في جمعة "الحياة" اغتالت (إسرائيل) مسعفًا لآخر الأنفاس!
غزة_أمل حبيب
صاروخ ثقيل على جسد الرضيعة بيان، ليلة ساخنة بائسة كانت لها ولأمها الحامل وشقيقتها حياة التي وُهبت الاسم فقط ولم توهب نبض الحياة!
نهاية الأسبوع الماضي عايشت غزة عدوانًا اسرائيليًا وحشيًا، حاولت تلك المدينة أن تهرب منه، كما فعلت بعد صورة لدماء عائلة بيان خماش التي بدلت لون جدران منزلهم الى الأحمر!
جمعة "الحياة والحرية" لم يكن اختيار الاسم عبثًا بالنسبة للقائمين على الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، بعد أيامٍ من البارود فوق رأس غزة!
قبل الحياة ركام!
قبل الجمعة بساعات كان الركام وحده الشاهد والحكاية بدلًا من النبض والعزف في مسرح سعيد المسحال غرب غزة الذي تحول الى ذكرى حزينة لأهل المدينة نفسها.
هل سيتوقف إيقاع الحياة بعد هذا الركام وكل هذا الوجع؟، كان السؤال موجعًا، لكن الإجابة كانت واحدة بالنسبة لغزة وأهلها جميعًا .. تريد الحياة والحرية معًا!
قبل أن يبدأ الصغار على الحدود الشرقية بإطلاق بالوناتهم الملونة في الهواء، سبقهم نظراء لهم تسلقوا كتلًا اسمنتية لركام مبنى المسحال حتى يشاركوا فرقًا فنية جاءت لتغني وتؤكد لحن الحياة الذي سيتمكنون من عزفه من جديد.
سماعات كبيرة الحجم، ومشاركون توشحوا الكوفية الفلسطينية حول أعناقهم، اتخذ كل منهم مكانًا له فوق حجر أو اثنين فوق ذاكرة المسحال، رددوا والحضور ترانيم الأغاني الثورية القديمة حينما طل السلاح من الجراح واستمرت الثورة وقتها.
التعالي على الجراح كان حصريًا لغزة التي تحاول أن تكابر شيئًا فشيئًا، حتى أن الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، دعت الجماهير الفلسطينية فور اعلان التهدئة برعاية مصرية مع الاحتلال ليلة الخميس للمشاركة في المسيرات التي ستنطلق في مخيمات العودة شرقي حدود القطاع، وأكدت على استمرار المسيرات الجماهيرية لحماية حق الفلسطينيين بالعودة رغم كل المعاناة التي سببها الاحتلال.
لافتات جديدة ووسم واحد #أنا_راجع رفعه الأطفال على الحدود الشرقية إضافة الى بالونات ملونة عليها صورًا لشهداء الضفة، كانت الرسالة مفادها أن الوجع واحد والمصير مشترك هنا وهناك.
رسالة المحتل وصلت قبل أي شيء، كانت رصاصتها المتفجرة أكثر سرعة من أي رسالة أخرى حين اخترقت ملابس المسعف البيضاء جنوبًا لتقتل الحياة الجديدة التي قد توهب من خلال المسعف المتطوع عبد الله القططي 22 عامًا.
سيارات الإسعاف التي شاركت موكب عزاء الشهيد المسعف في رفح جنوب القطاع لم تكن وحدها من شاركت، حيث شيعت جماهير رفح لتشييع جثمانين آخرين ارتقوا خلال المشاركة في مسيرة الحياة والحرية الجمعة الماضية.
انتهت جمعة الحياة ولم تنل غزة بعدُ حريتها التي تحلم، وذاك النبض الذي قد يولد بين جنباتها يومًا، ان كان مولودًا اسمه حياة، أو صورة للرضيعة بيان رفعت على حدود حريتها دون أن تبصرها قبل الرحيل