قائمة الموقع

مقال: شهداؤنا أبطالنا .. أعادوا للوطن كبرياءه وشموخه

2018-08-15T12:49:14+03:00
شهداؤنا أبطالنا .. أعادوا للوطن كبرياءه وشموخه

الشهيد الفلسطيني ذلك الإنسان البطل الذي كتب الله له هذه المنزلة العالية , فجاهد ودافع عن وطنه وعن شعبه وأرضه وعرضه , قاتل أولئك المغتصبين الذين اغتصبوا الوطن وحرية المواطن , وضحى بحياته ليجعل كلمة الله هي العليا , فسقى من دمائه أرض الوطن ليجعل من كل قطرة دم سقطت من جسده الطاهر كبرياء وعزة وشموخ للوطن ومقدساته , وليجعل من عظامه جسراً للأجيال القادمة من أبناء وطنه ليصلوا إلى طريق النور والحرية .

ستبقى سيرة شهيدنا الفلسطيني رمزاً للبطولة والثأر والإيثار , وشمس في سماء الحرية التي تشرق إن حلّ ظلام وظلم الظُلام , وإن ضيقوا علينا الحصار والحرمان , وإن ظلمونا وكرسوا علينا الاضطهاد والآلام ، بالتأكيد سيكون المرء شهيداً عندما يتصدى لؤلئك وللعدو ويدافع عن كرامة شعبه وحرية وطنه .

الشهادة منزلة عظيمة ورفيعة وعالية عند الله سبحانه وتعالى ، يتمنى الكثير من الناس المخلصين نيل هذه الدرجة لما لها من كرامات وميزات في الحياة الآخرة ، فصاحبها يُشَفَع له ولسبعين من أهله وأحبابه , يسكن وإياهم الدرجات العليا من الجنة . فعندما يرتقي الشهيد تختلط دموع محبيه بالزغاريد وينال الفوز الأكيد , ويسير في موكب زفافه البهيج القريب والحبيب , ومن ثم يوصله الله إلى الجنة ليُزَف إلى عرائسه الحور العين .

أنت أيها الشهيد البطل باستشهادك تحول أحزاننا إلى أفراح عندما نشاهد ابتسامتك العريضة التي رُسِمَت على محياك , ووالديك وأحبابك ما زالوا ينتظرون لقاءك في الفردوس الأعلى ، وأبناؤك ومحبيك غسلوا بدموعهم جسدك الطاهر ، وزوجتك تهدي لك سلاماً ترفع به رأسها عالياً افتخارا بك وببطولاتك التي أوجعت الاحتلال الصهيوني وهزت أركانه وأركان الهزائم العربية .

هنيئاً لك الشهادة , فأنت ببطولاتك أرجعت للوطن كبرياءه وشموخه ، وجعلته ينهض لينحني لروحك الطاهرة إجلالاً وإكباراً , فأنت الذي جعلت الشمس تغيب خجلاً من تلك الأنوار التي رسمتها بدمائك الطاهرة المنيرة ،  فكل قطرة دم سقطت من جسدك الطاهر سقت أرض الوطن ليرتفع شامخاً بعزته وكرامته ، فأنت الذي كسّرت قيود الاحتلال الغاشم وقيود الطواغيت و الظُلام .

تحية ملؤها المحبة والفخر لكل شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن ، فليس هناك كلمة يمكن لها أن تصف الشهيد ، ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفه ، فهو شمعة تحترق ليحيا الوطن وأبناؤه والآخرون ، وهو نجمة الليل التي تُرشِد وتوصِل من أراد طريق الحرية ، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه ولكن هيهات فهذا هو الشهيد .

إن شعبنا الفلسطيني سيبقى دوماً وفياً لهؤلاء الأبطال ، وسيبقى على العهد وفي نفس الطريق يسير كما هو الوعد ، فكثيراً من هذه الخواطر عن الشهادة مازالت أسيرة هذا المشهد ، لا ينبغي أن ننسى شيئاً منها ، ولا ننسى كيف استطاعوا هؤلاء الأبطال أن يثبتوا ويهزموا الاحتلال ببطولاتهم التي يعجز عن وصفها الكلام واللسان .

سنبقى أوفياء لشهدائنا على العهد والوعد وفي نفس الطريق ماضون , نُظهر آثارهم ونُحيي أثرهم وأفكارهم ونطيب خاطر أهليهم ومحبيهم ، فنحن الفلسطينيون أصحاب الحق في الأرض والمقدسات لا ننسى شهدائنا أبداً ، بل نتذكرهم دائماً ونتذكر كل شهيد في كل أرجاء وطننا الجريح , فشهدائنا سيبقون هم الذكرى العطرة والعزة والكرامة والتراث العظيم لهذه الأرض الطيبة المباركة ولأبناء هذا الوطن الحبيب .

اخبار ذات صلة