تمثل سياسية ابعاد المرابطين عن المسجد الأقصى التي كثفها الاحتلال في الآونة الأخيرة، أخطر الخطط "الإسرائيلية" لمواصلة سلب الهوية الإسلامية من المدينة المقدسة.
ويستفرد الاحتلال من خلال هذه السياسية بالمرابطين في الأقصى، بعد تلفيق التهم لهم واعتقالهم بشكلٍ تعسفي، وفي نهاية المطاف يتم ابعادهم من المسجد الأقصى لفترات زمنية متفاوتة تصل لعدة أشهر أو أعوام.
أمس الأحد، قضت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بإبعاد أربعة من موظفي لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عن المسجد الأقصى لمدة نصف شهر.
وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت السبت الماضي، الموظفين الأربعة وهم: عيسى الدباغ، وباسم الزغير، وجمعة مناصرة، وحمد علقم، أثناء عملهم في سبيل قاسم باشا داخل المسجد الأقصى المبارك، وحوّلتهم الى مركز التوقيف والتحقيق "القشلة" في باب الخليل بالقدس القديمة.
المعركة الفردية
وفي ذات السياق يؤكد جمال عمرو المختص في شؤون القدس أن أجهزة الاحتلال الأمنية، تعمل على مدار الساعة لتمرير خطط استعمارية باتت تطبق يومياً وبشكلٍ إجرامي على بوابات الأقصى.
وقال عمرو في حديث لـ الرسالة نت إن "إيقاف حلقات العلم الشرعي بتهمة الإرهاب واستهداف مسيرات البيارق التي تمثل شد الرحال إلى الأقصى، بجانب تفريغ باحاته من المرابطين من خلال سياسيات الإبعاد والاعتقال، تمثل خطط "إسرائيلية" خبيثة تنفذ وفق دراسة ممنهجة".
وأضاف أن "ضمن سياسية التضيق على المصلين في الأقصى وارهابهم، وقوف الشرطة "الإسرائيلية" المدججة بالسلاح على البوابات، ومنع من شاءوا الدخول للصلاة في الأقصى دون أي حجة أو ذريعة تذكر".
وكشف عمرو أن الأمن الإسرائيلي لا يتوقف عن الاستهزاء في الحرائر ويتندرون عليهم حين محاولتهم الوصول إلى الأقصى للصلاة، وهذا يدل على السادية (الإسرائيلية) التي لا مثيل لها في العالم.
ونوه المختص بشؤون القدس الى أن الاحتلال يستفرد بالمرابطين واحداً تلو الآخر، ويخوض المعركة الفردية بنجاح منقطع النظير، كونه يستهدفهم خلال أوقات الفجر أو في ساعات متأخرة أو على بوابات الأقصى، وبالرغم من ذلك يؤكد أن الانتهاكات السابقة لم تمنع الفلسطينيين من مواصلة الزحف نحو الأقصى، ما يعطي انطباع لدى الاحتلال أنه ليس لديه القدرة على المواجهة.
مشهد إحلالي
بدوره اتهم ناجح بكيرات رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الاحتلال "الإسرائيلي" باستخدام سياسية الابعاد لتفريغ المسجد الأقصى من الهوية الإسلامية، واحلال الطابع اليهودي والمستوطنين مكانها.
وبين بكيرات الذي كان ضحية لسياسية الإبعاد عن الأقصى في حديثه مع الرسالة نت، أن الاحتلال يريد خلق مشهد إحلالي بإبعاد أهل الأقصى عنه، ليفرع الساحة لاقتحامات المستوطنون بحراسة شرطة الاحتلال لتصبح مشاهد هذه الاقتحامات التي يترأسها الحاخامات مألوفة.
واستنكر رئيس أكاديمية الأقصى في نهاية حديثه، تبعات الإبعاد للمرابطين الذين يحرمون من الوصول لأماكن العبادة الخاصة بهم، ويمنعون من الالتحاق بوظائفهم بالأقصى؛ ما يعد محاولة لشل المجتمع المقدسي وضربه على مختلف الأصعدة.