قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حازم قاسم إن رئيس السلطة محمود عباس، وقيادة حركة فتح في الضفة الغربية يواصلون مسلسل الإقصاء والتفرد بالقرار الفلسطيني، وإن عباس يستمر في الاستهتار بكل المكونات الفلسطينية الأخرى، وعدم الالتفاف إلى تكوين توافق ما على أيٍ من القضايا الوطنية، أو النظام السياسي الفلسطيني.
وطالب قاسم رئاسة السلطة وقيادة حركة فتح أن تستشعر في الحال خطورة السياسة التي تمارسها على مجمل القضية الفلسطينية، وأن تتحمل المسؤولية عن التداعيات الكارثية لمنطق التفرد والإقصاء.
ودعا لاتخاذ قرار واضح بالسير في مسار المصالحة، وتطبيق ما هو مطلوب منها في اتفاقات المصالحة المختلفة، والكف عن احتكارها لمنظمة التحرير، وصولًا إلى بناء مظلة وطنية جامعة، تقود حالة النضال لاستعادة حق شعبنا في الحرية والعودة.
وأضاف أن منطق التفرد بالقرار وصل إلى عقد "المجلس المركزي" بدون مشاركة أي من القوى السياسية الوازنة والفاعلة، ليتحول هذا المجلس إلى تجمع يمثل تيار الرئيس في المنظمة والسلطة فقط.
وبيّن قاسم أن قرارات المركزي -كما حدث في الاجتماعات السابقة- ستكون حبرًا على ورق؛ نتيجة منع قيادة السلطة تحويل هذه القرارات إلى برامج على الأرض؛ لتبقى الحالة الفلسطينية تراوح مكانها، بل إن استمرار حالة الانسداد سيؤدي إلى تراجعها.
وأكد أن عقْد المجلس المركزي بدون توافق وطني على عقده ابتداءً، والمقاطعة الواسعة لهذه الجلسة من داخل منظمة التحرير وخارجها، يعني أن الرئيس عباس نقل الانقسام والخلاف هذه المرة إلى داخل منظمة التحرير ومؤسساتها، ليضيف مزيدًا من التعقيد على الحالة الفلسطينية، ويزيد من حالة التفسخ والتشرذم في النظام السياسي الفلسطيني، ويعمق من الانقسام الواضح في الحركة الوطنية الفلسطينية الذي بدأ مع توقيع اتفاق أوسلو.
وشدد الناطق باسم حركة حماس على أن حالة التفرد التي تتبعها قيادة حركة فتح أدت إلى إضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية، مبينًا أن هذا التفرد ألقى بظلال ثقيلة على قدرة الحركة الوطنية الفلسطينية على بلورة رؤية لمواجهة التحديات الحقيقية التي تمر بها القضية الفلسطينية، وأغرى القوى الخارجية مثل الولايات المتحدة على محاولة تمرير رؤيتها لتصفية القضية الفلسطينية.
وتابع "هذا السلوك الإقصائي والانفصالي من قيادة السلطة، لم يلتفت إلى الخطورة الواضحة التي تمر بها القضية الفلسطينية، فحكومة الاحتلال اليمينية تواصل عدوانها على شعبنا، من انتهاك لكل ما هو مقدس فلسطينيًا في المدينة المقدسة، وغول الاستيطان الذي لا يشبع من ابتلاع الأرض في الضفة الغربية، والعدوان والحصار على قطاع غزة، والحرب على هوية شعبنا في أراضي ال48، والتآمر على حق العودة لكل فلسطينيي الشتات".