارك ، وبارك ألقاها على اشكنازي، وبالتأكيد سيلقيها اشكنازي على غيره من قادة الاحتلال، ورغم تراجع نتنياهو أو تراجع باراك، فهذه جميعها مؤشرات على مدى الإرباك والعجز والخوف الذي أصاب قيادة الاحتلال، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الضعف بدأ يدب بشكل واضح في قمة الهرم الصهيوني،وهذا دليل أن دولة الاحتلال في تراجع وهذا التراجع مؤشر بأن النهاية اقتربت ، ولكنها بحاجة إلى رجال تستطيع أن تقود المرحلة القادمة.

ما تحدث به نتنياهو بارك هو اعتراف واضح من قبل هؤلاء بأنهم من يتحمل الجريمة الإرهابية التي ارتكبت بحق سفينة مرمرة التركية التي شاركت في أسطول الحرية، هذا الاعتراف هو دليل إدانة يجب أن تبني اللجنة الدولية عليه تحقيقها المزمع أن يتم خلال الساعات القادمة رغم محاولة إسرائيل التهديد بالانسحاب من هذه اللجنة وعدم التعاون معها إذا أصرت على التحقيق مع جنود الاحتلال الذي شاركوا في مجزرة مرمرة خاصة بعد نفي الأمين العام للأمم المتحدة ، أن منظمته قدمت ضمانات لإسرائيل بعدم استجواب جنود إسرائيليين شاركوا في العملية، إلا أن بان كي مون أشار إلى وجود ضغوط من دول عظمة ( أمريكا) من أجل إضعاف هذه اللجنة وإخراجها عن هدفها الحقيقي، ولا نعتقد أن تستمر اللجنة في مهامها، ولن تصل إلى نتائج حقيقية ومرضية للرأي العام الذي أصيب بصدمة مما جرى، أو قد تؤدي توصيات اللجنة إلى تقديم قادة الاحتلال المسئولين بشكل مباشر عن المجزرة إلى المحاكمات على جرائمهم التي ارتكبت بحق المتضامنين المدنيين، لان التجربة أمانا ماثلة في لجنة التحقيق التي قادها جولدستون في مجزرة غزة التي ارتكبت على أيدي قوات الاحتلال رغم الإدانة لإسرائيل بارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.

إذا فشلت اللجنة الدولية من التوصل إلى ما يجرم قادة الاحتلال، يجب على تركيا كونها الدولة التي تعرض مواطنوها لجرائم القتل ملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي عبر المحاكم الدولية، أو التابعة لبعض الدول التي تسمح قوانينها بتقديم المجرمين في قضايا جرائم الحرب ، وكذلك من الضروري بعد هذا الاعتراف الواضح من قبل قادة الاحتلال الإسرائيلي أن تواصل المنظمات الحقوقية والقضائية الدولية العمل على ملاحقة هؤلاء المجرمين، لأنه دون ذلك سيواصل هؤلاء الإرهابيون في ارتكاب مزيد من القتل والتدمير ما لم يكن هناك ما يردعهم ويشكل لهم عقابا رادعا يمنعهم من مواصلة إجرامهم.مريكاأم

البث المباشر