قائمة الموقع

مكتوب: ما بين التهدئة والتصعيد.. تفاوض بالنار ومحاولة انتزاع المواقف

2018-08-13T12:51:36+03:00
صورة ارشيفية
غزة- محمد عطا الله

تحت نار البارود تحاول الأطراف المختلفة اختبار القوة وانتزاع المواقف في ظل الحديث عن تقدم مشهود في مباحثات التهدئة بين حركة حماس من جهة والاحتلال الإسرائيلي عبر الوساطة المصرية من جهة أخرى.

ثمة صراع خفي يدور خلف الكواليس ويبدو أن الساسة فضّلوا فيه الانتقال من الميدان السياسي إلى ميدان المعركة وإن كانت "مؤقتة"؛ ضمن محاولات لي الذراع والاستعراض بالقوة لإجبار الآخر على التنازل ولو قليلا عن شروطه.

مجددا؛ وعقب مغادرة وفد حركة حماس الذي وصل قطاع غزة مؤخرا لبحث ملف التهدئة الذي كشفت الحركة عن تقدم كبير فيه قد يُفضي إلى الوصول لهدنة 5 سنوات تشمل رفع الحصار وإنجاز صفقة تبادل أسرى، اشتعلت نار البارود سريعا قبل أن ينجح الوسيط المصري مرة أخرى في إعادة الهدوء على القاعدة السابقة "هدوء مقابل هدوء".

"إسرائيل" التي تحاول إملاء شروطها تحت ضغط صواريخها التي أجهزت على مبنى مركز المسحال الثقافي بغزة في رسالة أرادت من خلالها القول إن خيار الذهاب لحرب سيكون الأقسى ويبدأ من حيث انتهت الحرب الأخير 2014 باستهداف الأبراج السكنية، تجد في فرد العضلات الأسلوب الأمثل للهروب أمام الرأي العام الداخلي والذي بدا ساخطا على قيادته التي وصفها بـ "الأرانب".

مواجهة مُفتعلة

ويمكن القول إن جولات التصعيد الأخيرة تأتي في إطار تعزيز المكانة التفاوضية لكل طرف عبر الذهاب لمواجهة مفتعلة قد تؤدي إلى التسريع في إنجاز الاتفاق وتنازل كُل طرف لآخر، وفق ما يرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر.

ويوضح أبو عامر في حديثه لـ "الرسالة" أن وصول وفد حماس الخارج لغزة لبحث ملف التهدئة يعني وصول المباحثات لمراحل متقدمة، منوها إلى أن جولات التصعيد المؤقتة لن تُغير بشكل جوهري على تلك المباحثات.

ويعتبر الكاتب أن ما يجري من تصعيد بين فينة وأخرى هو نوع طبيعي من محاولة انتزاع المواقف وفرض الإرادة والصيغة من كل طرف؛ رغم قناعتهم بأن الذهاب لتهدئة بات ضرورة مُلحّة لديهم.

وعن مدى إمكانية تدهور الأوضاع والدخول في مواجهة شاملة، يرى أبو عامر أن الضغط الداخلي التي تمارسها الجبهة الداخلية لدى الأطراف يدفع باتجاه محاولة ضبط إيقاع جولات التصعيد وسرعة العودة لتهدئة الأمور، محاولين تعزيز مواقفهم لا أكثر.

 استبعاد المغامرة

وفي هذه النقطة يعتقد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن أي قرار إسرائيلي، باتساع دائرة التصعيد، أو شن حرب شاملة، يتعدى عوامل الميدان الأمني، إلى ميدان السياسة الداخلية الإسرائيلية، مثل هبوط شعبية نتنياهو في استطلاعات الرأي، نتيجة لموقفه من الحرب على غزة.

ويرى حبيب في مقال له، أن نتنياهو يدرك أكثر من غيره إمكانيات جيشه في تحقيق انتصار ناجز، بعيد المنال، لذلك، فهو لن يغامر إلا في حال تمكنت الضغوط عليه من الإجهاز على مستقبله السياسي في حال لم يشن حرب على قطاع غزة!

ويُشير إلى أن واقع الحال في قطاع غزة هذه الأيام، لا يمكن توصيفه فيما إذا كان الأمر يتعلق بهدوء متوتر، أو باستعداد لحرب قادمة، أو بانتظار للمجهول، أو تمهيداً للانتقال من تهدئة هشة إلى هدنة طويلة الأمد.

وأمام جملة التجاذبات التي يسعى فيها كل طرف إلى تقوية ورقته والتصلب في موقفه، يبقى الخيار المفضّل للجميع هو الوصول لصيغة تفاهمية تُبعد الحرب التي لا رغبة ولا مصلحة لكافة الأطراف فيها على المدى القريب وتحقق انجازي سياسي لهم.

اخبار ذات صلة