قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: كرنفال السعادة.. تجارة الفرح

صورة للكرنفال
صورة للكرنفال

غزة-رشا فرحات

ولغزة أيضا نصيب من السعادة، من حقها ذلك وان كان كل ما يحيط بها يوحي بالعكس، ولكن، هناك من اجتهد أيضا ليصنع من هذا العيد بهجة وفرح، ويأخذها في رحلة إلى الأماكن المهمشة ويقسمها على الأطفال المتنظرين هناك.

هذا ما فعله كرنفال السعادة للعيد الثاني على التوالي، خمسة من الشباب والشابات بدأوا الفكرة التي أطلقها الصحافي علاء الحلو، وأصروا على تحويلها للحقيقة، تجارتهم كانت الفرحة ورسم البسمة على وجوه الأطفال، فكانت تجارة مربحة.

 بدأ الفريق بجمع الدعم المالي الذي لم يتجاوز الأصدقاء والمقربين، فالوضع في غزة مؤسف، وحتى الجمعيات الخيرية التي توجه إليها الفريق لتوفر له الحافلات على اقل تقدير لم تستطع ذلك.

الكل محاصر، والكل يعاني من قلة ذات اليد، ولكن إصرار "علاء" وفريقه حول الحلم إلى حقيقة وكان ما جمعوه من مال يكفي لصناعة يوم من الفرح وتزين باص الكرنفال والذهاب إلى آخر نقطة حدودية في قطاع غزة، تلك التي تعاني من تهمش وفقر وافتقار لأدنى الخدمات والمقومات الحياتية.

تحدثت "الرسالة نت" الى "علاء" والذي حدثنا بحماسة عن فكرته التي وصفها: أسعدتنا نحن أيضا قبل أن تسعد الأطفال، مضيفا: بدأنا خمسة أشخاص ومع الفرق الفنية المشاركة وصلنا إلى 35 شخصا.

ويضيف: نجاح كرنفال عيد الفطر المبارك هو ما دفعنا لتجديد الفكرة في عيد الأضحى، وهناك الأماكن الكثيرة التي يمكن أن نذهب إليها ولكن عدم توفر الإمكانيات والدعم الازم كان حائلا دون الذهاب فأكملنا الرحلة في هذا العيد، معقبا: رغم صعوبة الأوضاع كان لدينا إصرار على الخروج هذا العيد واكمال الفكرة.

ويصف الحلو الرحلة قائلا: هذه المرة قمنا بعمل بعض الإضافات فقد ذهبنا إلى سبع مناطق، تجمعنا أولا عند الجدارية الفنية عند دوار أبو مازن والتي كنا قد أطلقناها قبل العيد مباشرة بمشاركة عدد من الفنانين الذين رسموها بهدف التجمع هناك ثالث يوم العيد للانطلاق من هناك.

ويقول: وصلنا الى القرية السويدية في رفح على الحدود المصرية وهي منطقة لم ندخلها قبل ذلك اليوم، وتقع على شاطئ بحر رفح في أقصى الجنوب وقد كنا سعداء جدا، كما ذهبنا الى منطقة المواصي المهمشة، بالإضافة الى دير البلح أيضا وفي غزة ذهبنا إلى منطقة الملالحة ومخيم الشاطئ ثم انتهاء بجباليا وختاما بفاعلية كبيرة في ساحة الجندي المجهول بغزة، والتي جمعت عشرات الأطفال للمشاركة.

ويقسم فعاليات يوم الفرح قائلا: كنا ننزل فريق الرسم على الوجوه أولا لتحضير الأطفال والرسم على وجوههم قبل أن ينزل فريق الدمى للعب معهم ومن ثم المهرجين، وفي النهاية توسيع الساحة لعروض الدبكة والباركور الذي أضيف في هذا العيد لعمل حركات بهلوانية للأطفال، وفي النهاية نوزع الحلويات والهدايا على الأطفال.

بكل حماسة يصف الحلو فرحة الأطفال التي رآها في ذلك اليوم على وجوههم، ولا ينكر أنهم أعطوه كثيرا من الفرح كما أعطاهم، حتى أن أحد الآباء قال له: لم نرَ العيد إلا حينما أتى الكرنفال، لافتا إلى تفاعل الأطفال والأهالي مع الكرنفال شاكرا الأصدقاء الذين دعموا الكرنفال وساعدوا بإنجاحه رغم الظروف السيئة، متذكرا أجمل ما كان في ذلك اليوم هو كلام أحد الآباء مع ابنته قائلا لها:" ما قدرنا نروح للعيد في غزة هي العيد أجا عنا "

البث المباشر